تخاريف نتنياهو .. !! سبق أن ألقى بها عمرو موسى فى سلة المهملات .. وهدد نتنياهو بكسر أنفه ..!
بقلم : السيد هانى
مازلت أتذكر عندما كنت محررا دبلوماسيا .. أقوم بتغطية أخبار وزارة الخارجية ..
فى عام ١٩٩٦ .. جاء بنيامين نتنياهو إلى السلطة لأول مرة رئيسا لحكومة إسرائيل .. وقام بكتابة وثيقة تحدث فيها عن رؤيته لمستقبل الشرق الأوسط .. وأرسل نسخة منها إلى مصر ..
كنت وزملائى المحررين الدبلوماسيين فى وزارة الخارجية ذلك الوقت .. ننتظر خروج السيد عمرو موسى وزير الخارجية كل يوم من مكتبه فى حوالى الساعة الثالثة عصرا .. ونطرح عليه الأسئلة .. ونحصل منه على الإجابات التى تتحول إلى “مانشيتات” الصحف فى اليوم التالى .. * فى هذا اليوم .. الذى تلقت فيه وزارة الخارجية وثيقة نتنياهو حول مستقبل الشرق الأوسط .. طرح أستاذنا القدير الراحل حمدى جوهر مندوب الإذاعة المصرية فى وزارة الخارجية السؤال على السيد عمرو موسى : مارأى سيادتكم فى وثيقة بنيامين نتنياهو حول مستقبل الشرق الأوسط ؟..
فإذا بالسيد عمرو موسى يجيب ببساطة شديدة : قرأتها وألقيت بها فى “سلة المهملات” ..
نشر هذا التصريح فى اليوم التالى بالصحف .. وتناقلته وكالات الأنباء .. وتطوعت بعض الصحف بنشر التصريح باللغة الشعبية قائلة : “عمرو موسى يلقى بوثيقة نتنياهو حول مستقبل الشرق الاوسط فى الزبالة” ..! *
رد الفعل المصرى وصل إلى بنيامين نتنياهو .. وعرف أن مصر ألقت بأفكاره عن مستقبل الشرق الأوسط فى “الزبالة” ..! * وذات يوم خطر ببال نتنياهو أن يتحدث عن مصر ناصحا لها بألا “تدس أنفها فى كل موضوع” ..!
* فانتظرنا خروج السيد عمرو موسى من مكتبه فى الموعد المعتاد الثالثة عصرا كل يوم .. وسألناه عن تعليقه على نصيحة نتنياهو .. فرد موسى على النصيحة بنصيحة قائلا: “أقول لنتنياهو .. ليس لك شأن بأنف مصر .. وإلا سأكسر أنفك” ..! * فخرجت الصحف فى اليوم التالى بعناوين كبيرة .. نقلتها وكالات الآنباء : “موسى يهدد نتنياهو بكسر أنفه” .. * * *
هكذا كانت ترد مصر دائما على “التخاريف” التى يطلقها نتنياهو ..!!
تذكرت ذلك .. بمناسبة “التخاريف” التى صدرت من نتنياهو مؤخرا، حول أنه فى مهمة دينية وروحية .. ويريد أن يرى إسرائيل الكبرى تشمل عددا من الدول العربية.. سوريا ولبنان والأردن ومصر” ..! هنا لابد أن أقول إن “التخاريف” التى تصدر من بعض الجهات الأجنبية حول مستقبل منطقة الشرق الأوسط .. يجب أن نتعامل معها على أنها مجرد “تخاريف” .. تتغذى على مواقف العملاء والخونة .. والإنقسامات فى الصف الفلسطينى .. وحالة التشرزم فى المواقف العربية .. التى وصلت إلى درجة أن بعض الدول العربية أصبحت تعمل ضد بعضها البعض ..!! * أقول للذين يتناقلون هذه “التخاريف” على مواقع التواصل الإجتماعى .. لا يجب أبدا أن ننظر إلى ما يقوله “المخرفون” عن مستقبل منطقتنا .. على أنه “قدر محتوم” .. سوف نمضى إليه ..! مستقبل منطقتنا .. سوف نصنعه بأيدينا .. بسواعدنا .. بوطنيتنا .. بقوة تماسكنا معا .. حكومة ومعارضة ..!!
بقى أن أقول: إذا كان الجيش الإسرائيلى يتفوق على الجيش المصرى فى مستوى التسليح .. فإن العقيدة القتالية لكل جندى فى الجيش المصرى تجعل الجيش المصرى أقوى ألف مرة من الجيش الإسرائيلى .. هذه العقيدة القتالية هى التى تجعل الجيش الإسرائيلى .. فى حالة خوف دائم من الجيش المصرى ..
نحن انتصرنا فى حرب ٧٣ بعقيدتنا القتالية .. وليس بقوة تسليحنا .. علينا أن نتذكر صورة الأسود البشرية من جنود الجيش المصرى .. التى عبرت قناة السويس .. يوم ٦ أكتوبر ١٩٧٣ .. وزرعت العلم المصرى فوق رمل سيناء بقوة “الله أكبر” .. *
الأسود .. أنجبت أسودا .. وجنود الجيش المصرى الآن .. هم الأسود .. أولاد أسود ٧٣ .. وهم مشتاقين ليحققوا انتصارا على إسرائيل .. كالإنتصار الذى حققه أباؤهم فى حرب ٧٣ .. أنا أتخيل .. لو أن الجندى المصرى والجندى الإسرائيلى تلاقيا وجها لوجه .. فإن الجندى المصرى لن يكون بحاجة لإطلاق الرصاص على الجندى الإسرائيلى .. إنما سيمزقه بكلتا يديه .. إربا إربا ..
التعريف بالكاتب : السيد هاني
نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية
الكاتب المتخصص فى الشئون الدولية عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية ..









