الإعلان عن تأسيس الاتحاد العربي للإعلام والثقافة من القاهرة

الإعلان عن تأسيس الاتحاد العربي للإعلام والثقافة من القاهرة
عبير سلامة
أعلنت رئيسة الاتحاد العربي للاعلام والثقافة – الدكتورة حنان يوسف، مساء الأحد 25/05/2025 من القاهرة عن الإنطلاقة الفعلية لبدء عمل الاتحاد.
وأكدت أن بعث أول إتحاد عربي يجمع بين رموز الإعلام والثقافة في الوطن العربي يعدُ خطوة استراتيجية نحو تعميق الروابط الثقافية بين الشعوب العربية وتحقيق التكامل بين الاعلام والثقافة.
جاء ذلك خلال ندوة صحفية عقدت بالقاهرة، جمعت ثلة من الإعلاميين والمثقفين البارزين من جمهورية مصر والسودان والمملكة العربية السعودية والعراق وفلسطين واليمن والإمارات والجزائر وتونس ولبنان، من ممثلي الاتحاد، وجمع من المتابعين عبر المنصة الإلكترونية زووم.
واستعرضت الدكتورة حنان يوسف خطة عمل الإتحاد للعام 2025/2026 والتي تضمنت حزمة من الأنشطة تهدف في مجملها إلى تعزيز العمل المشترك على التأثير الثقافي والتغيير المجتمعي لوسائل الإعلام.
وأوضحت أن الإنطلاقة الكبرى لعمل الاتحاد ستكون بالمؤتمر التأسيسي نهاية يونيو القادم في القاهرة، تحضره العائلة الموسعة للمنظمة العربية للحوار والتعاون الدولي باعتبار أن الاتحاد العربي للإعلام والثقافة تحصل على تأشيرة عمله نهاية مارس الماضي من خلال المنظمة الأم.
كما سيحضر المؤتمر التأسيسي نخبة من الأسماء البارزة في مجالي الثقافة والإعلام إلى جانب ممثلي الاتحاد من كل الدول العربية.
خلال المؤتمر ستعقد ندوة فكرية تحت شعار “لا إعلام بدون ثقافة.. ولا ثقافة بدون إعلام”، تقدم خلالها أهداف وتوجهات الاتحاد وانتخاب أعضاء المكتب التنفيذي، وتنظيم الانخراطات داخل وخارج جمهورية مصر، كما سيتم توزيع المهام بناءً على الهيكل التنظيمي والإداري والقانوني للإتحاد الوليد.
من جهتها تحدث الإعلامية صوفية الهمامي – ممثلة الاتحاد بتونس عن الإعلام التونسي الذي يعيش حالة انهيار رغم جهود النقابات والهيئات التعديلية والباحثين والخبراء، آملة أن يعمل الاتحاد العربي للإعلام والثقافة مع جميع الهياكل في الوطن العربي على وضع نظام إعلامي إصلاحي يمكن المواطنين من صحافة ذات جودة.
في ذات السياق قدمت صوفية الهمامي بعض أهداف الاتحاد التي دعت إلى مجملها إلى إبراز دور الإعلام في المحافظة على التراث الثقافي وتوثيقه، والعمل إلى نقل الثقافة إلى الاعلام الى جانب دراسة العلاقة بين الثقافة والاعلام وتاثيرهما على بعضهما البعض على ثقافة وقيم المُجتمعات.
وقالت أن الاتحاد سيعمل على متابعة وتكريم الصحفيين العاملين بالمجال الثقافي وعلى التعامل مع وسائل الإعلام الحديثة والرقمية وتأثيرها على طرق التواصل وتبادل الثقافات بين الشعوب العربية لأجل ترسيخ إعلام ثقافي داعم لثقافة الإنسان.
ثم الدعوة إلى توحيد الثقافة كمضمون والإعلام كوسيلة نشر للمضمون الثقافي.
والنهوض بالإنتاج الفكري، من خلال تشجيع وإبراز كل أشكال الإبداع والابتكار الفكري.
وقال الدكتور أحمد أبو داود – ممثل الاتحاد العربي للإعلام والثقافة بالجزائر في كلمته: “يأتي تأسيس هذا الاتحاد في الوقت الذي شهدت فيه الساحة الإعلامية العربية الكثير من اللغط حول الممارسين للمهنة والقافزين عليها في ظل الفضاء المفتوح وصحافة المواطن، من المهم جداً تحديد من هو الإعلامي، وهذه من أبرز أهداف الاتحاد، بالإضافة لذلك فإن الاتحاد العربي للإعلام والثقافة بما يضمه من نخبة الإعلاميين العرب سيكون أحد أبرز جسور التشبيك بين الإعلاميين في مختلف الدول العربية وتوحيد الرؤى من أجل خدمة القضايا العربية، ومن أبرز ما يحمله الاتحاد في رزنامة أهدافه خدمة الثقافة العربية بما تزخر به من موروثات مادية ولا مادية ضاربة في التاريخ، الثقافة والإعلام صنوان متلازمان لا يتصور أن يتجرد أحدهما عن الآخر أو يمارس بمعزل، فلا يعقل أن تكون هناك ثقافة دون عملية اتصال وتواصل، كما أن الإعلام لا يمارس إلا إنطلاقاً من قاعدة مرصوصة بأرصدة الثقافة والمعارف العامة، وهذا تحد في حد ذاته يرفعه الاتحاد للارتقاء بالمنظومة”.
واختصر ممثل الاتحاد في المملكة العربية السعودية – الإعلامي خالد المجرشي في كلمة مختصرة وبليغة جداً: “ما أجمل وأبلغ مسمى الاتحاد العربي للإعلام والثقافة، فأي إعلام بدون ثقافة لا قيمة له، ويكون في بعض الأحيان إعلام هدم وفتن”.
في ذات السياق كان لممثلة الاتحاد في جمهورية السودان – الدكتورة ست البنات حسن، مداخلة أكدت فيها أن مشاركة السودان في هذا الاتحاد تأتي من منطلق الإدراك العميق للدور المحوري الذي يلعبه الإعلام والثقافة في تشكيل الوعي، وتعزيز الروابط بين الشعوب.
مضيفة: “فالسودان، بتاريخه العريق وتنوعه الثقافي الغني، كان وسيبقى جسراً للتواصل الحضاري، ونقطة التقاء للثقافات العربية والإفريقية. ويعمل على تعزيز التواصل الثقافي بين الدول العربية.
إن تأسيس هذا الاتحاد خطوة مباركة نحو مستقبل أفضل لإعلامنا وثقافتنا العربية. دعونا نعمل معاً، يداً بيد، لتفعيل أهداف هذا الاتحاد، ولنجعل منه منبراً حقيقياً للتواصل والتضامن مع بعضنا البعض”.
ودعت ست البنات حسن، إلى تبادل المحتوى الإعلامي والثقافي من خلال إنشاء منصات مشتركة لتبادل البرامج الوثائقية، الأفلام، المسلسلات، والمواد الثقافية التي تعكس غنى وتنوع هويتنا العربية.
وتنظيم الفعاليات الثقافية بتنظيم المؤتمرات والمهرجانات، والمعارض الثقافية التي تتيح للشعوب العربية فرصة التعرف عن قرب على عادات وتقاليد وفنون بعضهم البعض.
كما دعت أيضاً إلى العمل على تطوير المحتوى التعليمي مثل إعداد برامج ومواد إعلامية وثقافية موجهة للشباب، تسهم في تعزيز انتمائهم للهوية العربية، وتعريفهم بالتاريخ والإنجازات العربية.
وناشدت الدكتورة ست البنات، الحضور والمتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى الوقوف مع السودان إعلامياً، مضيفة: “لا يخفى على أحد ما يمر به السودان حالياً من تحديات، وفي هذه اللحظة العصيبة، فإنني اتوجه إليكم، زملائي وزميلاتي في الإعلام والثقافة العربية، بنداء صادق، رجاء قفوا مع السودان إعلامياً.
نحن بحاجة إلى صوت إعلامي عربي قوي ومنصف ينقل حقيقة ما يجري في السودان، ويكشف عن معاناة شعبنا، ويسلط الضوء على صموده وتطلعاته نحو السلام والاستقرار، كل ما نطلبه منكم هو: تغطية إعلامية موضوعية ومستمرة بعيداً عن التضليل والشائعات، مع التركيز على الجانب الإنساني وتداعيات الحرب على المدنيين”.
وطرحت الكاتبة الصحفية العراقية لينا مظلوم قضية الانحسار الثقافي لدى جيل الشباب واكتفائه بما يوفره له جهاز الهاتف بين يديه من معلومات، أغلبها مغلوط ومظلل، داعية مناقشة هذه القضية وجعلها أولية لدى الاتحاد لما لها من خطر على الجيل الجديد.
هذا ودعا الدكتور اللبناني علي عواض إلى العمل العربي المشترك وإيجاد غطاء يجمع الكل لانجاح مهمة الاتحاد، واقترح العمل على تحديد المصطلح الإعلامي والرسائل الإعلامية في ظل الاعلام الجديد الفاقد للثقافة.
مؤكدا أن عصر الصحافة بتجدد بشكل دائم ولا ينتهي وأن انتهت الطباعة، فهذا لن يلغي دور الإعلام، داعياً إلى تقديم نموذج متميز يلعب دور أساسي يخرج الإعلام من الضبابية التي يعيشها.
الدبلوماسي السابق الدكتور يوسف الشرقاوى، ثمن مبادرة تأسيس الاتحاد العربي للإعلام والثقافة، سيما خلال هذه المرحلة الحرجة التي يعيشها الوطن العربي على المستويات السياسية والاقتصادية والتغيرات الدقيقة في النظام الإعلامي الدولي والتداعيات الكبيرة، وما يحدث في قطاع غزة وكل من وسوريا ولبنان، قائلاً: “إن البيئة التي نعيش فيها بكل ما تحمله من تغيرات كبيرة في النظم الإعلامية والسياسية والاقتصادية بحاجة إلى جميع المثقفين والاعلاميبن والمفكرين العرب للعمل تحت راية الاتحاد، ووضع آلية جديدة تساهم في تحسين صورة العرب في الغرب والعيش في سلام”.
قضية مهمة أثارها الدكتور الفلسطيني ماجد تريان – ممثل الاتحاد في فلسطين، وهي بث خطاب الكراهية تجاه العرب وتجاه الآخر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تقف وراءها منصات مدعومة من العرب ومن الكيان الصهيوني.
وشدد على أن تكون هذه القضية على جدول أعمال الاتحاد خلال الإجتماعات القادمة، ومناقشته لقضايا الاعلام والثقافة، والنظر في نصوص أدبية وقانونية تمنع تداول مضمون الكراهية عبر الخطاب الإعلامي.
وشارك في الندوة التأسيسية الإعلامي إسماعيل يوسف، والصحفية الكبيرة سماح عطية، والإعلامي السوداني صلاح غريبة، والكاتبة المصرية هويدا زكريا، من الإعلاميين الذين قدموا مقترحات هامة حول أهداف الاتحاد والعمل به في الإعلام والثقافة.
كما شارك في اللقاء عدد المفكرين و شباب الإعلاميين.