ندوة “حان وقت العمل للتحول الرقمى” تستعرض استراتيجية مصر 2030 للتحول الرقمى
تغطية إخبارية :وفاء ألاجة
تواصلت فعاليات ندوة “حان وقت العمل للتحول الرقمى” التى نظمها الإتحاد العربى للتنمية المستدامة والبيئة ومركز التنمية الادارية برعاية مجلة” نهر الأمل” ،وأدار الندوة وعقب عليها رئيس فرع الإتحاد بمحافظة الجيزة الدكتور خالد فاروق، وقد تحدث وحاضر بالندوة من الأساتذة والخبراء كلا من الأستاذ الدكتور فكري فؤاد الخبير في علوم التحول الرقمي والأستاذ بالعديد من الجامعات العربية بمحاضرة ناقش فيها محاور التحول الرقمي وأسباب ظهوره وقيمته وكيفية إدارته، والسفير أشرف عقل مساعد وزير الخارجية الأسبق ونائب رئيس الهيئة العلمية للإتحاد بمحاضرة تحت عنوان : التحول الرقمي .. تعريفه .. أهميته .. مصر نموذجا، و اللواء الدكتور محمد فوزي رئيس وحدة تطوير البرامج والمناهج بأكاديمية العلوم الشرطية بدولة الإمارات العربية المتحدة محاضرة بعنوان رؤية في تحديات التحول الرقمي في التعليم بمؤسسات التعليم العالي، و الوزير اللواء طارق مهدي محافظ الإسكندرية الأسبق بمحاضرة عرض فيها خبراته في تطبيق آليات التحول الرقمي أبان عمله كمحافظ لمدينتي الأسكندرية والبحر الأحمر، والدكتور أحمد سمير فرج رئيس جهاز حماية المستهلك سابقا وعضو لجنة الكوميسا لسياسات حماية المستهلك بمحاضرة عن التحول الرقمي وأهميته،والدكتورة ايناس صبحي إستشاري التحول الرقمي والتعليم الإلكتروني بجامعة بدر بمحاضرة عن حوكمة التحول الرقمي والإستثمار في التعليم،والاستاذ الدكتور علاء متولي أستاذ المناهج بكلية التربية بجامعة بنها بمحاضرة عن مفهوم التحول الرقمي وأهميته المعاصرة، كما شارك بالندوة العديد من الخبراء العرب والمهتمين بموضوع الندوة من عدد من الدول العربية منها ليبيا والسعودية والإمارات والكويت والأردن وفلسطين والجزائر ولبنان والعراق.
وأشار السفير أشرف عقل بمحاضرته حول التحول الرقمى وأهميته -مصر نموذجاً مؤكدا على حرص الجميع على إستخدام الرقمنة خلال السنوات الأخيرة وظهور أهمية التحول الرقمى خلال العقد الماضى ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تسعى جاهدة إلى بناء مصر الرقمية والوصول إلى مجتمع مصري يتعامل رقميًا فى كافة مناحي الحياة لاحداث التنمية المستدامة وإستخدام تقنية المعلومات عبر الذكاء الاصطناعى لتحقيق مردود إقتصادى وإجتماعى والتغير الرقمى المرتبط بتطبيق التكنولوجيا الرقمية والحوسبة السحابية لايسير بنفس الوتيرة فى كل أنحاء العالم فيختلف فى أوروبا عن الولايات المتحدة وألمانيا . والتطور التاريخى للرقمنة بدأ منذ عام 1703 عندما شرح غوتفريد فيلهيلم لايبنتز وتصور المبدأ الذي سيصبح معروفًا بـالرقمنة في كتابه شرح دي لاريميثيك بينير. تطور في البداية كنظام رقمي للعد الثنائي، باستخدام قيمتين فقط 0 و 1، استمر التطوير على النظام واستُكمل بواسطة باحثين مثل جورج بول (1845) وكلود شانون (1938) وجورج ستيبيتز خلال الأربعينيات.
كان أول “ترانزستور”عملي هو الترانزستور ذو نقطة الاتصال، الذي اخترعه المهندسون ويليام شوكلي ووالتر هاوزر براتينو وجون باردين في عام 1947. اخترع فريق بحث شوكلي لاحقًا الترانزستور ثنائي القطب في عام 1948.اخترع محمد عطا الله وداون كانج الموسفت، والمعروف أيضًا بترانزستور الأثر الحقلي للأكاسيد المعدنية لأشباه الموصلات، في عام 1959. بفضل قابلتيه الكبيرة للتوسع والاستهلاك الأقل بكثير للطاقة والكثافة العالية مقارنة بالترانزستور ثنائي القطب، جعل الموسفت من الممكن تكوين دائرة متكاملة (IC) عالية الكثافة، ليصبح من الممكن دمج أكثر من 10000 ترانزستور في دائرة متكاملة واحدة، وبالتالي الملايين ثم المليارات من الترانزستور في جهاز واحد.
ومع التغير المتسارع وتقدم الشبكة العنكبوتية تغيرت سرعة الرقمنة والتحول الرقمى واستفادت شركات “dell” من الشبكة العنكبوتية محدثة خللا فى الحواسب الرقمية وحصلت على رؤى قيمة الخاصة بسلوك المستهلك فى تصفح المواقع الالكترونية وزاد استخدام الانترنت عام 2000 ، وأعلن الاتحاد الأوروبى قيام حملة السوق الرقمى الموحد وخلق قاعدة للحوكمة الالكترونية والمعرفة الفكرية مما ترتب عليه تحقيق 370مليار دولار فى القيمة المضافة وبدأ استخدام الرقمنة فى تحسين جودة الصوت فى المحادثات التليفونية .
والتحول الرقمى فى المجتمعات يوصف بأنه التأثير الكلى للرقمنة وتغيير أنماط الاستهلاك والمنشأت الاقتصادية والحواجز الثقافية وهناك تحديات تستلزم تحليل المتغيرات الثقافية وخلق فرص جديدة للسوق وتسارع الأذكياء للخلق والابداع للتطوير لتحقيق إيرادات عالمية , ولكنه حقق فوائدوبالطبع نحن في مصر مازلنا في طور البداية والتكوين للحاق بهذه التكنولوجية العصرية التي تسهل الحياة على المواطن من ناحية وتحديث وتسجيل بياناته وربطها بشكبات كبرى تلغي الدهاليز الحكومية وتفكك الروتين وتسهل على المواطن في ظل التطور المذهل فى الأجهزة والآلآت والأنظمة الذكية، وهو أمر بالتأكيد سيؤدي لاختصار الوقت وخفض التكلفة وتحقيق مرونة أكبر وكفاءة أكثر فى العملية الإنتاجية وقدرة كبيرة في معالجة البيانات والذكاء الصناعي.
ولأن الدولة المصرية تسعى الآن سعيا حثيثا على التحول السريع على الطريق الرقمي فقد سعت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بتهيئة البيئة المناسبة على مستوى الإنترنت باعتبار أن التحول الرقمي يعتمد على إنترنت الأشياء التي تيسر وتساعد على انتقال القطاعات الحكومية أو الشركات إلى نموذج عمل يعتمد على التقنيات الرقمية في ابتكار المنتجات والخدمات، كما تسعى الوزارة إلى بناء مصر الرقمية والوصول إلى مجتمع مصري يتعامل رقميا فى كافة مناحي الحياة، ولذا تعمل على تعزيز تنمية البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتحسين الخدمات الرقمية في الجهات الحكومية، وذلك لتحسين أداء الوزارات والهيئات الحكومية الأخرى، ورفع جودة الخدمات وكفاءتها من خلال تحسين بيئة العمل، وتوفير الدعم لعملية صناعة القرار وإيجاد حلول للقضايا التي تهم المجتمع.
وتهدف استراتيجية مصر للتحول الرققمى 2030 لتحسين جودة مناحى الحياه وتحسين الظروف المعيشية وتقديم الخدمات الالكترونية وتحويل الحكومة لحكومة مترابطة الخدمات وتحسين الجهاز الادارى للدولة والجامعات والوزارات والسفارات وتعزيز قيم الشفافية والمراقبة من خلال التفاعل مع عناصر امجتمع المختلفة وتطوير سعة الانترنت وخدمات الاتصالات وضخ إستثمارات ضخمة جعلت مصر تتقدم فى الترتيب العالمى لسرعة الانترنت وإستخدام كابلات الألياف الضوئية لربط اكثر من 33 ألف مبنى حكومى لزيادة سرعة الانترنت وتحديث مكاتب البريد لتقديم خدمات الشمول المالى.
وأكد الدكتور محمد فوزى رئيس وحدة تطوير البرامج والمناهج بأكاديمية العلوم الشرطية بدولة الإمارات العربية المتحدة فى محاضرة بعنوان “رؤية في تحديات التحول الرقمي في التعليم بمؤسسات التعليم العالي” عدم قدرة التعليم التقليدى لمسايرة المتغيرات العالمية ، والتعليم عن بعد حل بعض المشكلات ولكنه لم يستطيع تحقيق مؤشرات أداء جيدة للخريجين فى العلوم الطبية والعسكرية ،والعلوم التطبيقية فقدت أهميتها فى التعليم عن بعد، وواجهت الجامعات الافتراضية تحديات عديدة فهي الجامعة التي تقدم فرصةً للتعلم من خلال شبكة الإنترنت بدلًا من الاعتماد على حضور المحاضرات والدروس ضمن قاعاتٍ دراسيةٍ تقليدية وتتيح للطالب التسجيل ببرامج التعليم العالي من خلال الإنترنت أو أي وسيلة من الوسائل الإلكترونية الحديثة كما تجرى الاختبارات الكترونيا ، ولكن الطلاب وجدوا ضالتهم فى أسلوب المحاكاه الافتراضية لحل مشكلات التعليم عن بعد وإشترطت وزارة التعليم العالى أن تمثل المحاكاه نسبة 80% من المحتوى التعليمى لحل مشكلات وإدارة الأزمات واستخدام التقنيات الحديثة مثل الطائرة بدون طيار التى تضبط المتهمين والرجل الألى الذى يتعرف على بصمة الوجه وينبغى أن تكون الجامعات مؤهلة لذلك فى المستقبل.
وتطبيق معايير جودة التعليم فى ظل التحول الرقمى فبعد جائحة كورونا فرضت أنظمة التحول الرقمى نفسها وحدث تغير فى طرق التدريس وقياس مخرجات التعليم والوسائط وشبكة الانترنت وأدى ذلك لانخفاض مؤشرات الاداء التعليمى ولم تحقق المنتج التعليمى مثل النظم السابقة علينا تغيير تلك النسب ومؤشرات الأداء بعد التحول الرقمى ووضع معايير لضمان جودة التعليم وتحويل المواد لأساليب الكترونية ومحاضرات وأسئلة وإختلفت النظم الادارية لأعضاء هيئة التدريس .
وساهمت أنظمة الذكاء الاصطناعى وإستشراف المستقبل فى تحقيق المستهدف من العملية التعليمية ووضع طرق تقويم رقمية والتأكد من جودة المحتوى ومخرجات التعليم ووضع مخطط تقييمى للأسئلة المصفوفة بشكل إلكترونى وإنشاء خرائط للإختبار والارتباط بالمقررات الدراسية وتحقيق تكامل فى مخرجات التعليم والتنوع فى مستويات المعرفة وحوكمة البيانات وتحقيق الشفافية وتقديم الدعم اللوجستى والمعلوماتى للعملية الرقمية والبنية التحتية .
#مجلة_نهر_الأمل