تجمع خبراء السياسة والإعلام والأمن
بمناسبة نصر أكتوبر ندوة “الإرهـــاب والحـــروب الفضـــائية” تجمع خبراء السياسة والإعلام والأمن
إبراهيم عوف
نظمت مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك ندوة بعنوان “الإرهـــاب والحـــروب الفضـــائية”
دور المنصات الإعلامية الكاذبة في دعم التطرف والإرهاب وإظهار المتطرفين في صور البطولة. والمحاور الإستراتيجية في مقاومة التطرف الفكرى والإرهاب منها الخطاب الإعلامى كأحد وأبرز تلك المحاور. وذلك برعاية د. خالد جلال رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي، وإدارة
ياسر مصطفي عثمان مدير المكتبة.
قالت الدكتورة حنان يوسف استاذة الاعلام بجامعة عين شمس وعميدة كلية الاعلام بالاكاديمية البحرية، والرئيس التنفيذي للمنظمة العربية للحوار: ” انه في الوقت الذي أصبح فيه الإرهاب بمختلف أشكاله ظاهرة عالمية تخطت أخطارها كل الحدود، وأدركت كل دول العالم وشعوبه، فوجب تنسيق الجهود لمحاصرته والتصدي له، و كان الإعلام حاضرا علي الدوام بوصفه محددا مهما لتفاقم ظاهرة الإرهاب، وفي ذات الوقت وسيلة مهمة للقضاء عليها” .
و أضافت د. يوسف وانه من منطلق ما تعانيه مصر من خطر الإرهاب الغاشم، كان هذا اللقاء وغيره، و اجتمع نخبة من الخبراء فى المجال الإعلامي لمناقشة أداء الإعلام المصري (العام والخاص) خاصة بعد حالة الجدل التي أثارها فشله النسبي في تناول ومعالجة العمليات الإرهابية الأخيرة، والأداء الإعلامي المرتبك لقضية الإرهاب، وهو الأمر الذي قد يضر بمصالح الوطن والدولة المصرية.
ومن هنا جاءت مبادرة مدنية من المنظمة العربية للحوار والتعاون الدولي لتفتح الباب لأول مبادرة إعلامية في مصر تجمع الخبراء حول قضية الإرهاب من أجل وضع معالجة الإعلام المصري لقضية الإرهاب، وتقديم الرؤى والحلول لتطوير أداء الإعلام، وتقديم طرح إعلامي متميز قادر علي تطوير معالجة قضية الإرهاب في مصر.
وقد تمخض عن هذه المبادرة الدعوة الي إطلاق أول إستراتيجية إعلامية وطنية جامعة لمكافحة الإرهاب تجمع كل تيارات المجتمع المصري المختلفة وتعمل علي رفع مستوي الوعي بخطر الإرهاب وكيفية التصدي له بمهنية وموضوعية من خلال وسائل الإعلام المختلفة.
و اوضحت د. يوسف أن هذه الإستراتيجية تبني علي قطاعين رئيسين أولهما القطاع البنيوي الاستراتيجي الذي يرتكز علي ضرورة الإسراع بتشكيل الهيئات المسئولة عن تنظيم العمل الإعلامي، وهي المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام حتي يمكن وضع الضوابط والمعايير لمهنة الإعلام فيما يتعلق بصفة خاصة بالإرهاب، بحيث تكون جهة ضابطة للأداء الإعلامي علي غرار التجارب الدولية المماثلة في أكثر الدول ديمقراطية في تناولها لقضايا الإرهاب والعمل علي إنتاج مدونات السلوك والأدلة الإسترشادية الضابطة في المؤسسات الإعلامية المختلفة في تناولها لقضايا الإرهاب وإعداد الإعلاميين وتأهيلهم للتعامل مع ظاهرة الإرهاب وفق مهنية عالية، وذلك من خلال تنظيم الدورات التدريبية الإعلامية، والحلقات النقاشية، وورش العمل الخاصة بمكافحة الإرهاب والتطرف.
و يجب علي وسائل الإعلام علي عدم المبالغة والتهويل في تغطية العمليات الإرهابية والتركيز علي إبراز الآثار السلبية الناجمة عنها، ومناشدة وسائل الإعلام بتوخي الحذر الشديد عند تغطية الأحداث الإرهابية وإعتبار وسائل الإعلام التي تدعم تلك التنظيمات جزءًا من الإرهاب التكفيري وتطوير التنسيق بين المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة لفضح التنظيمات الإرهابية وكشف مصادر تمويلها وتسليحها.
و أضافت د. يوسف ان ملامح هذه الإستراتيجية ترتكز علي ضرورة تبني خطاب إعلامي تنويري لعرض الإسلام الوسطي وأسس الدين السمح ونشر ثقافة الوعي الديني المستنير، وتكثيف برامج التصحيح الفكري باستخدام مختلف وسائل الإيصال الجماهيري وإنشاء قاعدة معلوماتية إعلامية حول ظاهرة الإرهاب، والعمل علي تحليل تلك المعلومات بما يضمن كشف الإرهابيين إعلامياً وثقافياً ووضع آليات للتعاون بين التنسيق الإعلامي والأمني بحيث يحدث تقارب وتكامل في الخطاب الاعلامي المصري في مواجهة الإرهاب.
وكذاك ضرورة استثمار الإعلام الجديد في تقديم معالجة إعلامية بناءة تجاه قضايا الإرهاب، وأيضا مكافحة الإرهاب الالكتروني علي شبكة الإنترنت وتبني برامج إعلامية شاملة تهدف إلي تنمية الوعي الوطني العام ضد الإرهاب, وتكريس حب الوطن وأهمية الانتماء إليه في أوساط المجتمع، والتصدي لما يطرح عبر وسائل الإعلام من مغالطات وأفكار مغرضة للتأثير السلبي علي الشباب، مع التزام وسائل الإعلام بمسئوليتها الاجتماعية في الحفاظ علي أمن واستقرار الوطن وأمان المواطنين ورعاياه وسلامة وحدته الوطنية.
والقطاع الثاني هو المستوي الاجرائي من خلال مجموعة من الإجراءات منها توحيد جهات إصدار التراخيص لوسائل الإعلام، وسرعة إصدار التشريعات المنظمة للإعلام بكل روافده المرئي والمسموع والمقروء وبخاصة الإلكتروني، وإصدار قانون حرية تداول المعلومات، ووضع خطة إعلامية للدولة للتعامل الإعلامي العاجل في حالات الأزمات وفي حالات الحوادث الإرهابية حتي لا يقع المواطن المصري تحت تأثير الإعلام الآخر سواء داخل مصر أو خارجها، وتكثيف برامج لتدريب الإعلاميين لزيادة مهارات الصحفيين والإعلاميين في التعامل مع أدوات العصر، وسرعة إصدار مواثيق الشرف الصحفية والإعلامية.
وايضا تطوير الإعلام الأمني ليتواكب مع الحاجة المتزايدة للإعلام في مواجهة الإرهاب، وإعادة النظر في سياسة إعلام الخدمة العامة للدولة لضمان دعمه وتقوية تأثيره وفاعليته، والاهتمام بثقافة المواطن وتحديدا في المراحل المبكرة من العمر عبر مؤسسات الثقافة المختلفة لضمان عدم وقوعهم في براثن الإرهاب والتطرف، والتركيز علي الجانب التحليلي والتفسيري فيما يتعلق بجرائم الإرهاب وعدم بث الصور التي تبث الرعب في قلوب المواطنين.
و اكدت د. يوسف، إن مجرد مشاركة الفرد على مواقع التواصل الاجتماعى بدون وعى لخبر أو معلومة غير معروفة المصدر وغير مؤكد صحتها، يعد هذا مشاركة فى العملية الإرهابية، وهذا العمل مجرم وفقا لقوانين الإرهاب فى العالم كله، وهذا ما يتطلب بالفعل ما يسمى” بالتربية الإعلامية”، ولكى يقدم الإعلام رسالة إعلامية صحيحة وصائبة فى مواجهة الإرهاب، هناك إستراتيجيات يجب إتباعها، منها تنقية خطاباتنا الدينية والمجتمعية والثقافية مما يسمى بخطابات الكراهية التى تؤدى إلى دعم مناخ الإرهاب وجعله بيئة خصبة لنمو جرائم العنف والإرهاب.
وأكدت د. يوسف علي أهمية التنسيق بين عدة وزارات منها الخارجية والسياحة والآثار والثقافة والهيئة العامة للاستعلامات لوضع خطة لتصحيح الصورة المصرية في الخارج وفقا لبرنامج محدد يستخدمالقوة الناعمة لمصر، وفق أسس جديدة لضمان فتح قنوات حوار إعلامية في الخارج لتوضيح الصورة إزاء الإرهاب الغادر الذي يضرب الوطن .
وأكدت علي إن المسئولية الوطنية الآن للجماعة الإعلامية تتطلب ضرورة الدعم الكامل للقيادة السياسية فيما تبذله من جهود مكثفة للقضاء علي الإرهاب مع التزامهم بالعمل علي إنتاج خطاب إعلامي مصري وطني يتحقق فيه شروط المهنية والموضوعية في معالجة قضايا الإرهاب .
وان ظاهرة الإرهاب هي ظاهرة معقدة الابعاد ولابد من بناء نشارك قوي بين منظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام مع الجهات الرسمية من اجل مواجهة الارهاب
اكدت د. يوسف ان الإرهاب اصبح ظاهرة عالمية تخطت أخطارها كل الحدود، وان الإعلام هو أحد أهم الوسائل التى يمكن ـ إذا أحسن توظيفها .
قال الدكتور سمير عبد الرازق: ” مصر هى الدولة الوحيدة التى استطاعت بفضل الله أولا ثم بفضل الجيش المصرى والمخابرات المصرية والشرطة المصرية وأبناء مصر المخلصين، ان تتصدي للحروب الخمس، و أن تخرج منها وتقوم بمجموعة كبيرة من المشروعات، شهد العالم كله بها المحب والكاره ونظر إلى مصر أنها حققت إنجاز، والذى حقق هذا الإنجاز هو الشعب المصرى الذى تحمل الكثير لعبور الوطن من الأزمة، واختتم حديثه بأن “التوعية” من خلال متخصصين هى الحل للرد على أسلحة الجيل الرابع”.
و اوصح د. عبد الرازق، أن التوعية تعد حربا كأى حرب تحتاج إلى خطة وأدوات ورجال ومعلومات، ولكى أثبت نجاح دولة فلابد أن أدرك ماتعرضت له الدولة من حروب وما أنجزته فى ظل هذه الأوضاع، وأول حرب تعرض له الشرق الأوسط وخاصة مصر كانت حروب هي الاعنف والتى من ضمن أدواتها جذب الشباب لعمل أشياء مستحبة مثل البعثات العلمية وغير العلمية ويدرس له ما يخرب وطنه، والحرب الثانية على مصر كانت زعزعة الاستقرار وهذه تمت خلال 19 يوما قبل 25 يناير حين نجحوا فى تحييد أجهزة الدولة المصرية.
و الحرب الثالثة تسمى الفوضى تمت من خلال خلايا عنقودية تم تخليقها فيما قبل من خلال جماعة الإخوان وهى إحدى الجماعات التى تم تصنيعها أصلا فى معابد صهيونية، الحرب الرابعة هى “صناعة الأزمة ” وهى أن يأتى بالفيصل الذى يكرهه الشعب ويفرضه ليتولى الحكم، الحرب الأخيرة هى “إفشال الدولة المصرية” فما أن تسقط المؤسسات حتى تسقط الدولة، وذلك عن طريق ضرب الجيش والشرطة والثقافة والزعماء ورموز الدولة ومهاجمتهم بكل حدة عن طريق الإشاعات وغيرها.
قال اللواء حمدي لبيب: ” أن هناك حروب الجيل الرابع او بالأصح الجيل الرابع من أسلحة الحروب، وهى تهدف إلى محاربة البلد عن طريق مايسمى بالقوة الصلبة والقوة الناعمة، أما القوة الصلبة فى تتضمن قوات إرهابية أو ميليشيات تكون من نفس الدولة ومن نفس جنسيتها، ثم المحاربة اقتصاديا، لإحباط الروح المعنوية.
وأما القوة الناعمة فهى تتضمن المحاربة عن طريق الإعلام الموجه من الخارج والإعلام المصرى غير الوطنى ووسائل التواصل الاجتماعى واصفا إياها بأنها وسائل الدمار الاجتماعى، والمعارضة غير الوطنية، ورجال الأعمال غير الوطنيين، والحرب النفسية من خلال الفتن والشائعات الكاذبة، وهناك أيضا محاربة عن طريق الناحية الأيدلوجية فى الفن والفكر، أما أسلحة الجيل الخامس فهى تعتمد على استخدام التقنيات الحديثة، التي تتراوح ما بين القوة المسلحة والقوة غير المسلحة، التي يكون فيها العدو فاعلًا بدون أن يظهر بشكل مباشر.
وأوضح اللواء لبيب، ان كلمة أمن قومى، تعنى الحفاظ على ماضى البلد من تراث وتاريخ وحضارة، والحفاظ على الحاضر والمشاركة فى بناء المستقبل، وأن الإرهاب بمعناه اللغوى هو الإجراء الذى يؤدى إلى الخوف والرعب ويخالف الشرائع السماوية الثلاث، أما التعريف الدولى للإرهاب هو استخدام او التلويح بإستخدام القوة المادية أو المعنوية أو النفسية وتخالف الشرائع السماوية.