الوزان يكتب: “الانفلات والعبودية”

الوزان يكتب: ” الانفلات والعبودية “
بقلم: أ.د عبد الكريم الوزان
أتسع بشكل كبير عالم الإتصال وبات مفتوحاً بفضل التكنولوجيا الهائلة، التي ألقت بظلالها على الإعلام والجمهور.
في بلداننا ظهرت “تخمة” في استخدام وسائل الإعلام، بعد ظهور الرقمنة والذكاء الاصطناعي و”الميتافيرس”، حتى أسيء استخدام نعمة هذه العلوم، فباتت وبالا علينا بعد أن غلبت المساوئ المنافع، وأصبحت العائلة الواحدة متشظية داخل المنزل، وكل فرد يعيش في عالم لايمت في الغالب لعالمه الأساسي، وازادت الانتهاكات الأخلاقية، وطفت على السطح المساومات، وتراجع التعليم، وأصبحت حالات الطلاق مألوفة، وتشقق النسيج المجتمعي، وأسيء للأمن القومي، وقل ما شئت.
وإذا لم تحصل موازنة تشريعية وتربوية وأسرية وعلمية تتناسب مع حجم الانفلات الذي قصده المستعمر والمتسيد على شعوبنا بحكم إحتكاره للتكنولوجيا، فإنني أرى سحابة سوداء مقبلة علينا ، ملبدة بالإلحاد والمثلية والشذوذ، وتعاطي المخدرات وفق تهاون وتسهيلات مبررة “قانونا”.
وفي هذا السياق يقول الروائي والفيلسوف الروسي “فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكي”: “يرون أن الحرية هي الانفلات من كل قيد؛ في حين أن الحرية الحقيقية لا تتحقق إلا في التغلب على نفسك وإرادتك، بحيث تستطيع في النهاية أن تصل إلى الحالة الأخلاقية التي تمكنك دائمًا وفي كل لحظة، من أن تكون سيد نفسك فعلاً. أما انفلات الرغبات فلا يقود إلا إلى عبوديتك”.
فحذار من الانفلات حتى لايقودنا الى العبودية!!.
التعريف بالكاتب:
أ.د. عبد الكريم عبد الجليل الوزان
أستاذ الإعلام
رئيس الجامعة الأفروآسيوية الأسبق