القمة الروسية الافريقية الاولى “قراءة فى مسارات التعاون”
اصبحت العلاقات الروسية الافريقية مسأله مهمة فقد أظهرت روسيا فى السنوات الأخيرة اهتماماً متزايداً بافريقيا تعددت مظاهره ما بين السياسي و الاقتصادي والثقافي و ذلك عبر مساندة المواقف الافريقية و توجيه مؤسسات استثماريةروسيه للعمل في أفريقيا إذ تغيرت النظرة الروسية إلى القارة الافريقية و دولها من مجرد مخزن للموارد و الثروات و سوقاً للمنتجات و الخدمات لتصبح نظره قائمة على الشراكة المتبادلة و التعاون المشترك ومن هذا المنطلق ومع تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي خلال هذا العام الذي شهد عديدمن الفاعليات الدوليه الخاصة بالقارة الافريقية و فى إطار سعى الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى توسيع مجالات تعاون القارة عالمياً كذلك فى إطار الاهتمام الروسي المتزايد خلال العقدين الماضيين بدول القارة الافريقية و استعادة دورها المفقود بل و حرصها على توسيع هذا الدور جاءت المبادرة المشتركة المصرية الروسية لعقد القمة الروسية الافريقية الأولى من نوعها اخذاً فى الحسبان ان الغياب الروسي عن القارة الافريقية و قضاياها لم يكن غياباً تاماً إذ ظلت ثمة مجالات للتعاون المشترك بينهما و لكنها محدودة سواء فى نطاقها الجغرافي (مع دول معينه) أو نطاقها التعاوني (فى مجالات محددة) لتأتي اليوم العودة بصورة أكبر اتساعاً جغرافياً لتشمل دول القارة قاطبةً
و من هذا المنطلق و فى إطار الاهتمام الذي يوليه مركز الحوار للدراسات السياسية و الاعلامية من خلال الدراسات الروسية نظم المركز ندوة بعنوان القمةالروسية الافريقية الاولى :قرأة فى مسارات التعاون
و فى ضوء التعاون و التبادل الثقافي و التعليمي للتقارب الروسي الأفريقي شاركت الدكتورة اميرة عبد الحكيم رئيسة وحدة دراسات المراة و الطفل و الباحثة المتخصصة فى الشئون الآسيوية شاركت بورقة عن الثقافه و التعليم أداتان للتقارب الروسي الأفريقي أوضحت فيها مجالات التعاون الثقافي والروسي الأفريقي حيث يوجد فى أفريقيا حالياً سبعة مراكز روسية للعلوم و الثقافة فى مصر و زامبيا و المغرب و الكونغو و تنزانيا و أثيوبيا بدء بمدارس اللغات و تعليم اللغة الروسية و مدارس البالية مروراً بدورات الفنون و الجرافيكي و صولاً الى السنيما
و العلوم و التكنولوجيا
كما اشارت الى الفنون مثل مهرجان الفولكلور الروسي فى تونس ،و معرض المستنسخات الأثرية المصرية من وحدة انتاج النماذج الأثرية بوزارة الآثار فى مصر ،و تنشيط زيارات الفرق الفنية الروسية الى مصر بشكل دائم و كذلك الفنانين و السينيمائيين و إقامة التماثيل لرجال الثقافة و العلوم و الفنون الروس و ارسال المواهب من الشباب الفائزين فى المسابقات التى تنظمها المراكز الروسية ،معرض الفن الجزائري المعاصر
و أيضاً التعاون فى مجال الأدب حيث توجد عدة نماذج لتأثير مصر الإسلامية على الأدب الروسي و على كتاب الروس و خاصة اهتمام كبار المبدعين الروس مثل “بوشكن” الذي اهتم بالتاريخ المصري القديم ،هذا الى جانب التعاون و توثيق و بناء الروابط بين روسيا و أفريقيا عامة و روسيا و مصر بشكل خاص ، خاصة فى مجال الأدب الذي يتضح مصادر و وسائل أخرى ساعدت فى ذلك منها البالية الروسي الذي قدم كثيراً من الحكايات و الليالي المصرية فى عروضه الفنية كما يتضح أيضاً فى زيادة ترجمة الأدب الروسي الى العربية و ترجمة كتب الكتاب الروس الكبار
و اشارت عبدالحكيم الى البرامج و الاتفاقيات بين وزارة الثقافة فى الاتحاد الروسي و وزارة الثقافة فى المملكة المغربية
و فى مجال برنامج التعاون بين حكومة الاتحاد الروسي و جمهورية جنوب أفريقيا فى مجال المشاريع الثقافية المشتركة فى ٢٠١٣-٢٠١٦ و اتفاقية الشراكة الشاملة و التعاون الاستراتيجي بين روسيا و مصر عام ٢٠١٨ و إعلان ٢٠٢٠عاماً ثقافياً بين البلدين -جمعية خريجي زامبيا و روسيا الثقافية -و اتفاقية التعاون الثقافية بين وزيرة الثقافة الجزائرية و الروسية -برنامج التعاون الثقافي التونسي الروسي للسنوات ٢٠١١-٢٠١٣
كما أوضحت صور التعاون التعليمي الروسي الأفريقي مثل مركز التعليم الروسي لطلاب اسيا و أفريقيا العرب و معهد الدراسات الافريقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية و قالت عبد الحكيم فى كلمتها ان هناك بعض إجراءات تعزيز التعاون فى مجال التعليم مع أفريقيا الوسطى و المغرب و مصر حيث أنشئ فى مصر الجامعه المصرية -الروسية و هى أول جامعة روسية فى منطقة الشرق الأوسط هذا الى جانب الجمعية المصرية لخريجي الجامعات الروسية و السوفيتية و هى احد عوامل توطيد للتعاون بين مصر و روسيا أيضاً تعزيز التعاون فى مجال التعليم مع تونس
و ركزت فى كلمتها على ان روسيا تشكل بديلاً استراتيجياً للسيطرة الأمريكية المنفردة على العالم ،وبديلاً لدبلوماسية الصين الاقتصادية ،و للنفوذ الباقي للدول الاستعمارية السابقة فى أفريقيا
أما من الناحية الدبلوماسية ،تعتبر أفريقيا ذات أهمية استراتيجية لروسيا من حيث الدعم الجيوسياسة الذى تقدمه ،فالدول الافريقية تشكل اكبر كتلة تصويت حغرافية داخل العديد من المؤسسات الدبلوماسية و الأمنية و الاقتصادية العالمية و بشكل خاص مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة و بالتالي فان الدعم الأفريقي جاذباً لروسيا فى طريقها لتأكيد أهميتها و هيمنتها على العالم
و فى نهاية كلمتها أدلت بتوصياتها منها
– ضرورة تعزيز تواجد المراكز الثقافية الروسية فى الدول الافريقية
-اتخاذ الإجراءات الدولية لتسهيل و تطوير التواصل و التبادل الثقافي بين الدول الافريقية و روسيا
-جمع و حماية التراث الثقافي المشترك من قبيل المخطوطات و التراث العلمي و المعماري والفنون و الآثار التاريخية
-تنظيم ندوات و مؤتمرات و مهرجانات تكون ملتقى لرجال الثقافة و العلم و رجال الجامعات مع نشر الاعمال التى تسفر عنها هذه اللقاءات
.-إصدار كتيب يوضح عادات و تقاليد دولة روسيا ونشره حتى يتثنى لاى مواطن أفريقي معرفة تلك العادات و التقاليد و بالتالي احترامها و الالتزام بها ،و كذلك الأمر بالعكس فعلى كل دولة أفريقية إصدار مثل هذا الكتيب مما يساعد على التقارب و التفاهم على ان تصدر هذه الكتيبات بلغات كل طرف او اللغات التى يفهمها كل طرف