مقالات

الأسرة والتنشئة الاجتماعية الخاطئة للطفل

الأسرة والتنشئة الاجتماعية الخاطئة للطفل

بقلم: المتولي إبراهيم إبراهيم

المتولي إبراهيم إبراهيم
المتولي إبراهيم إبراهيم

تعتبر الأسرة من أهم الاحتياجات الضرورية لحياة الطفل بل تعتبر الأسرة حقًا للطفل لايجب أن يُحرم منه إلا للضرورة، فلها دور أساسي في نمو وتحقيق حاجاته ونمو جوانب شخصيته.

والأسرة هي المكان الطبيعي لرعاية وتنشئة الطفل فيها يشعر بالأمن والطمأنينة ومن خلالها ينمو ويحيا حياة سعيدة وينشأ نشأة طبيعية كما أنها توفر للطفل حاجاته المادية والمعنوية.

والأسرة تعتبر مؤسسة اجتماعية وهى غالباَ تحقق وظائفها بطريقة سليمة من حيث رعاية الصغار وتنشئتهم وتعليمهم ورفع المستوى الاجتماعي لهم وعليها أن تحترم تقاليد المجتمع.

وإذا نشأ الطفل في أسرة سادها جو الحب والوفاق والاحترام المتبادل بين الوالدين توفر لدى الطفل الشعور بالأمن والطمأنينة والحب الذي يعتبر غذاءَا ضرورياَ في نموه النفسي.

أما إذا ساد الشقاق والنزاع حياة الأسرة أو نشأ الطفل في بيئة غير صالحة غير أسرته الطبيعية نظراَ لظروف تستدعي ذلك مع عدم توفير الجانب العاطفي والوجداني وإشباع الحاجات النفسية من خلال أوجه الرعاية المقدمة إليه يؤدي ذلك إلى اضطراب نمو الطفل العاطفي وتوتره وانفعالاته التي تؤدي إلى القلق وعدم تكيفه مع البيئة الاجتماعية نتيجة لهذا الصراع أو هذا البديل.

والأسرة مجتمع صغير لها كل مقومات المجتمع من حيث تنوع أفراده وتنوع وظائف هؤلاء الأفراد وتجمع بين أعضائه مصالح مشتركة ولابد لهذا الكيان من رأس مدبر يقود القافلة كلها إلى الأمام والأسرة هى الخلية الأولى للمجتمع الكبير ولا وجود للمجتمع الكبير بدونها.

وعلى قدر التماسك بين أفراد الأسرة يكون التماسك بين أفراد المجتمع وعلى قدر تفككها يكون تفكك هذا المجتمع وعلى قدر ما يشيع بين أفراد الأسرة من حب وتباغض ومن تعاون أو تنافر ومن تسلط واستسلام أو تعاون وتآزر نجد ذلك كله ينتقل من البيت المغلق إلى المجتمع المفتوح فيكون أُسلوباً اجتماعياً عاماً لا سياسة أسرية محددة.

ثم لا يجب أن ننسى أن الأسرة هى المدرسة الأولى للطفل من خلال ما يتشربه فيها ، من قيم ومهارات ومعلومات وسلوكيات.

من الأجهزة المسئولة عن تربية الأبناء الأسرة وهى أهم هذه الأجهزة لأنها المسئولة عن متابعة والإشراف على باقى الأجهزة (كالمدرسة والإعلام المرئى والمسموع والمقروء ورجال الدين وتوجيه الأبناء فيما هو صالح أو ضد المجتمع).

ومن أساليب التنشئة الاجتماعية الخاطئة بوصفها مصادر لسوء التكيف النفسى عند الطفل ما يلى:
١ – الحماية الزائدة:
بعض الأباء يتدخلون فى تفكير الطفل وحديثه ولعبه فيمنعونه من عمل هذا أو لمس ذاك بقصد حمايته ولكنهم بهذه الحماية الزائدة يُفقدونه صفة الإستقلالية والقدرة على الاستطلاع وحسن التصرف والبعض يمنعون أطفالهم أن يُطعموا أنفسهم أو يلبسون بأنفسهم بحجة صغر السن ولكن إذا أطعم الطفل نفسه وألبس نفسه فإنه يكسب مهارات يدوية بسرعة ويكسب عادات الأكل الصحيحة ويشعر بقدرته وثقته فى نفسه.

٢- أُسلوب التفرقة:
إن التفرقة بين الأبناء في المعاملة أو عدم المساواة بينهم بسبب الجنس أو السن أو ترتيب الولد أو لأى سبب أخر تُسىء إلى صحة الطفل النفسية حيث يزرع الحقد فى نفس الطفل المغلوب على أمره ويجعل من الطفل المدلل إنساناً أنانيًا مغرورًا ومتسلطًا.

3- أُسلوب اللين:
إن اللين في تنشئة الطفل إجتماعيًا يؤدى إلى شعوره بالقلق وعدم الثقة بالنفس وإلى شدة الاعتماد على الآخرين مما يضُر بصحته النفسية.

٤ – أُسلوب القسوة:
إن أُسلوب القسوة فى تربية الطفل يؤدى به إلى عدم التوازن والتوتر والقلق.

٥ – أُسلوب التسلط:
يتحكم الكثير من الأباء فى الطفل ويشعرونه بأنه لا حول له ولا قوة بجانب سلطتهم وقوتهم ويرغم الطفل إذ ذاك على إطاعة الوالد دون تفكير وكذلك نرى الكبار يسخرون من الصغار ومن عجزهم كل ذلك يُضعف ثقة الطفل بنفسه ويجعله مُضطربًا مُنطويًا فى كثير من الأحيان.

٦ – أُسلوب الإهمال:
يُبالغ بعض الأباء في مخاصمة أبنائهم ومقاطعتهم وإهمالهم وهذا أُسلوب مؤلم وهو أقسى على الطفل ونفسيته من أُسلوب القسوة نفسه حيث لا يسهل على الطفل بسببه تكوين عاطفة إحترام الذات وهى المركز الذى تنمو حوله شخصيته نموًا متزنًا.

٧ – أُسلوب التذبذب:
يعد هذا الأُسلوب خطيراً لأنه لا يساعد الطفل على معرفة الصواب والخطأ مما يُزعزع ثقته بنفسه ويُقلل من قدرته على التكيف السليم.

وفي الختام أقول أن الأُسلوب المفضل هو الأُسلوب المعتدل المناسب لسن الطفل والموقف الذى يعيش فيه لأنه يبنى ضمير الطفل ويقوى إرادته فى مواجهة صعوبات التكيف ويساعده على تنمية علاقات إيجابية سوية بينه وبين المحيطين به علاقة قوامها الثقة في نفسه وفيمن حوله.

التعريف بالكاتب:
المتولي إبراهيم إبراهيم
ماجستير في الدراسات النفسية والاجتماعية في مجال الأسرة والطفولة

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى