دور مؤسسات التعليم فى تطوير المجتمعات وتحقيق التنمية المستدامة
دور مؤسسات التعليم فى تطوير المجتمعات وتحقيق التنمية المستدامة
كلمة ا.د/خالد جعفر نائب رئيس جامعة مدينة السادات خلال فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الحادي عشر
للإتحاد العربي للتنمية المستدامة تحت عنوان “تكامل المؤسسات العلمية في بناء وتطوير المجتمعات بالدول العربية
“تحتل مؤسسات التعليم وخاصة الجامعات مكانة فريدة داخل المجتمع ومع الاهتمام واسع النطاق بخلق المعرفة ونشرها، فقد ظلت الجامعات لفترة طويلة محركًا قويًا للإبداع العالمى والوطنى والمحلى، والتنمية الاقتصادية، والرفاهة الاجتماعية، وعلى هذا فإنها تضطلع بدور حاسم فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة،
فى عام 2015 تم اعتماد خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 بأهدافها السبعة عشر (SDGs) باعتبارها حجر الزاوية لاتفاقية عالمية هى الأكثر أهمية فى التاريخ الحديث. ويعتمد تحقيقها على الإجراءات التى يتخذها جميع أصحاب المصلحة، من الحكومات والشركات والمجتمع المدنى إلى الأفراد وهنا يمكن لمؤسسات التعليم والتعليم العالى كمنتجى المعرفة التأثير على الناس وتمكينهم من تغيير طريقة تفكيرهم والعمل نحو مستقبل مستدام.
إن أهداف التنمية المستدامة فى حاجة ماسة إلى الجامعات لتحقيق عدد منها بقطاعى التعليم العالى والبحث العلمى، أن المساهمة من مؤسسات التعليم والمؤسسات الجامعية مطلوبة على نطاق أوسع كثيرًا لتحقيق كل تلك الأهداف. ويمكن القول إن أهداف التنمية المستدامة لن تتحقق فى غياب هذا القطاع.
وفى هذا الصدد فقد أصدرت شبكة أستراليا ونيوزيلندا والمحيط الهادئ لحلول التنمية المستدامة (SDSN) بالتعاون مع الجامعات الأسترالية (ACTS)، وأمانة شبكة حلول التنمية المستدامة العالمية SDSN، دليلًا للجامعات ومؤسسات التعليم العالى والقطاع الأكاديمى بعنوان «بدء العمل مع أهداف التنمية المستدامة فى الجامعات»، هدفها تقديم إرشادات عملية للجامعات حول كيفية المساهمة فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال أربعة توجهات، هى:
أولاً: التعليم: بتزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات والدافع لفهم ومعالجة تحديات أهداف التنمية المستدامة، تمكين الشباب وتعبئتهم، توفير تدريب أكاديمى أو مهنى متعمق.
ثانيًا البحث العلمى: بتشجيع وتعزيز أهداف التنمية المستدامة كموضوع بحث داخل الجامعة، دعم مجموعة كاملة من مناهج البحث اللازمة لمعالجة أهداف التنمية المستدامة، بما فى ذلك البحوث متعددة التخصصات، دعم واحتضان الابتكار لحلول التنمية المستدامة، الدعم الفعال للتنفيذ الوطنى والمحلى لأهداف التنمية المستدامة، الدعوة إلى الدعم الوطنى وتنسيق البحوث حول أهداف التنمية المستدامة. ثالثًا: العمليات والحوكمة: بمواءمة هياكل حوكمة الجامعات والسياسات التشغيلية مع أهداف التنمية المستدامة، ثم رابعًا: القيادة الخارجية: بتعزيز المشاركة العامة والمشاركة فى معالجة أهداف التنمية المستدامة، وتسهيل الحوار بين القطاعات، ولعب دور رائد فى تطوير السياسات والدعوة من أجل التنمية المستدامة. ولدعم هذا الدور فقد أعلنت الأمم المتحدة عن شراكات مع 17 جامعة حول العالم، ستكون بمثابة مراكز لتعزيز المنح الدراسية وأفضل الممارسات حول كل من أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر.
كيف يمكن أن تُحدث الجامعات فرقًا؟ طبعًا بدون أى نقاش لا يمكن تحقيق أجندة أهداف التنمية المستدامة دون وجود قادة أكفاء وذوى مصداقية يدفعون جدول الأعمال إلى الأمام، خاصة فى عالم الشركات. وبات على العديد من الجامعات على مستوى العالم أن تقوم بتكييف مناهجها الدراسية بمقررات جديدة، سواء فى المرحلة الجامعية أو الدراسات العليا حول الاستدامة، أو دراسات تناقش دور الاستدامة وأهداف التنمية المستدامة وتنفيذها العملى. علاوة على ذلك، فقد أنشأت الجامعات، ولاسيما ذات الصلة بالأعمال والإدارة، مراكز التميز للتنمية المستدامة لتعزيز مفهوم التنمية المستدامة وتشجيع المزيد من التعلم والشراكات والبحث.
إن المبادرة الكبيرة لمساعدة جميع الجامعات ومؤسسات التعليم العالى على المشاركة فى تنفيذ برنامج التنمية المستدامة هى «مبادئ التعليم الإدارى المسؤول»، وهى منصة أُنشئت لرفع مستوى الاستدامة فى الجامعات حول العالم.
وبحق لدينا مثال واضح من الجامعات التى تساهم وبقوه فى تنفيذ أنشطة التنميه المستدامه وهى جامعة مدينة السادات بما بها من علماء وبرامج تعليميه وبحثيه ومراكز بيئيه ومراكز الابداع والابتكار وخطوات نحو تقليل الانبعاثات الكربونيه وغيرها من انشطة تحقيق التنميه المستدامه وأتوجه بدعوة حضراتكم جميعا لحضور مؤتمر جامعة مدينة السادات” مبادرة حياه كريمه والتننيه المستدامه” فى ٢١-٢٢ ديسمبر ٢٠٢١”
#مجلة _نهر_ الامل