الاعلام والفن بين حرية الابداع وضوابط التنظيم
الاعلام والفن بين حرية الابداع وضوابط التنظيم
تغطية إخبارية :وفاء ألاجة
تواصلت فعاليات المؤتمر العلمى الخامس لكلية الاعلام بالجامعة الحديثة حول”دور الاعلام والفن فى بناء الوعى والارتقاء بالذوق العام” تحت رعاية أ.د.خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي ،و أ.د. ألفت كامل رئيس الجامعة الحديثة ،ورئيس المؤتمر أ.د سامي الشريف عميد كلية الإعلام ، وأمين عام المؤتمر أ.د. السيد بهنسي وكيل كلية الاعلام ومنسق عام المؤتمر د.ميرال مصطفى رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون ، وشهدت الحلقة النقاشية الأولى مناقشات حول ” الاعلام والفن بين حرية الابداع وضوابط التنظيم” ورأس الجلسة الدكتور سامى عبد العزيز رئيس لجنة قطاع الدراسات الاعلامية ” بحضور الدكتورة هويدا مصطفى عميد كلية الاعلام جامعة القاهرة والدكتورة والدكتورة ماجى الحلوانى عميد كلية الاعلام السابق والسناريست مدحت العدل والمخرج محمد فاضل والدكتورة أمال الغزاوى عميدة المعهد الكندى للإعلام واسلام عفيفى رئيس تحرير أخبار النجوم السابق والدكتورة أمانى فهمى عميدة كلية الاعلام بجامعة 6 أكتوبر للعلوم الحديثة ، وأيمن عدلى مدير التدريب بنقابة الاعلاميين .
وأكدت الدكتورة هويدا مصطفى على العلاقة بين الإعلام والفن لتقديم الفن الراقى والارتقاء بالذوق العام ولنقدم الحل لاشكالية “هل نقدم للجمهور مايريده أم مايحتاجه؟” والدراسات الاعلامية تفيد بأن الواقع يذكر أن الاعلام لابد أن يقدم مايحتاجه الجمهور ويقدم له وظائف نشر الوعى وتقديم المثل والقدوة لبناء الشخصية ولذلك تحرص وسائل الاعلام والإذاعة والتليفزيون على تقديم نماذج متميزة من الفن الراقى والذى نجد له إستجابة واضحة من الجمهور ، ولانجد فى ذلك تناقض بين دور القطاع الخاص ودور الدولة فى طرح تلك النماذج الفنية الراقية ولابد أن نحدد ماهى الأدوار التى تقوم بها الدولة لتقديم الأعمال المتميزة كما تساهم الدولة فى إنتاج الأعمال الضخمة ،وهناك أدوار متميزة لمؤسسات تابعة للدولة مثل دار الأوبرا والمجلس الأعلى للثقافة وهو مايعطى تفاعلية بين الاعلام والانتاج الجيد لتلك المؤسسات ولمواجهة المقولة التى تبرر عدم إنتاج أعمال جيدة لقلة الامكانيات فهناك أعمال ثقافية تم تقديمها فى الستينات ةلازالت تعرض فى قناه “ماسبيرو زمان” وتلقى صدى رائع لدى الجيل الحالى فهى برامج بسيطة وتعطى رسالة وقيمة عالية ولاتحتاج إمكانات ضخمة .
وأشار المخرج محمد فاضل لحرية الابداع وضوابط التنظيم مؤكداً أن الاعلام أحد أساليب الحروب الحديثة والذى يفعل دوره قبل وأثناء أى معركة ومن الممكن توقف إطلاق النار ولكن يستمر دور الاعلام فسلاح الاعلام لايتوقف ولايجب أن يتركز دوره فى أيدى من لايجيدون إستخدامه أو من يتقنون إستخدامه ضد الشعوب ، ويبقى الاعلام والفن القوة الناعمة المؤثرة فى حياه الشعوب، وقامت الولايات المتحدة بحذر بعض الأفلام عام 1994 لخطورتها على القيم الاجتماعية وظهرت تقارير ترصد بعض التقارير والقصص الاخبارية التى تم حذفها لخطورتها على الأمن القومى الأمريكى فلا توجد دولة تترك الاعلام بدون معايير وضوابط .
وينبغى أن تناقش لجنة الثقافة فى مجلس النواب الضوابط والمعايير لوضع إستراتيجية للإعلام للحفاظ على الأمن القومى فالاعلام والثقافة ليس لهما إستراتيجية ،ويتولى ذلك جهاز رئاسى ينظم الاعلام لايمنع حرية الابداع ولكن يضع إستراتيجية للإعلام .
وإستعرض الدكتور حسين أمين أستاذ الاعلام بالجامعة الأمريكية تردى أحوال الفن والاعلام على مستوى العالم وليس فى مصر فقط مشيراً لزيادة عدد القنوات الفضائية والتى متوقع الاستمرار فى زيادتها فى ظل التطور القادم فى عصر الميتافيرس ولكن نستطيع أن نخطط للزمن الجميل القادم ولابد من تطوير النماذج والأنماط الشهيرة لتتوافق مع عمق الزمن الجميل ونطور القوالب والأشكال التى تقدم ولابد أن تكون الدراية والتنوير الاعلامى من الاعلاميين ذاتهم .
وأكدت الدكتورة أمانى فهمى أن تأثير الفن الراقى أكبر ويعد من المؤشرات الأساسية لترسيخ الهوية المصرية فالثقافة والفن واللغة والموسيقى تقدم لنا المحتوى الذى يقدمه وسائل الاعلام وهناك تحديات لتقديم المضمون الجيد فمن يملك الوسيلة الاعلامية عليه إنتقاء الأهداف التى يقدمها وفق أيديولوجية لاتسعى للربح وتنقاد وراء الاعلانات وراغبى الربح السريع دون التدقيق فى صدق المضمون وفاعلية المحتوى وسط تحديات مواجهة تحديات منصات التواصل الاجتماعى والتقنيات الهائلة والتصدى للمعلومات الخاطئة والشائعات المضللة ومواجهة العزلة المعرفية حتى لا ننقاد وراء شبكات ودوائر مغلقة دون التفاعل الجاهيرى ونعالج الفقر الشديد فى المحتوى.
وأشار أيمن عدلى لارتباط الفن والموسيقى فى مصر القديمة بالدين وتأثير ذلك على الشخصية المصرية لتصبح أكثر تماسكاً ويجد متنفساً تعبيرياً فى الفلكلور والفن الشعبى الأصيل وعندما أنتج الأجانب أفلام سينمائية عام 1886 تحدى المصريين ذلك وقاموا بأول انتاج للفيلم المصرى عام 1932 وكان فيلم “أولاد الذوات” وعندما جاءت الثورة عام 1952 لتفتح الأفق واسعاً أمام القوة الناعمة المصرية وعبرت الأفلام والأغانى عن تلك الفترة وإنتشرت أغنية “إدتنا الثورة 5 فدادين” ، وعبرت الأغانى عن حرب الاستنزاف وحرب 1973 بأغانى “خلى السلاح صاحى ، فدائى ، وشاركت أم كلثوم فى حفلات لتتبرع بأجرها للمجهود الحربى ، وتبرع عبد الحليم بأجره فى فيلم “أبى فوق الشجرة” لعلاج المصابين وكان للفن دور هام فى تشكيل كيان الأمة .
ونحن نستقبل الجمهورية الثالثة بالفن كأحد مجالات التنمية ونتوقع من الفن القيام بدوره لخلق التنمية المستدامة وخلق الرؤية لدى أجيال يساهم الفن فى بناء الوعى ويرسم السمات الشخصية للفرد فرؤية مصر 2030 تحتاج لنشر المعرفة التى تؤثر على الأمة وتستخدم العاطفة والعقل والأغانى الوطنية وسيلة تدعم الانتماء للوطن .
#مجلة_نهر_الأمل