تصريحات المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية عن الحظر الشامل ومواجهة كورونا
تغطية إخبارية / وفاء ألاجة
ريتشارد برنان: 3.3 مليون اختبار لكورونا فى الشرق الأوسط أغلبهم فى الخليج وإيران وباكستان.. ونختبر 4 علاجات تخضع للاختبارات السريرية
علاج كورونا لن يذهب للدول الغنية فقط بل سيتم توزيعه بالتساوى بين الدول.. و90% من إصابات التمريض تحدث داخل المستشفيات
قال الدكتور أحمد المنظرى المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط، إن قرار تطبيق الحظر الشامل للوقاية والسيطرة على فيروس كورونا المستجد يرجع إلى حكومات الدولة، ومدى قدرة أنظمتها الصحية على استيعاب مصابى الفيروس واستمرار العمل بالمؤسسات.
وأضاف المنظرى فى المؤتمر الصحفى الذى عقد أمس، بمناسبة اليوم العالمى للتمريض، أن إجراءات الوقاية تتفاوت من دولة لأخرى، فهناك دول طبقت الحظر الكامل لعدم استيعاب النظام الصحى للتعامل مع الانتشار الكبير للفيروس بين المواطنين، ولكن دولا أخرى رأت أن انتشار الفيروس يمكن للنظام الصحى التعامل معه، ولا يتوجب حظر شامل منعا لخسارة اقتصادها.
وأشار إلى إن هناك حوالى 4 ملايين مصاب بفيروس كورونا المستجد، و 300 ألف حالة وفاة متأثرة به، كما أن هناك أكثر من 22 ألف من العاملين الصحيين فى 52 دولة على مستوى العالم من أصل 50 مليونا أصيبوا بالفيروس، وتختلف نسبة الإصابات من دولة إلى أخرى، حيث تبلغ من 1 إلى 20 % من الإصابات فى مختلف الدول، ونظرا لأن بعض الدول لا تذكر الأرقام الصحيحة، فإن هذا الرقم قد يكون أقل من الواقع.
وأكد المنظرى ضرورة التوسع فى طرق الوقاية فى المستشفيات لحماية العاملين الصحيين، لأنهم الأساس فى مكافحة الفيروس المستجد الذى نواجهه حاليا، حيث تعانى أطقم التمريض من الصعوبات خاصة فى بعض البلاد التى لديها أنظمة صحية ضعيفة، لافتا إلى أن إصابة العاملين الصحيين قد تكون داخل المستشفيات أو خارجها من العائلة أو مخالطة بعض الأشخاص، ولكن ليس كل إصابات التمريض داخل المستشفيات، وتشير الأرقام إلى تعرض 90% من التمريض للإصابة بكورونا داخل المستشفيات.
ولفت المنظرى إلى تعرض التمريض فى أغلب الدول للوصم والتمييز، حيث يتم اتهامهم بأنهم حاملو للمرض، ويتعرضون للعنف، إلى جانب أنهم معرضون يوميا إلى خطر الإصابة بكورونا أو فقدان حياتهم، أو نقل العدوى إلى أسرهم وأبنائهم، ويزيد من هذا الخطر نقص أدوات الحماية الشخصية التى يجب توافرها لهم.
ومن جانبها، قالت الدكتور رنا الحجة، نائب المدير الاقليمى لمنظمة الصحة العالمية فى الشرق الأوسط، إن منظمة الصحة العالمية تقدم الدعم التقنى لمصر لاتخاذ الإجراءات اللازمة، كما طالبت مصر بزيادة نسبة الفحوصات، ووضع جميع الحالات الايجابية بالعزل، وزيادة الالتزام فى الأماكن العامة لمنع انتشار العدوى، وحماية الفئة المعرضة للخطر أكبر وهم المتقدمين فى العمر والذين لديهم أمراض مزمنة.
وأضافت الحجة أن هناك نوعا من الالتزام من الدول على مشاركة المعلومات الخاصة بالإصابات، ولكن كل دولة لها خصوصيتها، وكل دولة تعرف مدى تأثير هذه الأرقام على معدلات انتشار الوباء، كما أن هناك بعض الدول التى تشارك الدول يوميا فى المعلومات، وهناك تواصل مع وزراء الصحة العرب بشكل متواصل لتحسين نوعية المعلومات التى تقدم للمنظمة.
وأكدت الحجة أن فيروس كورونا مختلف تماما عن الأنفلونزا، ولكن هناك تشابه بينهم فى الأعراض فقط، لافتة إلى أن كورونا لابد أن يجعل الدول تطور أنظمتها الصحية لتستعد فى المستقبل لأى فيروس جديد، بحيث تكون هناك أجهزة ترصد أقوى من ذلك إلى جانب تطوير العلاج له بشكل أسرع.
وأشارت إلى أن هناك فرقا بين الغطاء والكمامة، فهناك نقص فى الكمامات بشكل عالمى ونحن نحاول توفيرها للعاملين فى المستشفيات، والغطاء يمكن استخدامه للأشخاص العاديين، ولكن الغطاء لا يمكنه المقاومة أكثر من 15 دقيقة لأنه بمجرد أن يكون رطبا فهو غير صالح ووجوده مثل عدمه.
وقال الدكتور ريتشارد برنان، مدير الطوارئ الصحية الإقليمى بمنظمة الصحة العالمية، إنه تم إجراء 3.3 مليون اختبار خاص بكورونا فى منطقة الشرق الأوسط، وأغلب هذه الاختبارات تمت فى بلدان الخليج وإيران وباكستان، ولكن فى بلاد أخرى نحاول تحسين هذا الأمر مثل سوريا واليمن لمساعدتهما فى إجراء المزيد من الاختبارات للكشف عن المصابين ومخالطيهم.
وأضاف برنان أن البحث والتطوير هو جزء من دور المنظمة لأن الفيروس مازال جديدا، حيث نسقت المنظمة مع عدد من الباحثين والارتقاء بالبحث ودعمه، بالإضافة إلى عملية البحث الكبيرة التى تجرى فى الدول، ولا تستطيع مؤسسة بمفردها القيام بالبحث، ونقوم حاليا باختبار 8 علاجات لفيروس كورونا المستجد، بينهم 4 علاجات تخضع للتجارب السريرية، من بين 108 علاجات لكورونا، لافتا إلى أنه عندما يتم اعتماد اللقاحات والعلاجات لن تذهب للدول الغنية فقط، أو الدول التى تستطيع دفع ثمنها، بل سيتم توزيعها بالتساوى بين جميع الدول.
وأكد أن الصحة العالمية لديها برنامج خاص بالوبائيات، وعندما تظهر أى دراسات غير صحيحة عن الفيروس يتم نفيها على الفور، وحتى الآن لا يوجد أى علاج يستطيع مواجهة فيروس كورونا بشكل كامل، ونسعى لتطوير الأبحاث للوصول لعلاج معتمد.
ونوه بأن المدخنين بشكل عام يصابون بأى أمراض بطريقة أسهل من غير المدخنين، وهذا الأمر ينطبق أيضا على فيروس كورونا المستجد، ولكن لا يوجد دليل علمى حتى الآن على أن إصابة كورونا للمدخنين دون غيرهم، وليس هناك دليل على انتقال الفيروس عبر دخان المدخنين، ولكن من المعروف أن المرافقين لأشخاص مدخنين هم أكثر إصابة بالأمراض دون غيرهم.