الاستثمار فى الطفولة لحماية الطفل من أثار تغير المناخ
خلال الورشة الاقليمية “عمل الأطفال فى المنطقة العربية فى ظل التغيرات المناخية”
الاستثمار فى الطفولة لحماية الطفل من أثار تغير المناخ
سن تشريعات لوقف عمالة الأطفال فى الظروف الخطرة
تقرير: وفاء ألاجة
تواصلت فعاليات الورشة الاقليمية “عمل الأطفال فى المنطقة العربية فى ظل التغيرات المناخية” التى عقدت تنفيذا لتوصيات لجنة الطفولة العربيةبالتعاون بين كل من الأمانة العامة -قطاع الشؤون الاجتماعية- إدارة الأسرة والطفولة ومنظمة العمل العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية – اجفند والمجلس العربي للطفولة والتنمية، ومنظمة العمل الدولية والبرلمان العربي للطفل بمشاركة الأمير عبد العزيز بن طلال رئيس المجلس العربى للطفولة والتنمية وبرنامج الخليج العربى لتنمية “أجفند”والسفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد و رئيس قطاع الشئون الاجتماعية بجامعة الدول العربية والدكتور حسن البيلاوى الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية، والدكتور فايز المطيرى المدير العام لمنظمة العمل العربيةوالدكتورة ربا جرادات المدير الاقليمى للمنطقة العربية بمنظمة العمل الدولية ، والدكتور أيمن عثمان الباروت رئيس البرلمان العربى للطفل وممثل الهيئات الوطنية للطفولة بالدول العربية.
وإستعرض الدكتور إيلى ميخائيل أستاذ التربية من أجل التنمية المستدامة بجامعة لبنان ورقة عمل بعنوان” التغيرات المناخية وعمل الأطفال” مشيراً لأجندة التنمية للإستثمار فى الطفولة فى الوطن العربى 2021-2030 التى أعلنتها إدارة المرأة والأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية واستعرض الهدف الثامن الذى ينص على تعزيز النمو الاقتصادى المطرد والشامل للجميع والمستدام والعمالة الكاملة والمنتجة وتوفير العمل اللائق للجميع وإتخاذ تدابير فورية وفعالة للقضاء على السخرة وإلغاء الرق المعاصر والاتجار بالبشر وضمان حظر وإستئصال أسوأ أشكال عمل الأطفال بما فى ذلك تجنيدهم وإستخدامهم كجنود وإلغاء عمل الأطفال بجميع أشكاله بحلول عام 2025 وينص الهدف الثالث عر على اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدى لتغير المناخ وآثاره لتعزيز القدرة على الصمود فى مواجهة الأخطار المرتبطة بالمناخ والكوارث الطبيعية وتعزيز القدرة على التكيف معها وتتضمن اتفاقية حقوق الطفل نصاً لتحسين التعليم وإذكاء الوعى والقدرات البشرية للتخفيف ن تغير المناخ والتكيف معه والحد من أثره والانذا المبكر بمخاطره.
كما تتضمن محاور الأجندة وأهدافها القضاء على الفقر بجميع أشكاله فى كل مكان وتضمين فقر الأطفال كأولوية فى السياسات الاجتماعية والاقتصادية ووضع نظم حماية إجتماعية مستجيبة لحقوق الطفل والقضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائى والتغذية المحسنة بهدف ضمان حصول الأطفال على الغذاء الآمن والمتوازن، كما تهدف الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية وترشيد سلوكيات الأطفال السلوكية وضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحى للجميع وإدارتها باستدامة وضمان حصول الجميع وبتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة والمستدامة والتصدى لتغير المناخ وآثاره وترشيد سلوكيات الطفل فى الاستهلاك والحفاظ على الموارد البيئية بما يحقق النمو الشامل والمستدام وتوفير العمل اللائق ومكافحة عمل الأطفال.
وأشار الدكتور إبراهيم شعبان خطاب خبير فى مجال حماية الأطفال وتدريب الأطفالوالشركاء فى مجال مكافحة عمالة الأطفال مشيراً أنه فى ظل المتغيرات المناخية تعانى الأطفال بإعتبارهم الفئة الأكثر ضعفاً وظاهرة عمالة الأطفال تؤثر على ضعف النمو العقلى والجسمانى للطفل وتزداد خطورة ذلك فى ظل التغيرات المناخية فالأممم المتحدة وضعت حقوقاً للطفل فى ميثق علان حقوق الطفل وحددت السن الأدنى للعمل وفى تقرير لجامعة هارفارد أشير إلى أن الأطفال يواجهون مايقرب من ثلاثة أضعاف الكوارث المناخية التى واجهها أجدادهم بمافى ذلك حرائق الغابات والعواصف والفيضانات والجفاف ومن المرجح أن تصبح هذه الحرائق أكثر شيوعاً فى القرن الحادى والعشرين بسبب أثار تغير المناخ .
ولاتزال أجهزة المناعة لدى الأطفال فى طور النمو وهم يأكلون ويشربون أكثر بالنسبة لحجمهم ،كما أنهم يتنفسون بمعدل أسرع مما يزيد من تعرضهم لملوثات الهواءالخطيرة التى يمكن أن تلحق الضرر برئتيهم ، وتؤدى درجات الحرارة المرتفعة الى زيادة مستوى الأوزون على مستوى سطح الأرض وهو ملوث يسبب نوبات الربو لدى الأطفال، ويؤدى تغير المناخ الى جعل موجات الحرارة أكثر سخونة وأطول ومن المحتمل أن تكون خطرة على لعبالأطفال فى الخارج وهذه قضية هامة لأن التحدى الصحى الأول الذى يواجه أطفالنا اليوم هو السمنة وعندما يقضون وقتاً فى الهواء الطلق يمكن أن يؤدى ذلك الى الاجهاد الحرارى وضربات الشمس والتعرض للحشرات التى تحمل الأمراض .
ويتضح من مؤشر تعرض الأطفال لمخاطر تغير المناخ أن 240مليون طفل معرضون بشدة للفيضانات الساحلية ، و230 مليون طفل معرضون بشدة للفيضانات النهرية ، و400 مليون طفل معرضون بشدة للأعاصير ، و600 مليون طفل معرضون بشدة للأمراض المنقولة بالحشرات ، و815 مليون طفل معرضون بشدة للتلوث بلرصاص ، و820 مليون طفل معرضون بشدة لموجات الحر ، و920 مليون طفل معرضون بشدة لندرة المياه ومليار طفل معرضون بشدة لمتويات مرتفعة من تلوث المياه.
وهناك حقوق منتهكة للطفل فى ظل التغيرات المناخية مثل الحق فى الحياه والنمو والبقاء والحق فى التعليم والصحة وهناك تأشيرات مباشرة لتغير المناخ على الطفل مثل الاجهاد الحرارى الذى يتمثل فى التعرق الغزير والجفاف وتورم الرجلين وتشنجات العضلات والشعور بالغثيان والضعف والارهاق على أثر فقدان الملح من الجسم وإنخفاض ضغط الدم وإرتفاع معدل ضربات القلب والإغماء وسرعة الغضب والشعور بالصداع والدوخة .
وهناك تأثيرات غير مباشرة تتمثل فى جفاف الجلدوالشيخوخة المبكرة والاصابة بأنواع مختلفة من سرطان الجلد وبعضها خبيت جداً ومميت وزيادة إمكانية وقوع حوادث بسبب شعور بعدم الراحة مما يؤدى لانخفاض مستوى التركيز الذهنى أو الاصابة بالسكتة الدماغية الحرارية نتيجة لتفاقم الاجهاد الحرارى وعندما لايقد العلاج للمريض فانه يموت بعد الدخول فى غيبوبة.
كما أشار الأستاذ ناصر القحطاني المدير التنفيذى لبرنامج الخليج لعربى للتنمية “أجفند” الى ضرورة حماية الأطفال من التغيرات المناخية وضمان عدم تسربهم من التعليم لعدم وجود مدارس قريبة من مقر اقامتهم خاصة فى حالات النزوح ولابد من وضع تشريعات صارمة لضمان تسجيل الأطفال فى المدارس وسؤال الأهل عند تسرب الأطفال من التعليم فهناك مليونى طفل وأربعمائة ألف يعملون فى منطقتنا العربية ونحتاج لوضع برامج للحد من ذلك بالقضاء على الأسباب فالشركات والمؤسسات تستقطب عمالة الأطفال لأنهم عمالة رخيصة ولايتم التأمين عليهم ويجب سن قوانين لوقف ذلك ونشر الوعى بخطورة عمالة الأطفال لاسيما فى المناطق التى تكون الأم أيضاً غير متعلمة وتريد أن يعمل ابنها فى المزرعة لجلب المال وعلينا توعيتها بأن الاستثمار الحقيقى فى الطفل هو التعليم بجانب توظيف كل ذلك في التعليم والصحة وسبل العيش ماليا واقتصاديا .
#مجلة_نهر_الأمل