رزق: أشكر السيسى على رعايته الحركة التعاونية فى مصر
جاء ذلك خلال كلمته فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الثالث للإسكان التعاوني “نحو تعاونيات مستدامة”، بعنوان “دور الإسكان التعاوني في مخطط التنمية المستدامة 2030″، الذى تنظمه الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان، خلال الفترة من 1 إلى 4 ديسمبر بأحد فنادق القاهرة، تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ووزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية.
وقال: لقد تطور الفكر التعاونى في العالم أجمع، وأصبح في العديد من الدول منهاج لحياة الشعوب، وأسلوب ناجح ومحفز لمشاركة المجتمع بأسره في عمليات التطوير والتنمية، كما أن العالم أدرك في نهاية القرن الماضى، وبداية القرن الحالى، أهمية التعاونيات كنموذج فريد وناجح للاقتصاد الاجتماعى، حيث إن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030 طالبت جميع دول العالم بتعظيم دور المشاركة المجتمعية، وتأكيد أهمية دور التعاونيات في تحقيق مخططات التنمية الاقتصادية والاجتماعية للشعوب، وتعميق مشاركة المرأة والشباب في الأنشطة التعاونية المختلفة.
وأضاف أنه تم التخطيط لعقد هذا المؤتمر فى دورته الأولى والثانية في عامي 2014، 2016، لا ليكون حدثًا عارضًا، ولكن ليصبح ملتقى دوليًا يعقد على أرض مصر بصفة دورية، ليؤكد على دورها على المستويين الإقليمي والعالمي، واهتمامها وتفاعلها مع قضايا المجتمع الدولى، ولا تقتصر المشاركة فيه على عناصر منظومة الإسكان التعاونى فحسب، بل تشمل كل عناصر الحركة التعاونية بمختلف أطيافها، موضحا أن التجارب والخبرات على مر العصور أثبتت أنه لا بقاء ولا استمرار إلا للكيانات الكبيرة والقوية التى تجمع عناصرها قواسم مشتركة وأهداف واضحة وإرادة مخلصة لتحقيق النجاح.
وأضاف أننا نعقد مؤتمرنا الدولي الثالث للإسكان التعاوني، تحت عنوان “دور الإسكان التعاونى فى مخطط التنمية المستدامة 2030.. نحو تعاونيات مستدامة”، وبمشاركة 42 دولة ومنظمة عالمية، ويهدف إلى دراسة آليات تكامل الإسكان التعاوني مع جميع الأنشطة التعاونية، من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030، وسيناقش المؤتمر على مدار ٤ أيام، ومن خلال ٦ محاور بحثية، “التعاونيات المستدامة النظريات والمفاهيم والأهداف، الحوكمة وإدارة منظومة التعاونيات المستدامة، المجتمعات التعاونية المستدامة والتنمية الاقتصادية، التعاونيات المستدامة والمشاركة المجتمعية، العمارة التفاعلية وتحديات التنمية المستدامة، وتطوير الأطر التشريعية”، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة للتعاونيات، كما يشمل برنامج المؤتمر أيضًا زيارات ميدانية للعاصمة الإدارية الجديدة، ومدينة العلمين الجديدة، كمثال لما يتم تنفيذه في مصر حاليًا من نهضة عمرانية ومشروعات قومية غير مسبوقة.
وقال: “لا يفوتني في هذا المقام أن أتوجه بخالص التحية والتقدير والعرفان إلي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، على كامل رعايته الحركة التعاونية في مصر، وإصدار توجيهاته بتشكيل لجنة من الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان، وهيئة الرقابة الإدارية، لحل مشاكل مشروعات الإسكان التعاوني المتعثرة، الأمر الذي أسهم في دفع هذه المشروعات إلي الأمام بعد تذليل ما صادفها من معوقات، كما أثمن دور الدولة ممثلة في وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية في دعم منظومة الإسكان التعاوني في مصر خلال السنوات الخمس الماضية، حيث تم بالتعاون مع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، تخصيص واستلام أكثر من 2400 فدان كمرحلة أولى فى 22 مدينة جديدة بالصعيد والوجه البحري والقاهرة الكبري لصالح مشروعات جمعيات الإسكان التعاوني، حتى تستطيع أداء دورها وتوفير الوحدات السكنية المناسبة لأعضائها.
وأضاف أنه تم الانتهاء من مقترح متكامل لتعديل قانون التعاون الإسكانى رقم 14 لسنة 1981 حتى يخرج في أفضل صورة تحقق طموحات عناصر منظومة الإسكان نحو عصر جديد من العمل التعاوني، مؤكدًا أن وجود هذه الكوكبة من القيادات البارزة بالحلف التعاوني الدولي، بشكل غير مسبوق في فعاليات هذا المؤتمر الهام، لهو أكبر دليل على ما حققته تعاونيات الإسكان المصرية من نجاحات كبيرة وتواصل مستمر على المستويين الدولي والإقليمي.
وأكد أن الحركة التعاونية في مصر والعالم تنتظر منا الكثير، وترجو أن يخرج مؤتمرنا هذا بتوصيات ورؤى وأفكار تسهم في رسم سياسات واضحة للتعاونيات المستدامة، يتكامل فيها العمل التعاونى بمختلف أطيافه، ليقدم نموذجًا حديثًا ناجحًا يتناسب مع آمال وطموحات الشعوب في حياة حرة كريمة.
واختتم كلمته بالترحيب مرة أخرى بضيوف مصر الكرام، مستشهدا بقول الفيلسوف الفرنسي “رينان”: “إن لكل إنسان في هذا الكوكب وطنين: وطنه الذى ينتمى إليه، ومصر”.