“كتابة اللغة الأردية بالحروف اللاتينية وأثرها على الهوية الإسلامية”

“كتابة اللغة الأردية بالحروف اللاتينية وأثرها على الهوية الإسلامية”
عبير سلامة
شاركت د. فاطمة محمود بدر الدين مدرس اللغة الأردية وآدابها بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر القاهرة، ببحث تحت عنوان “كتابة اللغة الأردية بالحروف اللاتينية وأثرها على الهوية الإسلامية – دراسة نقدية” [اردو زبان كو رومن رسم الخط میں لکھنا اور اس کا شناخت پر اثر (تنقيدى مطالعہ)]، وذلك خلال المؤتمر السنوي الثاني عشر لكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، الذي جاء تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي: تحديات وفرص… رؤى مستقبلية”، والمنعقد يومي 16 و17 فبراير 2025.
ملخص البحث
تُعد اللغة والدين عنصرين أساسيين في تشكيل هوية أي أمة، وأي تهديد للثقافة يشمل بالضرورة تهديدًا للغتها. تواجه اللغة الأردية تحديات كبيرة بسبب العولمة، رغم أن نشأتها الأولى كانت بالحروف العربية، التي تُعد جزءًا من الهوية والتراث الإسلامي. ومع ذلك، تزايدت ظاهرة كتابة الأردية بالحروف اللاتينية، ما أثار تساؤلات حول أسباب ظهورها وعواقب انتشارها.
حاول المستعمرون الأوروبيون، خلال احتلالهم لشبه القارة الهندية، فرض اللغة الإنجليزية من خلال نشر كتب ومنشورات تبشيرية بالحروف اللاتينية، لكن هذه المحاولات قوبلت بالرفض في العديد من الأقاليم. واليوم، رغم استقلال المسلمين وحصولهم على وطن خاص بهم، تعود هذه المحاولات بشكل أكثر ترحيبًا وانتشارًا، مما يشكل تهديدًا كبيرًا للهوية الثقافية الإسلامية.
النتائج الأساسية للبحث
يرى البحث أن استخدام الحروف اللاتينية في كتابة الأردية له عدة آثار سلبية، من أبرزها:
1. فصل المسلمين عن ميراثهم الثقافي والحضاري الإسلامي.
2. إعاقة الأجيال القادمة من أهل الأردية عن قراءة القرآن الكريم.
3. قطع الصلة بين الأردية والثقافة العربية، كما حدث مع اللغات الإسلامية في آسيا الوسطى، التي مُنعت من العودة إلى الحروف العربية بعد الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي.
4. تشويه النطق الأردي وضياع خصائصه الصوتية، حيث إن هناك 9 أصوات في الأردية (مثل: ث، خ، ڑ، ژ، ض، ظ، غ) لا يوجد لها مكافئ دقيق في الحروف اللاتينية، ما يؤدي إلى تغيير الأصوات الأصلية للكلمات.
5. الحاجة إلى وضع قواعد إملائية جديدة، مما يؤدي إلى تغير البنية الصرفية والنحوية للأردية.
6. خطر الحروف اللاتينية على الأردية أكبر من خطرها على العربية أو التركية، لأن العربية محفوظة بالقرآن الكريم، والتركية لغة موحدة في تركيا، بينما الأردية تواجه منافسة من عدة لغات في شبه القارة الهندية، ما يجعل فقدانها خسارة لا تعوض للحضارة الإسلامية.
توصيات البحث
تعزيز الوعي بالحضارة الإسلامية في شبه القارة الهندية.
تسليط الضوء على مخاطر التغافل عن مقومات الهوية، خاصة اللغات الإسلامية.
مواجهة محاولات طمس الهوية عبر البرمجة والذكاء الاصطناعي، حيث أصبح من الممكن البحث بالأردية بالحروف اللاتينية من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي.
جدير بالذكر أن المؤتمر تحت رعاية:
فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب – شيخ الأزهر.
أ.د. محمد الضويني – وكيل الأزهر.
أ.د. سلامة داوود – رئيس جامعة الأزهر.
أ.د. محمود صديق – نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث.
أ.د. سيد بكري – نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب.
أ.د. محمد فكري خضر – نائب رئيس الجامعة لفرع البنات.
أ.د. أميمة فهمي – رئيس المؤتمر وعميدة كلية الدراسات الإنسانية.
أ.د. منى نور الدين – مقرر المؤتمر ووكيلة الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث.
أ.د. كريمة عبد المجيد – نائب رئيس المؤتمر ووكيلة الكلية لشؤون التعليم والطلاب.
التغطية الإعلامية
حظي المؤتمر بتغطية إعلامية من مجلة “نهر الأمل”.
التعريف بالباحثة :
د. فاطمة محمود بدرالدين
– مدرس اللغة الأردية وآدابها بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر القاهرة.
– عضو المكتب الفني بمكتب نائب رئيس جامعة الأزهر لشؤون التعليم والطلاب.
– منسق ومترجم اللغة الأردية وآدابها بمركز الأزهر للترجمة.