مساهمة” ايكاردا” فى دعم الأمن الغذائى العربى
مساهمة” ايكاردا” فى دعم الأمن الغذائى العربى
تغطية اخبارية: وفاء ألاجة
شهدت مجلة” نهر الأمل” فعاليات ندوة الأمانة العامة لاتحاد المهندسين الزراعيين العرب برئاسة الدكتور يحيى بكور الأمين العام للاتحاد واستعرضت دور مساهمة ” ايكاردا” فى دعم الأمن الغذائى العربى وتحدث الدكتور على أبو سبع المدير العام للمركز الدولى للبحوث الزراعية ف المناطق الجافة” ايكاردا” واستعرض أهم التجارب والخبرات التقنية التى يتم نقلها وتطويرها للاستفادة منها فى منطقتنا العربية لتلبية الاحتيات من الغذاء فى المناطق الجافة وفقا للاستراتيجية الجديدة للمراكز البحثية الدولية والتنسيق فيما بينها وبقية المراكز العربية الزراعية التابعة للجامعة العربية لتنمية القطاع الزراعى فى منطقتنا العربية.
وأشار د. على أبو سبع لوجود 4 مليون طفل أقل من خمس سنوات يعانوا من زيادة الوزن لتعرضهم لسوء التغذية ،كما يعانى 130 مليون طفل فى مرحلة الدراسة الابتدائية من زيادة الوزن منهم 12٪ يعانوا من سوء التغذية وهذا يؤثر على قدرتهم على التحصيل الدراسى ،وكثير من المناطق فى العالم لاتعانى من نقص الغذاء ولكنها تعانى من فقد ثلث الغذاء وهدره مما يزيد من الضغوط على الأراضى الزراعية والمواد البترولية ومواد رفع المياه وتوفيرها للزراعة.
وتتأثر منطقتنا العربية بالتغيرات المناخيةكما تعانى من شح المياه وتعجز بعضها عن توفير الغذاء للانتاج الحيوانى وتقوم بالاستيراد لسد العجز الغذائى ،فظاهرة التصحر والارتفاع فى درجة الحرارة وتغير مواسم سقوط الأمطار ،ومواجهة الأمراض والافات تحتاج استراتيجية جديدة للتأقلم على التغير المناخى ومواجهة أثاره.
ويعيش 16٪ فى المناطق الجافة العربية تحت مستوى خط الفقر المائى فالأردن لايستطيع الوفاء باحتياجاته المائية ،مما أدى لخفض كميات الانتاج الحيوانى لنقص انتاج الغذاء ،كما تزيد الصراعات فى منطقتنا العربية من أمراض سوء التغذية كما يؤثر التصحر وارتفاع درجات الحرارة 4 درجات عن معدلاتها مما يؤدى لتدهور التنوع البيولوجى والحيوى فيما يعرف بالعاصفة النموذجية والتى تتطلب نموذجا مختلفا فى المواجهة فى النظرة المستقبلية .
وايكاردا لديها بنك للجينات الوراثية للمحاصيل الزراعية لحفظ التنوع الوراثى لسوريا لسنوات طويلة من خلال التنوع فى استحداث المحاصيل بالهندسة الوراثية وطرق خدمة الأرض لتعظيم الاستفادة من كل قطرة مياه ودراسة التفاعلات بين التربة والمياه للاستفادة منها فى منظومة الأمن الغذائى فى المناطق الجافة.
وتوصى ايكاردا بالتنوع فى الزراعات المروية ، والزراعات الرعوية ،والزراعات المطرية ،والزراعات الصحراوية من خلال التعاون مع مراكز البحوث ودراسة امكانية الزراعة المستقبلية واستنباط حلول لتقليل الفجوة الغذائية،فالقمح فى الجزائر لايعطى انتاجية أكثر من 2طن فى الهكتار ولكننا نستطيع أن نصل بانتاجية 6 طن للهكتار ،بدراسات تمت بدعم من الصندوق العربى الاسلامى ومراكز البحوث العربية لنقل التكنولوجيا الحديثة وتطوير النظم لزيادة الانتاجية الزراعية.
وتقوم ايكاردا باطلاق القدرات الكامنة عن طريق العلم لتطوير الأصناف وتدبير أحسن الطرق للادارة الزراعية لتسخيرها لخدمة الأمن الغذائى العربى ،وتخزين الأصول الوراثية التى تم وضع أطر لها فى العالم المتقدم والتعاون مع كافة بنوك الجينات الزراعية فى العالم، وانتقاء الأصناف التى تتحمل التغير المناخى وارتفاع درجة الحرارة والجفاف والملوحة ومقاومة الافات والحشرات ،ولدينا أحد تلك المشروعات لزراعة القمح بأصناف تتحمل الحرارة العالية فى السودان وتم نقل المشروع لعدد من الدول الافريقية ،كما وصلت سوريا لمعدلات الاكتفاء الذاتى فى فترة ما قبل الحروب الأخيرة ونتمنى عودة الانتاج مستقبلا .
والتكنولوجيا لاتعمل وحدها لمواجهة نقص المياه فعلينا مساعدة الفلاح فى الاقتصاد فى تكلفة الانتاج وتوفير 25٪ من مياه الرى وتقليل معدلات البذر وتقليل مياه الرى لمواجهة الشح المائى بالتعاون مع مركز البحوث المصرى لنقل هذه التكنولوجيا للدول العربية والافريقية وحسن ادارة الموارد والمياه ،والاعتماد على الميكنة فى المساحات الزراعية.
كما تقوم دول مجلس التعاون الخليجى بالاعتماد على الطرق التكنولوجية والزراعة فى الصوب التى تعمل بالطاقة الشمسية لحسن استغلال المياه والاستفادة فى زراعة المحاصيل عالية القيمة ،كما لدينا تجارب الانتاج المستدام للنخيل والاستعانة بخفض التكلفة وزيادة الانتاجية والادارة المتكاملة للأزمات والتركيب الوراثى ومعالجة الهدر لخفض نسبة 60٪ من استهلاك المياه.
كما تقوم تونس وسوريا والمغرب والعراق بالاعتماد على اختيار الأصناف التى تستجيب للرى التكميلى لاستخدام المياه بكفاءة عالية ،وتصميم معدات زراعية لديها القدرة عىى الاستمرار فى الانتاج الزراعى تحت ضغوط شح المياه،وتقوم ايكاردا بتعزيز الزراعة المستدامة عبر الزراعة الحافظة،والاعتماد على التكنولوجيا البسيطة التى لاتحتاج المزيد من المياه أو أيدى عاملة لمواجهة هجرة الأراضى الزراعية فمصر والمغرب تعتمد على الميكنة البسيطة والجرارات وحيدة المحور ،والبذارات الزراعية ،ولدينا تجربة انتاج الشعير والأعلاف البديلة للحيوان والماشية بتقنيات حديثة لمواجهة الأمراض والأفات وتخفيض مساحة الأراضى المرشوشة بالمبيدات بالتعاون مع البرنامج الوطنى السورى.
والصندوق العربى للانماء الاقتصادى والاجتماعى يقدم لنا الدعم لتعزيز منظومة الأمن الغذائى العربى وتحسين نظم الانتاج الزراعى والحفاظ على الموارد الطبيعية فى ظل التغيرات المناخية لتنمية القدرات الوطنية فى منطقتنا العربية من خلال برنامج العلماء الزراعيين ونقل التقنيات المحسنة للمزارعين ،والتغلب عل الحروب والنزاعات فى بعض الدول العربية مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا والصومال وفلسطين .
والتغلب على مشكلة كوفيد19 بالتعاون مع المراكز البحثية لمنع تدهور الأرض بعد نزوح الفلاحين ومنع تدهور الارشاد الزراعى لتوفير الدعم الفنى واعادة تأهيل وبناء قدرات الفلاح ليستوعب الطرق التكنولوجية الحديثة ،لخلق أوجه جديدة للكسب والعيش والحياه الكريمة ،واستخدام منهج متكامل لتحقيق الأمن الغذائى فى منطقتنا العربية ،والعمل على تضافر الجهود على مستوى الدول والمؤسسات البحثية والجهات المانحة لتذليل الحلول التكنولوجية للوصول الى حل للتغلب على محنة كوفيد19.
#مجلة_نهر_الأمل