“إكتئاب ما بعد الولادة” مرض نفسي يجعل المرأه جسد بلا روح
“إكتئاب ما بعد الولادة” مرض العصر
“إكتئاب ما بعد الولادة” مرض نفسي يجعل المرأه جسد بلا روح
إحذري…. “إكتئاب ما بعد الولادة”
“إكتئاب ما بعد الولادة” خطر يهدد الأسرة
تحقيق/ ريم القصاص
إحساس الأمومة إحساس مختلف ومميز في كل تفاصيله منذ بداية الحمل ولمدة تسعة أشهر ،ترى الأم مولودها وكإنه قطعة من قلبها يشاركها كل تفاصيل حياتها (الأكل، الشرب ، النوم ، الفرح ، الضحك ، الحزن ) ويستمد طاقته من طاقتها .
لحظة الولادة وإستقبال المولود لحظة تتجمع فيها فرحة العالم وتكون لحظة مميزة وخاصة جدا للأم لترى مولودها وكإنه قطعة من قلبها وروحها وعقلها ،وإحساس الأم إنها تمثل للمولود كل شئ أمانه ومأمنه مما يزيد من دافع الأمومة لديها ويعزز مشاعر التفاعل مع طفلها .
كل هذة المشاعر طبيعية ولكن هناك مشاعر تمر بها الأم حديثة الولادة ولا تقوى على تخطيها ،فلابد من الإنتباه للصحة النفسية للأمهات لأن الحاله النفسية السيئة لهم تعد بمثابة ناقوس خطر يدق على أبواب الأسرة ويهدد سلامها وأمانها لأنها تسيطر علي الأم وتبدأ أعراضها من الحمل لبعد الولادة والتى تسمى بـ “إكتئاب ما حول الولادة “.
قالت الدكتورة/ ماجدة فهمى ( استاذ الطب النفسى بجامعة قناه السويس) أن هذه الحالة النفسية والتى كانت تعرف “بإكتئاب ما بعد الولادة” ” و تعرف حالياً ” بإكتئاب ما حول الولادة ” تبدأ أثناء فترة الحمل وتستمر لما بعد الولاده ،أو تظهر خلال عام من الولادة وهناك نوعان من الإكتئاب الأول وهو إقل خطورة ويصيب حوالى ٧٠% من السيدات واعراضه تتمثل فى (قلق ،اضطراب النوم ، نوبات بكاء ، تذبذب المشاعر) و فى الاغلب تحتاج المرأه للدعم النفسى دون اللجوء لأدوية الإكتئاب .
والنوع الثانى وهو الأكثر خطورة و يصيب السيدات الحوامل بنسبة 10% وترجع سبب الإصابة للمشاكل النفسية أو الوراثية ،أو التغييرات الهرمونية التى تحدث فى جسد المرأه أثناء فترة الحمل وهذا النوع يحتاج لزيارة الطبيب النفسى .
وأوضحت أن الأعراض النفسية الشديدة التى تمر بها الأم تتمثل في الاَتي (تأنيب الضمير ،عدم القدرة على النوم ،أوجاع جسدية ،عدم الأكل ،فقدان السيطرة ، أوهام ، اعراض ذهانية مصحوبة بهلاوس سمعية اوافكار ضلاليه فتتخيل الأم ويتهيأ لها أن طفلها ممسوس أو يتلبسة الجن ، أو أن هناك مؤامرة تدبر لها ولطفلها أو أن هناك من قام بسحرهما وإنهم معرضيين للإيذاء والقتل ،إضافة لهذه الأعراض يوجد داخل الأم صراع بين الحب والكره بين حبها لطفلها وإحساسها أن الطفل مصدر ضغط ومسؤولية فى وقت تحتاج هى للدعم النفسى مما يزيد من حالة الأكتئاب التى تلتهم روح المرأة الحامل فتجد الأم صعوبة فى إرضاع طفلها وحمايته فيزيد ذلك من إحساسها بتأنيب الضمير وتخدير وتنميل بالمشاعر فتحتاج لطبيب نفسى لتوجيهها وتعريفها بحقيقة مشاعرها.
كما أضافت زيادة حالات الاكتئاب لدى بعض السيدات يرجع للخوف من البوح بسبب عدم تفهم البيئة المحيطة لها أو تبرير هذه الحالة من بعض الأهالى بأنها مجرد حسد أو أعمال سحر واللجوء للشيوخ والمشعوذين ظناً منهم أن هذة الطريقة الصحيحة لعلاجها مما يزيد من تدهور الحاله النفسية للأم وتفقد الأمل الذى بدورة يؤدى إلى الإنتحار أو إهمال أطفالها وإيذائهم .
وأشارت لضرورة وضع برتوكولات من الدكاترة المتابعين لحالة الأم الجسدية أثناء فترة حملها لمتابعة حالة الأم من فترة الحمل حتى الولادة وعند ظهور أي مشاكل عرضها على إرشادى نفسى تفادياً من دخول المرأه الحامل فى هذة الحالة النفسية السيئة ، والتوعية بخطورة هذا المرض الذى يقتل روح المرأة الحامل ببطئ .
وقال الدكتور/ محمود ابو العزايم (إستشارى الطب النفسي) أن إكتئاب ما بعد الحمل يصيب من 10 إلى 15% من السيدات بعد الولادة وقد تحدث بعض التغيرات المزاجية للأم فى أول أسبوعين إلى شهر و يتم التشخيص على حسب حدة الأعراض من بعد أول أسبوعين وقد تستمر الأعراض لـ ٦ شهور بعد الولادة وتتمثل فى (الشعور المستمر باليأس و العزلة و الإكتئاب ، تقلبات فى الشهية فى شكل فقدان للشهية أو تناول ما يزيد من الطعام عن المعتاد ، عدم القدرة على رعاية الطفل ،تقلبات فى النوم على شكل أرق والنوم أكثر من المعتاد وصعوبتة ،عصبية شديدة تجاة الأسرة والطفل ،الإحساس المستمر بالذنب، البكاء المستمر ، الحزن الشديد ، الشعور بالإرهاق المستمر).
كما أشار لأهمية التدخل السريع لعلاج بعض الحالات لأن التأخر فى علاجها قد يؤدى إلى إيذاء الأم لنفسها وطفلها ، وأكد على أهمية الدعم الأسرى والنفسى للسيدة لتخطى هذة المرحلة بسلام.
وأوضحت الدكتورة / سهيلة سامى (إستشاري طب نفسي و مدرس بكلية الطب قسم الطب النفسي) أهيمة التفرقة بين “إكتئاب ما بعد الولادة ” ويصيب السيدات بنسبة 10% ، و”عسر المزاج بعد الولادة” ويصيب السيدات بنسبة 80 % وهى النسبة الأكبر ومن اعراضة ( شعور السيدة بعد الولادة برغبة فى البكاء ، وتقلبات وتغييرات مزاجية ، الإهتمام منصب على الطفل وشعورها بالتهميش ،وصعوبة فى النوم ،وإحساس الأم بعدم إرتباطها بالطفل) وكل هذة الأعراض طبيعية ويمكن أن تستمر لمدة اسبوعين.
أما بالنسبة “لأكتئاب ما بعد الولادة” فترجع أسباب الإصابة به لأسباب وراثية “جينية” ،أو التغييرات الهرمونية التى تحدث أثناء الحمل وبعد الولادة ،أو العوامل الإجتماعية والضغوط التى تمر بها الأم بسبب تغير روتين الحياه (نوم الطفل ،إرضاعة ،الحالة الصحية للطفل) كل تلك الأسباب تجعل من السيدة الحامل أكثر عرضة لأكتئاب ما بعد الولادة .
ونبهت الدكتورة / سهيلة أن هناك عدة عوامل تحذرية “لأكتئاب ما بعد الولادة” تعد بمثابة إنذار ولا يجب تجاهلها تبدأ فى بداية الحمل أو الشهور الأخيرة وتحتاج للتدخل من طبيب نفسى متخصص تتمثل فى تغييرات مزاجبية ( قلق ـ ضيق – سهولة الغضب – الإستفزاز – العصبية الغير مبرره) ، عدم الإنتظام فى الأكل (الأكل بكميات كثيرة – عدم الأكل ) ، فقدان فى الرغبة الجنسية ، مشاكل حديثة مع الأشخاص المقربين ،كل هذة العوامل يجب الإنتباه لها لأن تجاهلها سيؤدى إلى إيذاء الأم لنفسها او لطفلها والتفكير بالأفكار الإنتحارية.
وأشارت لأهمية دور الزوج فى تحسين الحالة النفسية لزوجته من خلال دعمها وجدانياً وعاطفياً ونفسياً منذ بداية الحمل و خاصة فى الشهور الأخيرة وتخصيص وقت لها والإستماع لمخاوفها ومراعاة تغير روتين الحياه بعد الولادة ،ولا يقتصر الأمر على دعمها نفسيا فقط يجب مساعدتها وحمل الطفل وتخصيص وقت لراحتها وتجديد طاقتها .