الاخبار

دور الفتوى المعاصرة لمواجهة التحديات الانسانية فى ضوء المقاصد الشرعية

 
دور الفتوى المعاصرة لمواجهة التحديات الانسانية فى ضوء المقاصد الشرعية

 

إنطلاق فعاليات الندوة الدولية الثانية لدار الافتاء،،الفتوى وقضايا الواقع الانسانى،،

تقرير: وفاء آلاجة

 

أشار د.أسامة الأزهرى وزير الأوقاف أن المفتى يجب عليه أن يبذل جهود مضاعفة لدراسة معارف كثيرة تعينه على الالمام بأحوال الشعوب ،وكما قال عبدالله بن محمد الادريسى الشافعى أنه أقام نحو عشرين سنة أعايش أمور الناس ليستعين على التفقه لكى يرشد الناس ويفتيهم حتى لايقف عند تصور الأحكام الشرعية وحدها بل ينظر لأحوال الناس وإختلاف أمرهم وما يدور بينهم من عادات وعلوم ونظم إدارة وإختلاف نظم المعاملات لتعزز لديه المدخل البحثى التى تدله على مايحتاج له الناس كما يجب على الفقيه أن يعرف الأسباب والدوافع التى تحرك البشر، ويمزج ذلك بالنظر الشرعى والمعرفة التامة بالأحكام الشرعية.

 

 

جاء ذلك خلال فعاليات الندوة الدولية الثانية التي تنظمها الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، بعنوان:”الفتوى وقضايا الواقع الإنساني: نحو اجتهاد رشيد يواكب التحديات المعاصرة”، وتُعقد الندوة على مدار يومَي 15 و16 ديسمبر الجاري، بمشاركة واسعة من العلماء والمفتين من مختلف دول العالم، إلى جانب نخبة من الوزراء وكبار رجال الدولة المصرية، بالإضافة إلى عدد من علماء الأزهر الشريف.

 

وأضاف الأزهرى أن الامام عكرمة مولى سيدنا عبد الله بن عباس قال”إنى لأخرج الى السوق وأسمع كلام الناس ليفتح لى به 50 باباً وذلك للحصول على الصور المستحدثة فى نظم التعامل بين الناس فى كافة المجالات لتلوح له ملامح فى شؤون الوعى المعرفى، كما كان الحسن البصرى المفتى الجليل الذى أدرك وقائع الناس والتحديات التى تحيط بالمعطيات ويدرسها جيداً قبل إصدار الحكم ال شرعى ، فالفقيه يحتاج الى الالمام بجميع العلوم ومنفتح عليها .

 

وأكد الامام البغدادى أن الفقيه يحتاج أن يتعلم من كافة المعارف من أمور الدنيا والآخرة ومعرفة النفع والضر وأمور الناس الجارية وعاداتهم وطبائعهم ومجريات أمورهم ولن يدرك ذلك الا من أهل الخبرات والمهارات ويتحقق من جميع الكتب ومطالعتها.

 

ومن أهداف تلك الندوة ابراز دور الفتوى المعاصرة لمواجهة التحديات الانسانية فى ضوء المقاصد الشرعية للتوى عند معالجة القضايا الانسانية وإيجاد الحلول لمواجهة الغزو الفكرى والتحديات الفكرية وإبراز البعد الشرعى من القضية الفلسطينية والانتقال من الفتوى الفردية الى مستجدات الفتوى وحماية البيئة المجتمعية من الأخطار التى تهددها وقد وضعنا أهداف ترصد الواقع وتحقق متطلبات الانسانية.

وأشار د.محمد الضوينى وكيل الأزهر الشريف أن عنوان الندوة “الفتوى وقضايا الواقع الانسانى” يعكس وعياً عميقاً بطبيعة المرحلة وواقع إحتياجات المجتمع، ووإدراكاً لمسؤلية الفتوى فى زم تتسارع فيه المتغيرات والاشكاليات مما يبرز دور الفتوى فى تحقيق الأمن والاستقرار المجتمعى ، ويوضح تلاقى ذلك مع رؤية الدولة المصرية التى تقوم على ترسيخ قيمة المواطن وتعزيز الاستقرار ودعم التنمية المستدامة فى جميع المجالات ، ويؤكد علىدور الفتوى فى تعزيز ثقافة التنمية والانتاج.

 

وأكد على حقيقة ربط الفتوى بالواقع ويترجم توجه الدولة نحو توجيه الخطاب الدينى المستنير وربط الدين بقضايا الناس ليكون دافعاً للتقدم وضامن للقيم الأخلاقية وبناء الوعى المجتمعى القادر على مواجهة التحديات المعاصرة ، وتمثل الفتوى حلقة الوصل بين النص الشرعى والواقع المتغير وترسخ الفتوى قيم السلم المجتمعى وتسهم فى بناء الوعى على أساس من الرحمة والمسؤلية وما تحققه المقاصد الشرعية من عدل ومراعاة لأحوال الناس .

 

 ولقد أصبحت قضايا الواقع شديدة التغير ويسعى الفقيه من مجرد نقل الحكم الى الاجتهاد الرشيد الذى يقوم على الموازنة الرشيدة بين فهم الشرع وتحقيق المقاصد الشرعية والحاجة الماسة الى فتوى تفى بمتطلبات الانسان المعاصر وتقدم خطاب شرعى يجمع بين الانضباط العلمى والمرونة الأخلاقية والازهر الشريف لدور فى ضبط مسار التنمية وربطها بمتطلبات الواقع الانسانى من خلال الفتوى ويراعى مصالح الناس ويردع مفاسدهم فى إطار منضبط يتوافق مع الشريعة التى تقوم على حفظ الدين والنفس والعرض والمال ويتجلى ذلك فى قضايا السلم المجتمعى ومواجهة النزاعات المسلحة والتعايش السلمى والعلاقات الدولية .

 

ويقدم الأزهر الشريف فتاوى مؤسسية ويستدعى الخبرات الشرعية والانسانية ويوازن بين الحكم الشرعى ومتطلبات الواقع المعقد ويعالج المقاصد المغلوطة وفوضى الفتاوى ويظل الأزهر الشريف صوت الوسطية ويوضح الصورة الحضارية للإسلام ويجعل الفتوى أداة للإستقرار وألية لمواجهة الغزو الثقافى الذى يعمل على زعزعة الثوابت وإعادة تشكيل الوعى تحت شعارات الحرية والانفتاح مما يتطلب فتاوى رشيدة داعية الى الشرع ببصيرة بالواقع لتحفظ الهوية وربط المسلم بمرجعيته الدينية والأخلاقية .

 

#مجلة_نهر_الأمل

 

اظهر المزيد
صورة wafaa alagaa

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى