تعليم وتأهيل الأطفال من ذوي الإعاقة
المجلس العربي للطفولة والتنمية وجمعية نداء ينظمان ندوة بعنوان
المجلس العربي للطفولة والتنمية وجمعية نداء ينظمان ندوة بعنوان
“تعليم وتأهيل الأطفال من ذوي الإعاقة في ضوء نموذج تنشئة الطفل العربي”
بمناسبة اليوم العربي واليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة نظم المجلس العربي للطفولة والتنمية بالتعاون مع جمعية نداء لتأهيل الأطفال ضعاف السمع ندوة بعنوان “تعليم وتأهيل الأطفال من ذوي الإعاقة في ضوء نموذج تنشئة الطفل العربي”، وذلك عبر تقنية وبمشاركة أكثر من 30 خبيرا ومتخصصا في مجالات حقوق وتنشئة الأطفال من ذوي الإعاقة
د.حسن البيلاوي: المجلس يسعى لبناء نسق متكامل من الفكر والممارسة لتنمية الطفل من خلال نموذج تربية الأمل
اُفتتحت أعمال الندوة بكلمة للدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية ألقاها نيابة عن سيادته المهندس محمد رضا فوزي مدير إدارة البحوث والتوثيق وتنمية المعرفة، والتي أشار خلالها إلى أن هذا اللقاء يأتي في اطار سعى المجلس لبناء نسق متكامل من الفكر والممارسة لتنمية الطفل وبناء بيئة اجتماعية ثقافية للتنشئة “نموذج تربية الأمل”: شعاره عقل جديد في مجتمع جديد في عالم جديد، هذا النسق الذي يرتكز على ضرورة دمج وتأهيل وتمكين الأطفال ذوي الاعاقة. ومضيفا بأن المجلس قد أنجز العديد في هذا المجال عبر عدد من البرامج والمشروعات التي تنوعت مخرجاتها ما بين الأدلة الاسترشادية وأدلة لتدريب المدربين وإعداد كوادر مؤهلة من المدربين فى وزارات التربية والتعليم ومؤسسات رعاية ذوى الإعاقة فى البلدان العربية، ومواد توعوية؛ مثل: الأفلام، وقصص موجهة للأطفال من ذوي الإعاقة
وقد نوه الدكتور حسن البيلاوي في كلمته بأنه تنفيذا لرؤية رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود بأهمية تمكين الطفل العربي في عصر الثورة الصناعية الرابعة، وأن يشمل ذلك جميع الأطفال بما في ذلك الأطفال من ذوي الإعاقة، وتواصلاً لجهود وخبرات المجلس المتراكمة فى هذا المجال؛ تأتى مبادرته الجديدة من خلال مشروع تنمية قدرات المعنيين بهؤلاء الأطفال على التدخل المبكر والاكتشاف المبكر للإعاقة، وتشخيصها، والوقاية منها، أو الحد من آثارها، والمشاركة فى علاجها؛ استنادًا إلى نتائج البحث العلمى والتقدم النوعى فى البرامج والتكنولوجيا وتطبيقاتها فى هذا المجال
د.هبه هجرس: التعليم قضية متعددة ومتشابكة الأطراف وهى الأهم بالنسبة للأطفال ذوي الإعاقة
كما تحدثت خلال افتتاح الندوة الدكتورة هبه هجرس عضو مجلس النواب المصري وعضو المجلس القومي للاشخاص ذوي الإعاقة مشددة على أهمية موضوع التعليم للأطفال ذوي الأعاقة باعتبارها القضية الأهم في هذه المرحلة العمرية، وأن هذه القضية متعددة ومتشابكة الأطراف حيث تعتمد على: 1) الطفل ذي الإعاقة لان الأمر سيتوقف على قدراته وإمكاناته لتقديم التعليم الذي يناسبه، 2) الأسرة ومدى مساندتها له ومدى قدرتها على تحديد الأنسب لطفلها، 3) وزارات التربية والتعليم التي يجب– إلى جانب ما تقدمه من جهد – أن تواكب العصر من خلال توفير كل السبل لتحقيق التعليم الدامج باعتبار أن التعليم حق مكفول للجميع دون تمييز وأن الطفل ذو الإعاقة من حقه ألا يفرز قبل الدخول للمدرسة انما حقه أن يدخل أى مدرسة ثم يصنف وفق قدرته وامكاناته، 4) الجمعيات الأهلية التي غالبا ما تملأ الفراغ بين الحكومة والمجتمع، 5) ويتبقى الطرف المساند المتمثل في البيئة التشريعية في الدساتير والقوانين ذات الصلة بالتعليم والتأهيل والتدريب لذوي الإعاقة التي يجب أن نعمل على تطبيقها
ماجدة فهمي: المجتمع المدني طرف فاعل في التنمية لأنه الأكثر ارتباطا باحتياجات الفئات الاجتماعية الأكثر حرمانا
كما أوضحت الأستاذة ماجدة أحمد فهمي رئيس مجلس إدارة جمعية نداء لتأهيل الأطفال ضعاف السمع أهمية هذه الندوة لأنها تشير إلى أحد أهم محاور الاهتمام بالأطفال من ذوي الإعاقة وهو التعليم والتنشئة، فالاهتمام بالأطفال ذوي الإعاقة لا يقاس بالتقدير المجتمعي انما يقاس بمدى التقدم في تحقيق حقوقهم وتوفير الحماية الاجتماعية لهم. واضافت إلى أن الأشخاص ذوى الإعاقة فى المنطقة العربية – كما فى سائر أنحاء العالم – من أكثر الفئات السكانية تهميشا وإقصاءا وكثيرا ما يغيبون عن الحياه العامة لصعوبة انخراطهم فى البيئة الإجتماعية والمادية، الأمر الذي يتطلب تحسين أوضاعهم استنادا إلى اتفاقية حقوق الاشخاص ذوى الاعاقة عام 2006، وما أقرته المواثيق والدساتير والقوانين العربية، وأهداف التنمية المستدامة 2030 التي وضعت التقدم فى دمج الأشخاص ذوى الإعاقة فى المجتمع كمقياس لتحقيق التنمية المستدامة. كما نوهت إلى أهمية دور المجتمع المدنى والقطاع الخاص كشريك أساسى مع الحكومات فى عملية التنمية، خاصة وإنه أحد الأطراف الفاعلة فى صنع القرار وتحقيق التنمية لكونه يرتبط بشكل أساسى بإحتياجات الفئات الإجتماعية الأكثر حرماناً
د.سهير عبد الفتاح: لا يجب أن تكون الإعاقة سببا لحرمان ذوي الأعاقة من حقوقهم واستثمار طاقاتهم
أما الدكتورة سهير عبد الفتاح مقررة ملف الإعاقة والخبيرة بالمجلس العربي للطفولة والتنمية فقد أشارت إلى أن العالم كله مسؤول عن ذوي الإعاقة وعن الحقوق التي يجب أن يتمتعوا بها كما يتمتع بها غيرهم من البشر، ليس فقط تحقيقا للعدالة، ولكن أيضا استثمارا للطاقات التي يتمتع بها ذوو الإعاقة الذين تقدر منظمة الصحة العالمية أعدادهم بنحو مليار شخص، أى ما يمثل 15 % من سكان العالم. وأكدت على أنه في اليوم العربي والعالمي للأشخاص ذوي الإعاقة علينا أن نواصل ما بدأه العالم لأن الأهداف واحدة والمشاكل التي تواجهنا تواجه غيرنا، وعلينا أن نتغلب عليها بالإدارة والعلم وتكاتف الجهود وتنظيم العمل وتبادل الخبرات، خاصة في ظل جائحة كورونا التي يعاني فيها ذوو الإعاقة أكثر مما يعاني غيرهم.
وقد تضمنت الندوة عروضا ومداخلات من أكثر من 11 خبير ومتخصص من عدة دول عربية، تناولوا خلالها الموضوعات التالية: “دور مؤسسات المجتمع المدني والمهتمين بمساندة ودعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة” للأستاذة ماجدة أحمد فهمي رئيس مجلس إدارة جمعية نداء، و”دور التكنولوجيا المساندة في تدريب وتعليم ذوي الإعاقة بين الواقع والمأمول” للدكتور إيهاب الببلاوي عميد كلية علوم الإعاقة بجامعة الزقازيق، و”الإعلام وقضايا الأطفال ذوي الإعاقة” للأستاذة إيمان بهى الدين ميرة إدارة إعلام الطفولة بالمجلس العربي للطفولة والتنمية، و”حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بين الماضي والحاضر” للدكتورة شريفة مسعود المدير التنفيذي للمؤسسة التربوية للتدخل المبكر وبناء القدرات، و”عن اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة” للدكتور نواف كباره رئيس المنظمة العربية للاشخاص ذوي الإعاقة، و”الدمج حق أساسي للأشخاص ذوي الإعاقة” للدكتورة هبه قطب أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية، و”المشكلات والتحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة في ظل جائحة كورونا” للدكتورة إجلال شنودة مدير مركز سيتي وعضو المجلس القومي لشئون الإعاقة، و”تمويل المشروعات لذوي الإعاقة” للأستاذة أميرة الرفاعي المدير التنفيذي لصندوق الاستثمار الخيري لدعم ذوي الإعاقة (عطاء)، و”الفنون البصرية لدمج وحماية الأطفال من ذوي الإعاقة” للأستاذ حسن البصري المدير التنفيذي لجمعية أطفالنا السعودية، و”دور أسر الأطفال من ذوي الإعاقة لتمكينهم وتحقيق الأفضل” للدكتورة عائشة عبد اللطيف مديرة الجمعية الأردنية للتوحد، و”جائحة كورونا وانعكاساتها السلوكية على الأطفال من ذوي الإعاقة” للدكتور موسى شرف الدين رئيس جمعية اصدقاء المعاقين اللبنانية، وحول الجهود في مجال الأطفال ذوي الإعاقة الدكتورة نشوى التركي بجمعية نداء وخبير مناهج ومواد تعليمية.
وأوصى الحضور بأهمية دعم تأهيل وتنشئة الأطفال من ذوي الإعاقة والعمل على حماية حقوقهم، خاصة في ظل جائجة كورونا، مع التأكيد على استمرار العمل بروح التعاون والعلم والتكنولوجيا، مطالبين باستمرار العمل وفق نموذج المجلس لتنشئة الطفل العربي “تربية الأمل” الذي يهدف إلى تعزيز وعي الطفل وإطلاق طاقاته العقلية والنقدية والإبداع، وتنمية قدراته في التعليم والتعلم المستمر، وامتلاك مهارات القرن الحادي والعشرين، وتمكينه للدخول لمجتمع المعرفة وعصر الثورة الصناعية الرابعة.