الاخبارمؤتمرات وندوات

جعفر يشارك بـ “الذكاء الاصطناعي وتعزيز الأمن الغذائي وسلامة الغذاء في الاقتصادات النامية” في مقر جامعة الدول

جعفر يشارك بـ “الذكاء الاصطناعي وتعزيز الأمن الغذائي وسلامة الغذاء في الاقتصادات النامية”
في مقر جامعة الدول

عبير سلامة

شارك أ.د. خالد جعفر نائب رئيس جامعة مدينة السادات ورئيس الجامعة السابق بكلمة تحت عنوان الذكاء الاصطناعي وتعزيز الأمن الغذائي وسلامة الغذاء في الاقتصادات النامية، في المؤتمر الدولي الرابع عشر، تحت عنوان (الذكاء الاصطناعي بالوطن العربي بين التأصيل النظري والتطبيقات العملية) “أهداف التنمية المستدامة أنموذجاً”، برئاسة الدكتور أشرف عبد العزيز الأمين العام للاتحاد، ومقرر عام المؤتمر أ.د. نور شفيق الجندي أستاذ علوم البيئة بمعهد بحوث البترول، برعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط، وفي مقرها، على مدار يومي 4 – 5 ديسمبر 2024، بمشاركة إحدى عشرة دولة عربية (مصر، السعودية، ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، الإمارات، قطر، سلطنةعمان، البحرين، فلسطين)، وبرعاية إعلامية “مجلة نهر الأمل”.

أ.د. خالد جعفر نائب رئيس جامعة مدينة السادات
أ.د. خالد جعفر نائب رئيس جامعة مدينة السادات

أوضح نائب رئيس جامعة مدينة السادات في بداية كلمته، أن الأمن الغذائي وسلامة الغذاء وصناعة الغذاء وحماية المستهلك، أولوية واستراتيجية وطنية فى العالم كله، ويشكل الأمن الغذائي وسلامة الغذاء قضايا بالغة الأهمية على مستوى العالم، ولكنها تشكل تحدياً خاصاً في البلدان النامية، حيث تكون الموارد اللازمة لمراقبة سلامة الغذاء محدودة، بالإضافة إلى العديد من التحديات العالمية والمرتبطة بسلاسل الإمداد.

وأفاد جعفر، بأن الذكاء الاصطناعي قد برز كحل محتمل لمعالجة هذه التحديات حيث تتمتع تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل التعلم الآلي والتحليلات التنبؤية، مع الإستشعار عن بعد والروبوتات، بالقدرة على دعم سبل الأمن الغذائي وتحول أفضل لطرق إدارة سلامة الأغذية في البلدان النامية.

وقدم نائب رئيس جامعة مدينة السادات نظرة عامة على الحالة الحالية للذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمن الغذائي ومجال سلامة الأغذية، مع تسليط الضوء على تطبيقاته المحتملة وتحدياته واتجاهاته المستقبلية.

وأوضح جعفر، إن الذكاء الاصطناعي يشير إلى محاكاة الذكاء البشري من خلال الآلات التي يتم برمجتها للتفكير مثل البشر وتقليد أفعالهم من أبسط المهام إلى المهام الأكثر تعقيداً. وتتضمن أهداف الذكاء الاصطناعي كالتعلم والاستدلال والإدراك. ويمكن أيضاً تطبيق المصطلح على أي آلات تظهر سمات مرتبطة بالعقل البشري مثل التعلم وحل المشكلات والقدرة على التفكير المنطقي واتخاذ الإجراءات التي لديها أفضل فرصة لتحقيق هدف معين.

واستطرد قائلاً، استخدام الذكاء الإصطناعى في سياق الإنتاج الزراعي والغذائي اكتسب أهمية كبيرة في بداية عام 2015 في مراحله الأولى ويتسارع تطوره يوم بعد يوم. وقد تم تبني تقنيات الذكاء الإصطناعى بشكل نشط في أمريكا الشمالية وأوروبا وتتكثف الجهود في أفريقيا وآسيا، وخاصة في اليابان والهند والصين حيث بلغت قيمة سوق الذكاء الإصطناعى في الزراعة العالمية حوالي ٥٤٥ مليون دولار أمريكي في عام ٢٠١٧، وأصبحت أكثر من ٢٠٧٥ دولار أمريكي بحلول عام 2024، بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR)، وينمو متسارعاً حيث يزيد قليلاً عن 21٪ بين عامي 2018 و2024.

وأفاد جعفر، بوجود تطور كبير فى السوق العالمية للذكاء الاصطناعي في الزراعة بين عام 2020-2024، وسوف يتسارع نمو السوق بمعدل نمو سنوي مركب، حيث يتم تحويل البيانات إلى قرارات قابلة للتنفيذ من خلال مجالات مختلفة من الذكاء الاصطناعي مثل:
1. التنبؤ بالأمراض المنقولة عن طريق الغذاء، حيث يمكن تدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي على البيانات التاريخية للتنبؤ باحتمالية تفشي الأمراض المنقولة بالغذاء بناءً على عوامل مختلفة، بما في ذلك الظروف البيئية وممارسات التعامل مع الأغذية وجودة المياه. ويمكن أن يساعد هذا في تحديد المناطق عالية الخطورة وإعطاء الأولوية للتدخلات، مما يساعد الدول والمؤسسات على اتخاذ القرار بشأن الإستيراد أو الشراء أو طرق التعامل مع هذه الأغذية ايا كانت نباتية أو حيوانية المنشأ، حيث من الممكن أن يوفر ذالك الوقت والتكلفة فى عمليات الفحص بالطرق التقليدية أو الطريقة القائمة على الثقافة والفحص المجهري أو التحليل القائم على الأحماض النووية PCR‏ أو الطريقة المناعية، وذلك بربط الذكاء الأصطناعى بأجهزة الاستشعار الحيوية مما يحقق الشفافية من المزرعة إلى المائدة بإستخدام الذكاء الاصطناعي لتتبع الأغذية.
2. إمكانية التتبع والشفافية: حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز أنظمة التتبع من خلال تحليل البيانات من مصادر مختلفة، مثل سجلات الإنتاج، ومعاملات سلسلة التوريد، ونتائج اختبار الأغذية. ويمكن أن يساعد هذا في تحديد مصدر الأغذية الملوثة بسرعة، مما يقلل الوقت اللازم للكشف عن حوادث سلامة الأغذية ومعالجتها.
3. تقييم المخاطر: حيث يمكن للذكاء الاصطناعي إجراء تقييمات معقدة للمخاطر من خلال تحليل البيانات من مصادر مختلفة، مثل نتائج أخذ عينات الأغذية، وبيانات مراقبة البيئة، وعمليات إنتاج الأغذية. ويمكن أن يساعد هذا في تحديد المخاطر المحتملة التي تهدد سلامة الأغذية وتحديد أولويات التدخلات.
4. مراقبة سلامة الغذاء: حيث يمكن للذكاء الاصطناعي مراقبة عمليات إنتاج الأغذية في الوقت الفعلي، واكتشاف مخاطر سلامة الأغذية المحتملة في وقت مبكر، وتمكين اتخاذ الإجراءات التصحيحية في الوقت المناسب.
5. تصنيف الأغذية وتحليل التغذية: حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل ملصقات الأطعمة وبيانات المحتوى الغذائي لتوفير معلومات مهمة للمستهلكين، بما في ذلك المحتوى الغذائي والمواد المسببة للحساسية وتواريخ انتهاء الصلاحية.
6- المراجعة الداخلية والخارجية لإعتماد المؤسسات الغذائية والصحيه: حيث يمكن عمل جولات رقابية مبدئية ونهائية لمرتجعة نقاط التحكم الحرجة فى نظام سلامة الغذاء، وكذالك الوضع الصحي البيئي للمواقع والغرف والأدوات فى المنشأت الصحية باستخدام الروبوتات المدربة.

وألقى نائب رئيس جامعة مدينة السادات، الضوء على بعض الموضوعات الآتية:
التحديات والقيود التى تواجه الذكاء الإصطناعى:
1. جودة البيانات وتوافرها: حيث تتطلب خوارزميات الذكاء الاصطناعي بيانات عالية الجودة وذات صلة لإنتاج نتائج دقيقة. ومع ذلك في البلدان النامية قد تكون البيانات محدودة أو غير متوفرة، مما يجعل تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي والتحقق من صحتها أمراً صعباً.
2. البنية الأساسية والموارد: قد تفتقر البلدان النامية إلى البنية الأساسية والموارد اللازمة لتنفيذ أنظمة الذكاء الاصطناعي وصيانتها، بما في ذلك تخزين البيانات، وقوة المعالجة، والموظفين المهرة.
3. الأطر التنظيمية: قد تكون الأطر التنظيمية في البلدان النامية محدودة لتنظيم استخدام الذكاء الإصطناعى فى العديد من المجالات، وخاصة الصحية منها وسلامة الأغذية، مما يجعل من الصعب ضمان الإمتثال للمعايير الصحية ومعايير سلامة الأغذية.
4. ثقة الجمهور وقبوله: قد يثير استخدام الذكاء الاصطناعي في سلامة الأغذية مخاوف بشأن الخصوصية، وأمن البيانات، وإمكانية التحيز في صنع القرار، مما قد يؤثر على ثقة الجمهور.

الاتجاهات المستقبلية لتعزيز استخدام الذكاء الإصطناعى لدعم الأمن الغذائي وسلامة الغذاء:
1. تطوير أنظمة دعم القرار القائمة على الذكاء الإصطناعى: حيث يمكن لهذه الأنظمة أن توفر لمنظمي وإدارة المنشات الصحية والغذائية فى مجال سلامة الأغذية ومحترفي الصناعة، توصيات تستند إلى الأدلة في الوقت الفعلي لعمليات تفتيش سلامة الأغذية وأخذ العينات والاختبار.
2. دمج الذكاء الاصطناعي مع التقنيات الأخرى: حيث يمكن دمج الذكاء الاصطناعي مع تقنيات أخرى، مثل blockchain وإنترنت الأشياء (IoT)، لتعزيز النظام الصحي وسلامة الغذاء وإمكانية تتبعه.
3. التدريب وبناء القدرات: تحتاج البلدان النامية إلى برامج بناء القدرات لتدريب الموظفين على تكنولوجيا الذكاء الإصطناعى وتطبيقاتها في مجال سلامة الأغذية.

واختتم جعفر، بأن الذكاء الاصطناعي يتمتع بالقدرة على تحويل سلامة الغذاء في البلدان النامية إلى الأفضل بما يدعم الأمن الغذائي، ولكن هناك تحديات وقيود يجب معالجتها. ويتطلب معالجة هذه التحديات نهجاً متعدد الأوجه يتضمن التعاون بين الحكومات والهيئات التنظيمية والمتخصصين في الصناعة والجمهور، ويعتمد مستقبل سلامة الأغذية في البلدان النامية على التكامل الناجح لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها في سلامة الأغذية وإمكانية التتبع والشفافية.

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى