الدماء على الأرض اّثر لا يزول
الدماء على الأرض اّثر لا يزول
الأرض لا تروي بالدماء
الأرض تروي بالماء ولا تروي بالدماء
الأرض لا تحتضن الدماء
مقال /ريم القصاص
“نحي عني وجهك فأني لا أحبك حتى تشرب الأرض الدماء” قيلت هذة الجملة حين قابل الفاروق قاتل اخيه ، فربط مسامحة القاتل بإستحاله شرب الارض للدماء ، وكثيراً منا يرى انسكاب سوائل على الأرض مثل (المياه – العصير – اللبن – ….. الخ) وتمتصها الأرض بسهولة ، على عكس الدماء التى تظل اثارها لقرون ولا تزول و ساعد هذا الأثر كثير من العلماء على اكتشاف الحضارات السابقة.
ويتداول البعض ان هناك سبب ديني لعدم شرب الأرض للدماء وسبب آخر علمي وسنتعرف من خلال المقال علي مدي صحتهم.
السبب الدينى المتداول: عندما قام قابيل بقتل أخاه هابيل ودفنه، فرجع قابيل إلى أبيه، ولم يكن معه هابيل ، قال آدم: أين تركت ابني فقال قابيل أرسلتني عليه راعيًا، فقال إنطلق معي إلى مكان القربان، وأحس قلب آدم بالذي فعل قابيل فسأله ادم ؟ فقال قابيل :انه قتل أخاه ، فقال أين دمه، قالوا لقد شربته الأرض، فدعا قائلًا لعن الله أرضًا شربت من دم ابن آدم ومنذ ذلك الحين ومحرم على الأرض أن تشرب أي دم ، فانصرف وبكى على هابيل أربعين يومًا وليلة.
وجاء في كتاب غريب الحديث، لابن قتيبة،عن وهب بن منبه: أن الأرض نشفت دم ابن آدم المقتول، فلعن آدم الأرض فمن أجل ذلك لا تنشْفَ الأرض دماً بعد دم هاَبيل إلى يومِ القيامة ،ومنذ ذلك الوقت حرمت على الأرض شرب الدم .
ونفي الدكتور على خليل مستشار وكيل الأزهر لشئون التعليم صحه هذه الرواية المتداولة وقال ان شرب الأرض للدماء من الناحية الدينية غير مقبول ولا يتقبله عقل لان الأرض من خلق الله ولا يجوز لعنها وليس للأرض ذنب ليوجب لعنها وان هذه الرواية منقوله عن عبد الْمُنعم بن إدريس عَن أَبِيه عَن وهب بن منبه وهو كاذب ولا يصح النقل عنه ومثل هذا لا يعتد به ، ولا يعول عليه .
وقد اضاف الدكتور على خليل ان هذا الكلام يوجد به شئ من الصواب وقد تشرب الأرض من الدماء ما يمكن لها ان تتشربة قبل تجلط باقي الدماء لان مسامات الأرض اصغر من جزيئات الدم
اما بالنسبة للسبب العلمي المتداول : إن جزيئات الدم أكبر من المسام الموجودة في الأرض فيتجلط الدم، كما يوجد بالدم أجسام سيتوبلازمية لا تتكسر إلا عند ملامستها الهواء فيتجلط الدم حتى لا يحدث نزيف لجسم الأنسان ، ودور هذه الأجسام الأساسي هو تحويل المادة البروتينية السائلة الموجودة في الدم، وهي “الفبيرونجين”، إلى مادة صلبة تسمى “الفبيرين”، وهي خيوط متصلبة تتجمع حول السطح الجلدي لتمنع خروج الدم من الجلد ،إذن فالأرض لا تشرب الدماء ، بل يختفي اللون بسبب عوامل أو تأثير أشعة الشمس، أو محاولات الإزالة وتتحول البقعة إلى اللون الرمادي .
واكدت الأستاذة تغريد رفاعي حسني مدرس أمراض النبات، ماجستير جامعة قناة السويس علي صحة هذه الرواية المتدوالة بأن جزيئات الدم ( البلازما ،كرات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية ) كبيرة فعندما يتجلط الدم بفعل الصفائح الدموية تتحد مع عوامل التجلط حتى لا يحدث نزيف ودور هذه الصفائح الأساسى هو تحويل المادة البروتينية السائلة الموجودة فى الدم وهى “الفبيرينووجين” إلى مادة صلبة تسمى “الفبيرين”، وهى ألياف متصلبة تتجمع حول السطح الجلدي لتمنع خروج الدم من الجلد ؛ ومن الطبيعي عدم قدرة الأرض على شرب الأجسام الصلبة كبيرة الحجم وبعض العناصر الكيميائية الناتجة عن ايض النبات فيتم تجميعها فى صورة بللورات عديمة الذوبان فيصعب على الارض شرب المواد الصلبة مثل جزيئات الدم ، بل تدفن بفعل التغييرات المناخية وعوامل التعرية .
سواء كان السبب دينى أو علمى فلا يمكننا انكار حقيقة عدم تشرب الارض للدماء .