الذكرى 60 للمؤتمر الاول لدول حركة عدم الانحياز
الامين العام المساعد بجامعة الدول العربية
الاجتماع الرفيع المستوى بمناسبة الذكرى 60 للمؤتمر الاول لدول حركة عدم الانحياز
بلغراد 12 اكتوبر 2021
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا سيدي الرئيس
اصحاب المعالي والسعادة
حضرات السيدات والسادة
أتشرف، استهلالا، بنقل تحيات وتقدير معالي السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية لمحفلكم الموقر بمناسبة الذكرى 60 للمؤتمر الأول لدول حركة عدم الانحياز، متوجها بأسمى عبارات الشكر للرئاسة الأذربيجانية على جهودها المتواصلة للنهوض بهذه الحركة العتيدة، ولجمهورية صربيا على استضافتها الكريمة لهذا الحدث التاريخي.
ذلكم الحدث الذي نستحضر فيه المبادرة الملهمة لجيل القادة الرواد، في خضم تفاعلات مناخ الحرب الباردة، لإطلاق حركة جسدت عمق الإيمان بالتحرر الوطني، والالتزام بمبادئ تسوية الخلافات بالطرق السلمية واحترام سيادة الدول والامتناع عن الاعتداء على سلامتها الترابية، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية في انسجام مع أحكام ميثاق الأمم المتحدة.
إن هذه التوجهات، بحمولاتها الإيديولوجية والسياسية والقانونية والاخلاقية، شكلت لحظة مبعث آمالا عريضة للبلدان النامية في اتجاه تعبئة القدرات الذاتية والموارد الوطنية، وكسب رهانات البناء المؤسساتي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، بجانب السعي الراسخ لدمقرطة العلاقات الدولية وإرساء دعائم نظام دوليا أكثر انصافا وعدلا وتضامنا
وبقدر ما شكلت “روح بلغراد” استمرارية لخلاصات ومبادئ مؤتمر باندونغ ، فإنها أعطت قوة دفع حقيقية لحركة عدم الانحياز طوال عقود من التحولات البنيوية العميقة، مبرهنة بصفة خاصة على دورها التشاركي الفعال في خدمة السلم والأمن والاستقرار في العالم ، وإضفاء بعد استراتيجي على التعاون جنوب- جنوب بمختلف أبعاده وتجلياته ، ومكافحة الإرهاب والتطرف ، والحد من التسلح وحظر الانتشار النووي، فضلا عن مساندة القضايا المشروعة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
سيدي الرئيس
إن الجامعة العربية التي تضم 22 دولة من أعضاء حركة عدم الانحياز تؤكد، بصفتها عضوا مراقبا، إرادتها القوية المتجددة لإثراء المساعي الهادفة لإقامة نظام متعدد الأطراف يعزز التعاطي الناجع مع القضايا الشاملة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في نطاق الخطة الأممية 2030.
وفي هذا السياق، عكست جائحة “كورونا “بمخلفاتها الكارثية مصداقية وجدوى طروحات الحركة بشأن مدى الحاجة الملحة لإرساء آليات محكمة للتنسيق والتشاور بين الدول الأعضاء لمواجهة مثل هذه الأزمات الاستثنائية، بالتوازي مع ضرورة بلورة فعل تضامني دولي داعم للبلدان الأقل نموا، مذكرا هنا بنداء الأمين العام للجامعة العربية لضمان توزيع عادل للقاحات بين البلدان الغنية وذات الدخل المحدود
إن احتفال حركة عدم الانحياز
بهذه اللحظة المشرقة، في رحاب هذه المدينة الخلابة، بعدما أضحت تضم حوالي ثلثي دول العالم علامة واضحة على إرادتها الواثقة لتكريس حيويتها ومكانتها الدولية الوازنة انطلاقا من طموحاتها في رفع التحديات التنموية والسياسية والأمنية والاقتصادية، حركة موجهة نحو مزيد من الفعالية وفق مقاربات خلاقة ومناهج عمل قادرة على التكيف مع الاوضاع والحقائق الجيو-سياسية المعقدة والإسهام الملموس في صنع مستقبل جماعي أفضل للأجيال الصاعدة والبشرية جمعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله
#مجلة_ نهر -الامل