الوعى الادراكى والتطويرى
الوعى الادراكى والتطويرى
تغطية إخبارية: وفاء ألاجة
شهدت مجلة “نهر الأمل” دورة “الوعى الادراكى والتطويرى” التى عقدتها أكاديمية “ثرى إم الدولية للتدريب والتطوير والاستشارات” برئاسة الدكتور جاسم محمد المطيري ضمن مبادرة قافلة الخير العربية وقدمت الدورة الدكتورة منار الشيخ قاسم المدرب المعتمد والمنسق للأكاديمية وأشارت أن الهدف من الدورة التعرف على الوعى بمفهومه العميق وتتضمن محاور الدورة تعريف الوعى والوعى الذاتى ،والتغيير السلبى والايجابى، ومصادر بناء الوعى الذاتى ، والعلاقة بين الوعى وتقدير الذات ، وعلم النفس التطويرى .
وإستعرضت مفهوم الوعى الذاتى بأنه إكتشاف الذات ووضع تقييم دقيق لها وإلقاء الضوء على الأفكار وتحديد نقاط القوة والضعف والاستفادة الكاملة من القدرات وتحديد نقاط الضعف لمحاولة معالجتها والتكيف معها .
والروح هى ذلك الشىء المحرك لأجسادنا والطاقة التى تعمل فيها الجسد ، والنفس هى ذلك الناط الذى يسيطر على حركاتنا وتحتوى أمور واعية ولاواعية هى نفس الشخص وسلوكه وعلاقته بالعالم ، والعقل الباطن يمارس نشاطه فى كل المواقف اللاإرادية فى اللاوعى أثناء النوم فالحركات اللاإرادية تتم من خلال العقل الباطن ، وبعد الاستيقاظ العقل والنفس هما من يديران أمورنا ، والعقل مجموعة من القوى الادراكية التى تتضمن الوعى والمعرفة والتفكير والذاكرة والقدرة على التخيل وهو مسؤل عن معالجة المشاعر مؤدياً للأفعال.
والفلسفة هى محبة الحكمة ، والحكمة تعنى معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم وهى العلم والعمل معاً وهى العدل فالشخص الحكيم يتصف بالعدل ويتسق فى أفعاله وأقواله ، والمنطق هو العلم بقوانين التفكير ودراسة مناهج الفكر وطرق الاستدلال السليمة وكما قال أرسطو فإن المنطق هو دراسة كيفية تقديم الأدلة والحجج وإيجاد الحجج القوية للعلاقة مع الشىء .
والوعى هو مايكون لدى الانسان من أفكار ووجهات نظر ومفاهيم عن الحياه والطبيعة من حوله فالوعى يربطنا بالعالم الخارجى ، والوعى الذاتى يعبر عن حالة عقلية يكون فيها العقل بحالة إدراك وعلى تواصل مباشر مع محيطه الخارجى عن طريق منافذ الوعى التى تتمثل عادة بحواس الانسان الخمس .
وتتمثل أنواع الوعى فى الوعى الدينى متمثلا فى القيم الدينية والعقائد ومعرفة الحلال والحرام وأساسيات الدين وضوابط الشريعة والفقه ، والوعى الاجتماعى ويشمل معرفة العلاقات الاجتماعية والاتصال والتواصل الاجتماعى والوعى الفنى والسياسى ، والوعى التربوى ويتضمن التربية والتنشئة الاجتماعية للفرد فالشخص يولد ولديه جزء من الوعى يعرف بالفطرة ويتطور بالتنشئة الاجتماعية فى الأسرة والمدرسة والعمل والوعى الفكرى والصحى وعى مكتسب من الخبرات والمعارف ويختلف الوعى النفسى لدى الفرد بإختلاف الحالة النفسية فى جميع مراحل حياتنا فالفرد الذى عاش فى منزل وأسرة يختلف عن الفرد الذى عاش فى دار أيتام أو فى حالة الحروب والصراعات المسلحة فالفرد يتأثر بالمحيط الذى يعيش فيه ،والوعى الفكرى ناشىء من تجاربنا وتجارب الآخرين ومن القراءات والمعارف التى إكتسبناها ، والوعى الصحى يعن المعرفة بالارشادات الصحية من الوالدين والمدرسة .
ويتمثل أهداف الوعى فى حماية الفرد من الانزلاق فى المؤثرات السلبية التى تضر به وتحصينه أخلاقياً وسلوكياً وذلك من خلال الارتقاء بمستوى الفكر الواعى الذى يفرق بينن الخطأ والصواب ، ويمكن تعريف المفهوم العميق للوعى الذاتى بأنه قدرة الفرد على تكوين معايير من المعتقد الذى يعتنقه الفرد ومن جملة المبادىء الأخلاقية التى يؤمن بها ومن مجموع قيم المجتمع الذى ينتمى إليه وذلك لتحكيم الاتجاهات التى ينتهجها والسلوكيات التى يقوم بها .
وعندما يرغب الفرد فى تحكيم فكر معين أو تقييم سلوك معين فإنه يقوم أولا بإدراك وتمييز هذا الفكر بكل أبعاده أو ذلك السللوك بكل إيجابياته وسلبياته ثم تأتى مرحلة التقييم والاختيار وتقييم الفكر والسلوك ثم إتخاذ القرار فى تبنى هذا الفكر لموافقته لتوجهات الفرد أو رفضه لانه لايتماشى معها.
وعندما نتكلم عن الوعى نرتفع درجة عن النفس فهو يعمل على تنظيم النفس بكل درجاتها المطمئنةوالسوية والنفس السيئة والخبيثة ، والوعى مرتبط بالعلم والثقافة والاتزان فإذ سمع الفرد معلومة ووجده يخالف مالديه يذهب للمعلومة ويخلق مع الوعى بالفطرة ويتم تطويره بالتنشئة الاجتماعية ومن التجارب والخبرات.
ومفهوم التغيير السلبى هو ذلك التغيير الذى يعنى ذوبان الشخصية لتتغير فكرياً ويلفظ الشخص كافة المبادىء التى كان ينادى بها ويتخلى عن الأفكار والمبادىء التى كات يدافع عنها وتبنى بذلك شخصية جديدة لايربط بينها وبين الشخصية المتهدمة التى ذابت كما يذوب الجليد وذلك مثل شخص صاحب أخلاقيات يتغير تماماً ويصبح شخص منحرف أخلاقياً.
والتغير الإيجابى تغيير جيد لايمس بالثوابت لدى الفرد ويكون لديه مايفسره ويبرره ويكون ناجم عن قناعة تامة بعد مروره بخبرات إنسانية مثل فتاه لم تكن ملتزمة فى تصرفاتها ومرت بصعوبات وتعليقات فقررت مراجعة أخطاءها لتعود شخصيةملتزمة فى تصرفاتها وملابسها فقد زاد الوعى الدينى والمجتمعى لديها أو مثل شاب كان يتعاطى المخدرات ثم عاد وقرر عدم الوصول للإدمان وأصبح أكثر إلتزاما ، فالتغيير الايجابى يتطلب إختيار الطريق الصحيح ووضع خطة يلتزم بها ويكون لديه طاقة عالية وإيمان وقوة إرادة وتحدى وإصرار وقدرة على تجاوز الصعاب .ويعد الخيال ورشة العمل التى يشتغل ضمنها العقل الانسانى لتطوير الذات وتحقيق الثراء فالخيال وسيلة لتحفيز الذات والوصول للتطوير ومواصلة الحياه.
ومصادر بناء الوعى الذاتى متعددة فهناك مصادر إعلامية مثل وسائل الاتصال المسموعة والمرئية والمقروءة والمصادر الدينية متمثلة فى العقيدة والشريعة التى يؤمن بها الفرد والمصادر الاجتماعية من الأسرة والأصدقاء والمدرسة والحى والمؤسسات الاجتماعية والحكومية والمجتمع ونظمه وقوانينه ، والمصادر الفردية هى الفرد نفسه بما حباه الله من فطرة سليمة وعقل قادر على الوعى والتفكير والتقرير مصادر هامة للوعى عندما يفعل افرد إمكاناته وطاقاته وخبراته السابقة وخرائطه الذهنية ومستويات التفكير والادراك والقدرة على التحليل والاستنباط وإتخاذ القرار لقبول الشىء أو رفضه والتراجع عنه.
والعلاقة بين الوعى الذاتى وتقدير الذات فمن لديه تقدير لذاته يكون لديه وعى ذاتى جيد وتعبر أفكار الشخص عن ذاته وهى التى تشكل صورة ذاته وصورة الذات تحدد مستوى الوعى والتقدير للذات فالفتاه التى تترك المحاضرات وتتوجه لكافيتريا يقلل ذلك من ذاتها وتقديرها لذاتها وتنقاد لأصدقاء السوء وتقلل من تقديرها لذاتها فإحترامها لذاتها يجعل الآخرين يحترمونها ، والمرء إذا فهم ذاته ووعيه لإمكاناته وقدراته وإستطاع أن يفرق مابين مايستطيع إنجازه ومايريده فهو يقيم ذاته إما بطريقة إيجابية أو بطريقة سلبية ومدى إيمانه بها وتأهيلها وإستحقاقها للحياه الكريمة ويطق عليها مصطلح تقدير الذات ، وصفات الأشخاص الذين لديهم وعى وتقدير إيجابى لذاتهم أكثر دقة وأكثر تفاؤل وسعداء ويعيشون حياه أكثر صحة وأكثر إنتاجية ولديهم القدرة على مواجهة المشكلات عن غيرهم .
ويستطيع الفرد الابداع عندما تزول القناعات السلبية وإزالة المعتقدات الخاطئة التى تسيطر على حياته وقصة الفيل والقيد مثال لذلك فالفيل ظل معتقداً أن هناك قيد لايجعله قادر على الحركة فظل فى مكانه لايتحرك حتى زال القيد عنه ، والدب الذى سقط فى الفخ حاول يفك قيده مرات عديدة حتى فك قيده ولكن قدماه تآكلت وسار متحرراً من قيده ولكنه مات بعد ساعة ولكنه مات حراً فالحرية وليس التحرر مثل حرية الفكر تنزع القيود التى بداخلنا والقيود هى تلك العقبات السلبية التى تعرقل حياتنا.
وهناك معايير ومحكات تبين جودة الوعى الذاتى نلجأ إليها عندما تختلط الأمور ونفقد التمييز بين الذهب الخالص والمعدن المطلى وتلك المعايير إما تربوية مثل العادات والتقاليد أو إجتماعية أو نفسية أو إقتصادية ومنها ماهو بيئى أو صحى أو عقلى وموضوعى فالشمانزى لديه وعى يفوق أحيانا الإنسان عندما يفكر ويخطط للوصول للموز فالانسان البدائى تطور الوعى لديه حتى وصل للعيش فى مدن كبيرة ووعى الانسان يحتم عليه سلوكه فالوعى يحدد السلوك والانفعالات.
#مجلة_نهر_الأمل