“أنت تستطيع”.. نصر أكتوبر وما يستدعيه من معان النجاح
“أنت تستطيع”.. نصر أكتوبر وما يستدعيه من معان النجاح
بقلم: د. ابتسام عمر عبدالرازق
النجاح ليس بالطريق السهل الميسر ولكنه طريق ملئ بالصعاب، وعندما نتأمل فى نصر أكتوبر نجد أن تحديد الهدف هو بداية الطريق وبداية النجاح , فالأهداف هى الوقود فى محرك النجاح بدون أهداف واضحة، لن تستطيع الوصول إلى أى مكان، وهدفنا كان القضاء على أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يهزم ، تحديد الهدف هو تأكيد للوجود لذلك من المهم أن تحدده،
فالأهداف من الحاجات الأساسية للحياة ربما كحاجة الجسم للغذاء؛ لذلك حدد هدفًا واختره متناسبًا مع اتجاه رياح طاقتك لا عكسها، وحاول أن تسلك أقصر وأفضل الطرق، بهدف متناسب مع قدراتك ومهاراتك محققًا شروط الهدف الذكي في هدفك، كذلك كن أنت الداعم لهدفك وامنحه القوة بإيمانك به أنت أولًا وتأكد أن الله على كل شيء قدير.
أصعب مرحلة هي البداية، الخطوة الأولى بعد أن تبدأ ستأتي الأمور متتابعة، بعد ذلك يكون الالتزام والانضباط، وهو أهم شيء , عدو الالتزام هو الإحباط وبقوة إرادتك ستقتله,لا تصدق هذه الكلمات السامة بأنك لن تصل أو أنت لا تستطيع أن تكون من بين هؤلاء الناجحين، فالفرق بين من نجح وحقق هدفه ومن لم يحققه هو أن الناجح احتضن هدفه وحافظ عليه وتبناه، وكذلك أعطاه الاستمرارية والالتزام وتذكر هيلين كيلر بأنه “نستطيع أن نفعل أي شيء لو التزمنا به لوقت كاف، أيضًا الصبر فكل شيء يبدأ صغيرًا ثم يكبر، وما حدث فى حرب أكتوبر هو أن الجيش المصرى لم يستسلم للإحباط وصمم على تحقيق الهدف.
ثم جاء بعد ذلك التخطيط فالنجاح ليس صدفة، إنه نتيجه للتخطيط والعمل الجاد والمثابرة، فالنجاح بدأ بالقرار قرر أن تكون ناجحاً ثم تحديد الاهداف والبدء فى التخطيط وإتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق النجاح، وهذا ما فعلة الجيش المصرى فى حرب أكتوبر القرار أولاً ثم تحديد الهدف ثم التخطيط للحرب، ثم تأتى المرونة في حال واجهت أهدافك صعاب وبأن لا تتوقف في منتصف الطريق حتى لا تندم ويصبح ما مضى إضاعة لوقتك وفقدانًا لهدفك وليكن المحرك ثقتك بالله.
وهذا يعلمنا فى سبيل تحقيق أهدافنا وأحلامنا وعند السير للأمام يجب أن يكون الإنسان مرن مثل المياة ، قادر على تغيير الخطط والأهداف والوقوف أمام الصعاب بمرونة مثل المياة، فالجيش المصرى حطم خط بارليف عن طريق خراطيم المياة , ولكن عند الرجوع إلى الوراء يجب على الانسان أن يكون مثل الجبل الصامد الذى يقف أمام أى صعوبات يقاوم، ويحاول ويعيد المحاولة، وفى النهاية سيصل إلى تحقيق الحلم وإلى النجاح.
التعريف بالكاتب:
د. ابتسام عمر عبدالرازق – مدرب في الأكاديمية المهنية لإعداد المعلم وواعظة بالأوقاف