البيان الختامي لورشة عمل “رؤية استراتيجية للطفولة في عالم متغير”

البيان الختامي لورشة عمل
“رؤية استراتيجية للطفولة في عالم متغير”
عبير سلامة
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، ورئيس برنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند”، عقد المجلس العربي للطفولة والتنمية على مدي يومي 15 – 16 إبريل / نيسان 2025 بمقره بالقاهرة، ورشة عمل “رؤية استراتيجية للطفولة في عالم متغير”، وذلك بمشاركة 30 خبيرأً من 5 دول عربية، تنوعت خبراتهم ما بين خبراء وأكاديميين وكتاب ومفكرين وممثلي منظمات إقليمية ودولية في مجال الطفولة والتنمية.
تأتي ورشة العمل إيمانا بأن قضايا الطفولة هي مسؤولية جماعية عابرة للمؤسسات والمجتمعات، واستجابة لرؤية المجلس في تطوير نسق فكري واستراتيجي جديد يُعيد تموضع الطفولة في قلب المشروع التنموي العربي، وتأصيلا لدوره كبيت خبرة في مجال الطفولة والتنمية. والتي استهدفت تحديد التحديات والفرص لتحسين اوضاع الطفولة في عصر التقدم العلمي والمستجدات العالمية من خلال الأدبيات والتقارير العالمية، والوصول لإطار عام لبنية الخطة الاستراتيجية الخامسة للمجلس (2026-2028).
افتتحت أعمال الورشة بكلمة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية ورئيس برنامج الخليج العربي للتنمية “اجفند”، وكلمة معالي السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية. تلاها جلسة تمهيدية ضمت كلمة من سعادة الدكتور ناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” لاستعراض رؤية وخبرة أجفند في مجال التنمية المستدامة، وكذا عرض من سعادة الأستاذ الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية حول تطور المسار الاستراتيجي لعمل المجلس.
شملت الورشة 8 جلسات علمية أحدثت زخماً علمياً ومعرفياً، وشملت النقاش حول عدد من القضايا منها التوجهات العالمية في مجال الطفولة بعد أن باتت حقلًا ديناميا تتقاطع فيه التحولات التكنولوجية، والضغوط البيئية، والتقلبات الجيوسياسية، وتغير بنى المعرفة. فالطفل اليوم يعيش في عالم تتداخل فيه فرص الذكاء الاصطناعي مع تهديدات النزاعات، وتتصارع فيه الوعود التنموية مع التغيرات المتسارعة التي يعيشها العالم اليوم. كما طرحت أسئلة للمستقبل، من خلال تحليل التقارير الدولية، وما تم انجازه من أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالطفولة العربية، والتكنولوجيا في مجال التعليم، إلى استنباط السياسات والتوجهات نحو 2028..
وفي ختام جلسات الورشة، أجمع الحضور على أن للمجلس دورا هاما في صياغة السياسات والرؤى المستقبلية الداعمة للطفولة في العالم العربي، وهو ما يستوجب تعميق الشراكات، وتوسيع أطر العمل، والبناء على ما تحقق من إنجازات. ووجهوا خالص شكرهم وتقديرهم لصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود والمجلس العربي للطفولة والتنمية على الجهود المستمرة في دعم قضايا الطفولة على المستويين العربي والإقليمي، وعلى تنظيم هذه الورشة التي أتاحت منصة حوار ثرية وتفاعلية. وأكدوا على أهمية استمرار المجلس في أداء أدواره الفكرية والاستراتيجية الرائدة خلال المرحلة المقبلة، في ضوء الأولويات التي تم التأكيد عليها خلال المناقشات.
وأجمع الحضور على أن هذه الورشة ليست لحظة مراجعة، بل بداية مشروع فكري واستراتيجي جديد يقوده المجلس العربي للطفولة والتنمية نحو تمكين الطفل العربي من أن يكون فاعلًا في بناء مستقبل مشترك، لا مجرد متلقي لنتائجه.
وانتهت الورشة بالتوصيات التالية: وتضم توصيات عامة وأخرى تخص استراتيجية المجلس القادمة:
1. أهمية بلورة استراتيجية، تُشكل إطارًا مرجعيًا عامًا يُراعى فيه التنوع والتباين بين الدول العربية، مع إمكانية التكيّف مع الخصوصيات الوطنية واحتياجات كل دولة على حدة، بما يضمن اتساق الرؤية وتنوع آليات التنفيذ، وبما يعزز من دور المجلس العربي للطفولة والتنمية كمركز فكري مرجعي، مع تشجيع الشراكات متعددة الأطراف في مراحل التخطيط والتنفيذ والمتابعة والتقييم.
2. الحرص على ترسيخ البعد التنويري في مقاربات الطفولة من خلال إدماج التربية على القيم، والمواطنة الرقمية، وتعزيز الانتماء في البرامج والمناهج والسياسات، بما يسهم في بناء شخصية الطفل العربي القادر على التفاعل الإيجابي مع مجتمعه والعالم.
3. الدعوة إلى إنشاء قواعد بيانات مرجعية موثوقة ترصد أوضاع الطفولة بمؤشرات كمية ونوعية، كأساس علمي لبناء سياسات وبرامج قائمة على الأدلة والقياس الدقيق للأثر.
4. اقتراح اعتماد “ميزانيات صديقة للطفولة” ضمن السياسات الوطنية، تتقاطع مع مختلف القطاعات الوزارية، وتُبنى على رؤية شاملة تستجيب للتغيرات المتسارعة، مما يضمن تنويع مصادر التمويل. مع التركيز على تمكين الطفل العربي من المهارات المالية. وتعزيز التمكين الاقتصادي للأطفال وأمهاتهم من خلال مبادرات اقتصادية واجتماعية مستدامة، تضمن الاندماج الكامل للفئات الهشة، وتحد من الفقر متعدد الأبعاد الذي يؤثر على فرص نمو الطفل.
5. التركيز على أهمية توسيع نطاق خدمات الدعم النفسي والرعاية النفسية للأطفال، مع ربطها بحملات تثقيف مجتمعي متكاملة تُعزز الوعي بأهمية الصحة النفسية والتوازن العاطفي في مراحل الطفولة.
6. الاهتمام بقضية الأطفال في مناطق النزاعات والأزمات ضمن الاستراتيجية الجديدة للمجلس العربي للطفولة والتنمية (2026–2028)، باعتبارهم إحدى الفئات الأكثر هشاشة واحتياجًا للتدخل والدعم متعدد الأبعاد.
7. إعطاء أولوية قصوى للأطفال ذوي الإعاقة ضمن خطط الدمج المجتمعي، مع التوسع في برامج التربية الخاصة، وتوفير بيئات تعليمية دامجة ومتعددة الوسائط تستجيب لاحتياجاتهم المختلفة.
8. دمج التكنولوجيا الرقمية في العملية التعليمية من خلال مقاربات مرنة تستوعب التباينات الثقافية والاجتماعية بين الدول العربية، مع الحرص على تحقيق توازن إنساني بين أدوات التقنية والتفاعل التربوي المباشر. وإرساء منظومة عربية لتمكين الطفل رقميًا، تضمن السلامة النفسية، والخصوصية، وصون الحقوق الرقمية، في ظل التوسع المستمر للفضاء الافتراضي في حياة الأطفال.
9. التأكيد على بناء نظام الجائزة الجديدة “جائزة المجلس العربي للطفولة والتنمية” لتكون أداة تحفيزية فكرية ومجتمعية تتماشى مع تحولات العصر، ولتصبح منصة عربية متقدمة تعزز الابتكار والبحث التطبيقي في مجالات الطفولة، خاصة في ظل التحولات الرقمية والذكاء الاصطناعي. وبما يؤكد هويتها كجائزة صادرة عن المجلس.
10. استمرار عقد النقاشات وتنظيم الفاعليات التي تستعرض نماذج من الفكر العربي ، ودعوة أصحاب هذه الرؤى الفكرية بما يسهم في دعم بناء الاستراتيجية الخامسة للمجلس العربي للطفولة التنمية (2026 – 2028).