التعاطي الإعلامي لتداعيات جائحة كورونا على حقوق الطفل
المجلس العربي للطفولة والتنمية واتحاد "يونا" ينظمان ورشة عمل حول التعاطي الإعلامي لتداعيات جائحة كورونا على حقوق الطفل بمشاركة 250 إعلاميًا من40 دولة
المجلس العربي للطفولة والتنمية واتحاد “يونا” ينظمان
ورشة عمل حول التعاطي الإعلامي لتداعيات جائحة كورونا على حقوق الطفل
بمشاركة 250 إعلاميًا من40 دولة
نظم المجلس العربي للطفولة والتنمية بالتعاون مع اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا)، مساء أمس الأربعاء 15 يوليو 2020، ورشة عمل حول “التعاطي الإعلامي لتداعيات أزمة جائحة كورونا على حقوق الطفل”، التي قدمت باللغة العربية مصحوبة بترجمة إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، لفائدة 250 إعلامياً من منسوبي وكالات الأنباء والإذاعات والقنوات التليفزيونية والصحف والمنصات الاليكترونية من 40 دولة، وذلك بالشراكة مع إدارة الإعلام بالمنظمة واتحاد الإذاعات الإسلامية.
د.حسن البيلاوي: جائحة كورونا شكلت خطرا وتحديا فرضا واجب المشاركة والمبادرة لحماية الأطفال
افتتح أعمال الورشة الدكتور حسن البيلاوي الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية ناقلا للحضور تحيات رئيس المجلس صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، ومشيداً بالتعاون مع اتحاد يونا، ولافتاً إلى أن الورشة تأتي تواصلًا للجهود التي يقوم بها المجلس، لما شكلته جائحة كورونا من خطر وتحد فرضا واجب المشاركة والمبادرة لحماية الأطفال والأسر والمعوزين، من بينها إطلاق حملة توعية على مواقع التواصل الاجتماعي والتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين لدعم الأطفال اللاجئين، وكذلك مع منظمة اليونيسف، والمنظمة الكشفية العربية، مع استمرار العمل- بدعم برنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” – نحو تطبيق نموذج المجلس لتنشئة الطفل العربي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، ودعم وتمكين الطفل العربي لدخول عصر الثورة الصناعية الرابعة.
ودعا الأمين العام للمجلس إلى التعامل مع تأثيرات كورونا، بالتكاتف والتعاون بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص، للنظر إلى مستقبل نعدل فيه سلوكياتنا وطرائق حياتنا لتنمية سبل الرعاية والحماية للأطفال، والعمل على إرساء سياسات حماية اجتماعية، وتحويل هذه السياسات إلى تشريعات وقوانين وثقافة لحياة كريمة للطفل والمرأة والمهمشين.
محمد اليامي: اتحاد UNA سارع بتقديم الدعم والمساندة الإعلامية لمواجهة تداعيات جائحة كورونا
وأشاد الأستاذ محمد اليامي مساعد المدير العام المكلف في كلمة الاتحاد بالتعاون مع المجلس العربي للطفولة والتنمية، لخدمة قطاع عريض من قطاعات المجتمع، الذي انطلق بهذه الورشة، مضيفا بان الاتحاد (يونا) سارع بالاستجابة الباكرة لتداعيات جائحة كورونا، بالتعاطي الإعلامي الواعي بالتعاون مع وكالات الأنباء الأعضاء، ضمن منظومة العمل الشاملة لمنظمة التعاون الإسلامي التي استنفرت كل مواردها وإمكاناتها، وطاقات أجهزتها ومؤسساتها لتقديم الدعم والمساندة لدول المنظمة، حيث أطلق اتحاد يونا ملتقاه الأول في 16/05/2020م تحت عنوان” دور وكالات الأنباء في مساندة جهود مكافحة كورونا” برعاية معالي الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي، وزير الإعلام المكلف رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد.
وأوضح مساعد المدير العام المكلف أن المشروع التدريبي لتنمية مهارات الإعلاميين، كان أحد مخرجات الملتقى، الذي يستهدف في مرحلته الأولى تدريب 2200 إعلامي، ونفذ منه ورشتي عمل باللغتين العربية والفرنسية حول طرق تدقيق الأخبار في الأزمات وانتشار الشائعات، استفاد منهما 300 إعلامي، ويوم الثلاثاء 14 يوليو الحالي تم إطلاق المنتدى الإعلامي للاتحاد وكان ضيفه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي معالي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، بحضور 140 إعلامياً ودبلوماسياً. وفي ختام الكلمة وجه الأستاذ محمد اليامي الشكر إلى حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين على الدعم اللامحدود للاتحاد الذي تستضيف المملكة مقره، وتوفر له كل الدعم لخدمة الإعلام بدول منظمة التعاون الإسلامي.
د.أحمد زايد: لابد من استحداث خطة للتعافي لمرحلة ما بعد جائحة كورونا لحماية ورعاية الأطفال
وبدأت فعاليات الورشة التي أدارها الأستاذ حازم عبده رئيس الشؤون الخارجية باتحاد يونا، حيث قدم الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة المصرية محاضرته متطرقا إلى التأثيرات الصحية لجائحة كورونا على الأطفال وما أدى إليه التعطل الذي تتعرض له الأسر والصداقات والبرامج اليومية والمجتمع، من تبعات سلبية على صحة الأطفال ونمائهم وحمايتهم، ووفقاً لتقديرات موثقة، فإنّ تعليق حملات التطعيم ضد الحصبة في 23 دولة على الأقلّ أثّر حتّى اليوم على أكثر من 78 مليون طفل ممن يبلغون 9 سنوات وما دون. أما عن التأثيرات النفسية فقد خلفت الجائحة حالة من القلق بسبب الإصابة بالفيروس أو فقدان العمل.. يمكن أن تنتقل إلى الأطفال، مع تعطل الروتين اليومي للأطفال وتعرضهم لضغط نفسي بسبب الوفيات بين أحبائهم أو مرضهم أو انفصالهم عنهم، أو الخشية من المرض، وازدياد مستويات التوتر بسبب العزل، وما تثيره إجراءات الحجر الصحي من خوف وهلع.
ولفت الدكتور زايد إلى ازدياد الإساءات والعنف المنزلي ضد الأطفال، وازدياد خطر الاستغلال الجنسي لهم، والزواج المبكر القسري، محذراً مما يمكن أن يؤدي إليه الحبس المطول في المنزل من زيادة في احتمالية تعرض الأطفال للعنف الجسدي والنفسي. كما تحدث عن التأثيرات التربوية وعلى رأسها فقدان التمدرس المنظم بعد أن تم تعطيل الحقّ في التعليم لأكثر من 1.6 مليار طفل حول العالم، حيث فرضت 190 دولة إقفال المدارس، وكذلك فجوة التحصيل الدراسي بين التحصيل المنزلي وبين المدرسي، وفقدان العلاقة بالمعلم. كما تناول تداعيات الأزمة على حقوق الطفل حيث قد يؤدي الانشغال بالمخاوف إلى تحول المسؤولية العامة عن الطفولة إلى اهتمامات أخري، بعدما أدت ظروف الوباء إلى مضاعفة هشاشة بعض الفئات، ومنها ذوو الإعاقة، والفقراء، والأطفال في وضعية الشارع، واللاجئون، ومن يعانون من ظروف صحية من قبل.
وشدد الدكتور أحمد زايد على أهمية تقديم أنشطة مدرسية تعلم الأطفال مواجهة المشاكلات، وتصميم أفلام وألعاب إليكترونية لتعليم الأطفال كيفية مواجهة الخطر والإدارة الإيجابية للذات، وتوفر حلول بديلة ومبتكرة لتمتع الأطفال بحقوقهم في الراحة والترفيه والتسلية وممارسة الأنشطة الثقافية والفنية، وهو أمر أساس لصحتهم وتنمية إبداعهم وخيالهم وثقتهم بأنفسهم، وتطوير مهاراتهم البدنية، والاجتماعية، والمعرفية، والعاطفية، وتحديد استراتيجيات مرنة للتواصل عن بعد مع المجتمعات لتعزيز آليات الصمود الآمنة، والعمل مع القادة المجتمعيين والدينيين والإعلاميين لتكييف الممارسات التقليدية مع الأوضاع المستقبلية الجديدة بعد الجائحة. كما دعا إلى استحداث خطة للتعافي لمرحلة ما بعد الوباء، والعمل بروح التعاون مع الأطفال والمراهقين لسد الفجوات بين الأجيال، وتعزيز التضامن بينها، ونشر رسائل مجتمعية ملائمة للأطفال حول الأخطار ونقاط الضعف التي يواجهونها، واستحداث الجلسات ومجموعات الدعم على الإنترنت. وطرح في ختام محاضرته ثلاثة سيناريوهات لواقع الطفل بعد أزمة كورونا تتضمن مزيدا من الاهتمام بالأطفال وبالمواثيق الدولية، ومزيدا من الاهتمام بالأطفال في ظروف خاصة (الحروب – الإيواء- التشرد – الاحتجاز – العنف والاستغلال القسري – الهاجرين – العاملين في مهن خطرة …الخ)، ومزيدا من الاهتمام بالأسرة، والمواثيق المحلية والدولية المتصلة بدعم الأسرة في زمن الخطر وظروف الاستثناء.
وتم فتح المداخلات حيث تحدث كل من الدكتور عمرو حمدي المدير الإقليمي للمنظمة الكشفية العربية، والدكتور نبيل صموئيل خبير التنمية الاجتماعية عضو مجلس أمناء المجلس العربي للطفولة والتنمية، والأستاذة ريتا كرم أمين عام المجلس الأعلى للطفولة بلبنان، وأستاذ التربية المغربي الدكتور أحمد أوزي، والأستاذ عبداللطيف الضويحي مدير الإعلام ببرنامج الخليج للتنمية “أجفند، والأستاذ فتحي أبوالحمد نائب رئيس تحرير صحيفة الجمهورية المصرية، والأستاذ حمدان الرحبي مدير تحرير وكالة الأنباء اليمنية، حيث ركزت مجمل المداخلات على أهمية دور الإعلام في التوعية وتشكيل الوعي في ظل هذه الظروف الاستثنائية لمواجهة تداعيات جائحة كورونا، خاصة مع الأطفال، وطالبوا بضرورة التكاتف والتعاون بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص للعمل ما بعد كورونا، بحيث يمكن أن تتحول تلك الأزمة إلى فرصة حقيقية لمواجهة السلبيات والتداعيات التي خلفتها الجائحة.
واختتم الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية أعمال الورشة بتعقيب أشار خلاله بإنه إذا كان هناك فضل لهذه الجائحة التي أطاحت بكثير جداً من استقرار الإنسان، فقد أماطت اللثام عن أوضاع كان مسكوتا عنها، مناديا بحماية الأطفال من أثر النزاع المسلح، والحماية والحد من الإرهاب، والحد من البيئة المولدة للإرهاب التي يتفشى فيها الفكر الظلامي، مشددا بإننا نريد عملية تنويرية كبيرة في مجتمعنا العربي والإسلامي، لننفض هذا الركام من العنف، ولنؤسس “ما بعد كورونا” مجتمعات سليمة بمشيئة الله ونامية قوية.
القاهرة في: 16/7/2020