الاستثمار فى التعليم لمواجهة متطلبات سوق العمل
تغطية مجلة ” نهر الأمل” لندوة ” دور القوى العاملة فى أفريقيا فى تطبيق اتفاقية التجارة البينية”
تغطية اخبارية: وفاء ألاجة
تواصلت فعاليات ندوة جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة برئاسة د. يسرى الشرقاوى حول “دور القوى العاملة فى أفريقيا فى تطبيق اتفاقية التجارة البينية” وأكدت د. أمال موافى خبيرة الموارد البشرية على الوظائف المطلوبة فى القارة الافريقية مستقبلا والوظائف التى تتأثر بدخول الثورة الصناعية الرابعة للقارة حيث تختفى نسبة 40٪ من الوظائف بدخول التكنولوجيا الحديثة.
وعندما تم استقصاء للرأى بشأن تطبيق افاقية التجارة الحرة الافريقية أبدى 77٪ تفاؤلهم بتطبيق الاتفاقية لأنهم مقتنعين بزيادة الاستثمارات نتيجة لتطبيق الاتفاقية ،كما تساعد على تنقل الأشخاص بين دول القارة فى سهولة ويسر مما يؤثر على اتاحة فرص العمل وأسست منظمة العمل الدولية مفوضية خاصة بمستقبل العمل بعضوية رئيس جنوب افريقيا ورئيس وزراء السويد وبمشاركة عدد من المؤسسات الدولية والبنك الدولى ،والمنتدى الاقتصادى العالمى .
ويتغير مستقبل العمل فى القارة ليس فقط لدخول عصر الثورة الصناعية الرابعة ولكن للتغير المناخى وتغير العديد من الوظائف ،كما تعد الهجرة من تلك المتغيرات فالقارة بها مجتمعات شابة بها 400 الف شاب وفتاه فى عمر 25 سنة ،وثلث سكان القارة من الشباب وهذا يؤثر عل علاقات العمل فى القارة.
وتزداد الهجرة الداخلية بين الدول الافريقية وهذا له تأثير على القوى العاملة ،ومنتدى أسوان ناقش تلك التحديات مؤكدا أن مستقبل العمل سيتغير فزيادة معدل النمو 1٪ فى القارة له مرود 5. ٪ معدل تشغيل وهذا يعنى مضاعفة فرص العمل مع رفع معدلات النمو فى القارة ،واذا كان هناك فقد كبير فى عدد الوظائف بعد جائحة كوفيد19 وتعرض الشباب للبطالة ،ولكن هناك مستقبل أفضل لخلق فرص عمل تصنيعية للموارد الطبيعية .
ويعمل غالبية الشباب فى القارة فى فرص عمل غير رسمية ولاتتمتع العمالة بتأمينات اجتماعية وترضى بفرص عمل غير لائقة ولاتحظى بحماية اجتماعية ،عكس شمال افريقيا حيث ترتفع نسبة خريجى الجامعات ولكنهم لايجدوا فرص عمل ولايقبلوا بأى عمل ويرفضوا الوظائف المتدنية ،ويلجأ 22٪ من الشباب لريادة الأعمال لعدم وجود فرص عمل ،وعلينا تدعيم تلك الفرص لضمان نجاحها والتوسع فى الشركات الصغيرة والمتناهية فى الصغر لتوفير فرص عمل لأبناء القارة.
والقارة تحيط بها البحار والمحيطات فعلينا التوجه للاقتصاد الأزرق ،والتوسع فى الصيد ،والتوجه للاقتصاد الأخضر لضمان الاستدامة فأفريقيا تمتلك نحو 60٪ من الأراضى الصالحة للزراعة فى العالم وعليها تطوير تكنولوجيا الزراعة لتوفير الغذاء والمنتجات الزراعية لخلق اقتصاد فاعل والتوسع فى الحرف التراثية واحياءها والتدريب عليها ،كما يجب التوسع فى دور الرعاية للأطفال وكبار السن لتخرج المرأة لسوق العمل لخلق اقتصاد شمولى تشاركى معرفى.
وأشارت د. اصلاح العوضى خبيرة التدريب والتعليم من السودان لدور التدريب والتعليم فى تنمية الموارد البشرية بالقارة الافريقية لتساهم فى تعزيز دور الأفراد فالتعليم يسهم فى صقل الخبرات والقدرات الافريقية من خلال خطة قوميةلتستطيع معظم الدول العبور من فجوة التدريب الذى يعد جزء من السياسات الاقتصادية والاستراتيجية العامة للقارة.
وفى عصر التكنولوجيا وجدت منافسة شرسة بين الدول فى السلع والخدمات ولابد من تنمية المهارات البشرية للتصدى لهذه المنافسة ،فالمهارات والكفاءات والمعرفة هم السبيل للوصول لاقتصاد المعرفة والاهتمام بحل مشكلة البطالة واهدار الموارد البشرية وعدم موائمة الجامعات ومخرجات التعليم لاحتياجات سوق العمل ، والتدريب يتغلب على تلك المشكلة ولابد من الاعتناء بالتدريب وايجاد فرص تمويل كافية لاعداد شباب قادر على المنافسة فى سوق العمل.
ولابد من التكامل الفعال بين السياسات الاقتصادية وبرامج التدريب وبرامج التشغيل وايجاد أليات مناسبة لتحديث منظومة التعليم والتدريب فالعمل يحتاج مهارات عالية جدا ونستقطب أفضل الخريجين لتدريبهم للقضاء على نسب البطالة العالية فى القارة الافريقية وأصبحت تتميز بالبطالة طويلة المدى وصندوق تشغيل الخريجين أصبح يمد فى عمر الخريج ليصل ل35 سنة لأن البطالة أصبحت طويلة المدى.
والعولمة أحدثت نوع من الفجوة بين الدول المتقدمة والدول النامية فى افريقيا التى تفتقد المهارات بالرغم من وجود الموارد الطبيعية وتتوقع منظمة العمل الدولية الوصول ل518 مليون نسمة عام 2021 بمايوازى 63٪ مما يتطلب الاهتمام بتدريبهم للمنافسة محليا واقليميا وعالميا ووضع رؤى مستقبلية لدول العالم الثالث لتتماشى مع تحقيق أهداف التنمية المستدامة الانمائية التى وضعتها الأمم المتحدة للقضاء على الفقر وتحقيق جودة التعليم والتفاعل مع التعليم الأونلاين الذى انتشر لمواجهة جائحة كورونا ولكن علينا التوسع فيه وتوفير البنية التحتية لاستدامة التعليم وموائمة الخريج لمتطلبات سوق العمل من خلال الاستثمار فى رأس المال البشرى.
#مجلة_نهر_الأمل