ذكرى ثورة 23 يوليو وإعلان ميلاد الجمهورية
الذكرى 69 لثورة 23 يوليو وإعلان ميلاد الجمهورية
من أهم وأبرز أهداف ثورة 23 يوليو المعروفة بالثورة البيضاء، التي لم يرق فيها دماء، إنشاء جمهورية وإنهاء الاحتلال، تلك الثورة التي قام بها ضباط بالجيش أطلقوا على أنفسهم “الضباط الأحرار”، وكان هدفهم الإطاحة بالعهد الملكي وإعلان الجمهورية.
واليوم تمر الذكرى 69 لثورة يوليو المجيدة، التي سطرت أعظم ملاحم التكاتف والتلاحم بين أفراد الشعب والقوات المسلحة الباسلة وما تحقق من أهداف ستظل عالقة في أذهان المصريين جميعهم، تلك الثورة التي ضربت أروع الأمثلة لانحياز الجيش المصري العظيم إلى تطلعات وآمال الشعب في الحياة التي تقوم على العدالة الاجتماعية والاهتمام بالطبقة الكادحة، حيث قدم ولا يزال الجيش المصري العظيم التضحيات أجل الدفاع عن حقوق الشعب المصرى، وسيظل هو درع الوطن وحصنه المنيع.
أعضاء تنظيم الضباط الأحرار الذين قادوا ثورة يوليو 1952 هم: محمد نجيب، وجمال عبد الناصر، ومحمد أنور السادات، وعبد الحكيم عامر ويوسف صديق، ومصطفى كمال صدقى، وعبد المنعم عبد الرؤوف، وعبد اللطيف البغدادى وحسن إبراهيم، وجمال سالم، وكمال الدين حسين، وصلاح سالم، وأمين شاكر، وحسين الشافعى وخالد محيي الدين، ومجدى حسنين.
تلك الثورة العظيمة التي أرست مبادئ العدالة والمساواة والحرية، وما أحدثته من تغيير في المنطقة العربية والإفريقية ودول العالم الثالث، دفاعاً عن حرية الشعوب وحقها في حياة حرة كريمة بمثابة الإنجازات العظيمة التي غيرت تاريخ البشرية وأنهت الاستعمار وفتحت أبواب الحياة والتنمية، وأكدت بما لا يدع مجال للشك أن الجيش المصري سند الأمة وحامى الوطن من السقوط.
وتُعد ثورة 23 يوليو من أعظم الثورات في تاريخ البشرية، تلك الثورة التي أخرجت مصر من حقبة الى حقبة، كما نبهت العالم كله إلى أهمية الاستقلال وإنهاء حقبة الاستعمار والبدء في التنمية الزراعية والصناعية، والتنمية بمفهومها الواسع لخدمة الأوطان، وأطلقت مجانية التعليم وفتحت أبواب التصنيع وكانت باكورة الطفرة الزراعية الكبرى التي شهدتها مصر، حيث قضت على الإقطاع وقضت على الملكية والفساد.
الجيش المصري كان وما زال وسيظل دائما سند الأمة والحامي لأرض الوطن، كما استطاعت إرادة المصريين ووقوفهم بقوة مع الجيش المصري إفساد كل المخططات التي حاولت بث الرعب والإرهاب على أرض مصر، واستطاع الوطن أن يقف مرة أخرى ويتجاوز هذا الوضع ليحقق إنجازات اقتصادية بشهادة كبرى المؤسسات الدولية، وهو ما يبشر بأن تلحق مصر بمصاف الدول المتقدمة.
من اهم انجازات ثورة 23 يوليو:
استرداد الكرامة والاستقلال والحرية المفقودة على أيدي المستعمر المعتدي، والسيطرة على الحكم في مصر وسقوط الحكم الملكي وإجبار الملك على التنازل عن العرش ثم الرحيل عن مصر إلى إيطاليا، والغاء النظام الملكي وقيام الجمهورية، وتوقيع اتفاقية تقضي بجلاء الإنجليز عن مصر بعد أربعة وسبعين عاما من الاحتلال، وتأميم قناة السويس، الغاء دستور 1923 في ديسمبر 1952.
فى المجال الإجتماعى:
القضاء على الإقطاع بإصدار أول قانون إصلاح زراعى فى سبتمبر 1952 والذى كان ينص على تحديد الملكية الزراعية للفرد 200 فدان ويتم توزيع باقى الأراضى الزراعية على الفلاحين المعدمين ثم تم إصدار قوانين أخرى للإصلاح الزراعى حددت الملكية فى النهاية 50 فدانا للفرد مما زاد من تملك الفلاحين للأراضى الزراعية.
والقضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال وإصدار قوانين التأميم الاشتراكية فى يوليو 1961، وإقامة عدالة اجتماعية عن طريق إقامة الوحدات الصحية والجمعيات الزراعية، وإصدار قوانين للتأمينات الاجتماعية والمعاشات للموظفين والعمال، وتحديد ساعات العمل وإشراك العمال فى مجالس إدارة الشركات والمصانع وتحديد نسبة لهم من الأرباح، ومنح المرأة عام 1956 حق الانتخاب والترشح لمجلس الأمة، وجعل التعليم مجانى فى جميع مراحله وإنشاء العديد من المدارس والجامعات.
إنشاء الهيئة العامة لقصور الثقافة وقصور الثقافة والمراكز الثقافية لتحقيق توزيع ديموقراطي للثقافة وتعويض مناطق طال حرمانها من ثمرات الإبداع الذي احتكرته مدينة القاهرة وإنشاء أكاديمية تضم المعاهد العليا للمسرح والسينما والنقد والباليه والاوبرا والموسيقى والفنون الشعبية، ورعاية الآثار والمتاحف ودعم المؤسسات الثقافية التي أنشأها النظام السابق ثقافي، وجهت بإنتاج أفلام من قصص الأدب المصري الأصيل بعد أن كانت تعتمد على الاقتباس من القصص والأفلام الأجنبية.
حركة عدم الانحياز
تضم 118 دولة، وتعد ثانى أكبر تجمع بعد الأمم المتحدة، وتأتى أهمية الحركة من منطلق أنها تضم دولا رئيسية تلعب أدوارا مهمة على الساحة الدولية والأقليمية وتؤخذ قرارتها بعين الاعتبار فى القضايا الدولية، وتعد مصر إحدى أهم الدول المؤسسة لحركة عدم الانحياز، ولها دورها المحوري المشهود له في تأسيس، وبناء الحركة، وتطويرها.
صفقة الأسلحة الشرقية عام 1955
تسلمت مصر أول صفقة من الأسلحة الشرقية فيما عرف باسم “الأسلحة التشيكية” واستمر نقل الأسلحة من التشيك إلى مصر منذ عام 1955 حتى عام 1956، أي كانت تجري في الجيش المصري عملية إحلال وتجديد من السلاح الغربي (البريطاني أساسا) إلى السلاح الشرقي، حسب “الشرق الأوسط”.
مؤتمر تضامن الشعوب الآسيوية الأفريقية
نظم مؤتمر تضامن الشعوب الآسيوية الأفريقية في 26 ديسمبر عام 1957 في بمدينة القاهرة، وتضمن البيان الختامي للمؤتمر قرارا يستنكر حرب الإبادة التي تشنها قوات الاستعمار الفرنسي والفظائع التي تقترفها ضد شعب الجزائر الذي يكافح في سبيل استقلاله كما تضمت قرارات المئتمر إصرار أعضائه على الاعتراف الفري باستقلال شعب الجزائر، والمطالبة بالإفراج عن الزعماء ووتعبئة الرأي العام العالمي ضد الإبادة التي تشنها فرنسا في الجزائر، كما تقرر أول مارس عام 1958 هو يوم التضامن مع الجزائر في كل من آسيا وأفريقيا، حسب كتاب سياسة عبد الناصر العربية 1952-1970 للدكتور سيد عبد الرحيم أبو خبر.
إلغاء التمييز بين الطبقات بين أبناء الشعب المصري وأصبح أبناء الفقراء قضاة وأساتذة جامعة وسفراء ووزراء وأطباء ومحامين وتغيرت البنية الاجتماعية للمجتمع المصري، وقضت على معاملة العمال كسلع تباع وتشترى ويخضع ثمنها للمضاربة في سوق العمل، وقضت على السيطرة الرأسمالية في مجالات الإنتاج الزراعي والصناعي، وانشاء السد العالي 1960 واكتمال بناؤه 1971، وأعلنت الثورة عن توجهها الاجتماعي وحسها الشعبي مبكرا عندما أصدرت قانون الملكية الزراعية الإصلاح الزراعي ]يوم 9 سبتمبر 1952 للقضاء على الإقطاع وتحرير الفلاح المصري.
بناء مجمع مصانع الألمونيوم فى نجع حمادي وهو مشروع عملاق بلغت تكلفته ما يقرب من 3 مليارات جنيه، واستطاعت مصر الحفاظ على نسبة النمو الاقتصادي فى عامى 1969 و1970 وبلغت 8 % سنويا، وتمكن الاقتصاد المصري عام 1969 من تحقيق زيادة في فائض الميزان التجاري لأول مرة فى تاريخ مصر بفائض قدرها 46.9 مليون جنية بأسعار ذلك الزمان، وكانت المحلات المصرية تعرض وتبيع منتجات مصرية من مأكولات وملابس وأثاث وأجهزة كهربية، وزيادة مساحة الرقعة الزراعية بنسبة 15% ولأول مرة تسبق الزيادة فى رقعة الأرض الزراعية الزيادة فى عدد السكان، وزادت مساحة الأراضى المملوكة لفئة صغار الفلاحين من 2.1 مليون فدان إلى حوالى 4 ملايين فدان، وحتى عام 1970 كان اقتصاد مصر أقوى من اقتصاد كوريا الجنوبية، ولدى مصر فائض من العملة الصعبة تجاوز المائتين والخمسين مليون دولار بشهادة البنك الدولى.
أنشأت مصر أكبر قاعدة صناعية فى العالم الثالث حيث بلغت عدد المصانع التى أنشئت فى عهد الثورة 1200 مصنع منها مصانع صناعات ثقيلة وتحويلية وإستراتيجية، وانعكست النهضة الاقتصادية في عهد الثورة على مستوى التعليم حيث انخفضت نسبة الأمية من 80% قبل 1952 إلى 50% عام 1970 بفضل مجانية التعليم فى كل مراحل الدراسة.