ظاهرة الختان تحتاج لنشر الوعى وتغيير ثقافة مجتمع أكثر من تغليظ العقوبات وسن مزيد من التشريعات
تقرير : وفاء الاجة
تابعنا الايام السابقة مشكلة البنات اللاتى ذهب بهن والدهن الى طبيب لاجراء عملية الختان لهن وتأثرنا جميعا بأحداث تلك القصة وأدان العديد فعلة الاب واستنكر العديد ابلاغ الام للشرطة وعلق البعض بأن الزوجة قد طلقها زوجها وان كانت مازالت زوجته فلم تكن لتبلغ عن جريمته وهذا ما نريد ان نؤكده فالعديد من الامهات لايقدرن على اتخاذ تلك الخطوة لاسيما اذا كانت من تريد ختان الفتاه هى الجدة ام الزوج ولاتستطيع الزوجة مخالفتها فنحن امام ظاهرة تغلب عليها ثقافة المجتمع وترتبط بقيمه وعقائده واعرافه فاذا اردنا مواجهة تلك الظاهرة علينا بالتصدى لتلك التقاليد والاعراف وهى مسالة ليست بالهينة وتحتاج لمزيد من الوقت لا ان تتناولها وسائل الاعلام لفترة وتهدا وتستمر الظاهرة لأنها يحميها ويقويها الفكر السائد فى المجتمع والذى يحتاج لنشر الوعى أكثر من نشر خبر يثير شجون البعض وتختفى تلك الشجون مع اختفاء الحديث عن الظاهرة.
فبالرغم من تغليظ العقوبات على مرتكب تلك الجريمة وحرص قانون الطفل على تاكيد حقوقه فى الرفاء والحياه والنماء والتعليم وان ينشا فى بيىئة اجتماعية صالحة وقيام كل من المجلس القومى للطفولة والامومة على مدى سنوات بادانة العنف ضد الفتاه واقرار ميثاق الطفل الافريقى الذى تناول كافة انواع العنف ضد الفتاه التى تشهدها القارة السمراء باعتبار ان ظاهرة الختان ظاهرة منشأها فى الأساس افريقى ولا تنتشر فى دولنا العربية ذات الاصول الاسيوية الا اننا لانزال نشهد انتشار تلك الجريمة التى يحرص عليها الأهل بحق الفتاه!
ولنتعرف على اسباب تلك الظاهرة وجدنا ارتباطها بالريف فى صعيد مصر ودلتاها على السواء وسمعنا قصص وحكايات من امهات يرفضن فكرة الختان ولكن تجبرهن العادات والتقاليد على اجراءها لبناتهن فتقول احداهن تأتى السيدة التى تقوم باجراء عملية الختان للمنزل وتستعد لاجراءها لكافةالفتيات الاتى فى نفس عمر الفتاه ولانستطيع ان نرفض لأن ذلك معناها اننا لانخاف على الفتاه ولانريد حمايتها فالختان شرف وفضيلة وحماية لكل فتاه فان رفضن اجراؤه كان ذلك بمثابة فعل شنيع فى حقها ولن يقبل به زوجها فختان الفتاه سمة للأخلاق والشرف فى عرف جميع اهل البلدة ونجد ام أخرى تهرب بناتها هذا العام عند خالتهن او احدى اقاربها حتى لايخضعن لاجراء عملية الختان ولكن ماذا عساها ان تفعل العام القادم فمازال هذا الكابوس يطاردها ولن تمكنها التشريعات من الهروب فهى لن تستطيع الابلاغ لأن ذلك يعنى طلاقها وهذا ماترفضه التقاليد أيضا!
فهناك حكايات وراء الابواب استمعنا اليها ومازالت المخاوف قائمة فالظاهرة تحتاج لتغيير ثقافة المجتمع لالمزيد من التشريعات لمعاقبة الطبيب الذى يجرى العملية او الأب الذى يسلم بناته لاجراءها فحجته هو الخوف عليها وحمايتها فيجب ان يعرف ان حمايتها بحسن تربيتها ؛ والمثل والقيم التى نشات عليها هى التى تحميها وتمسكها بدينها هو عصمتها؛ ولن يقتنع بذلك الا بتغيير ثقافة المجتمع ليعترف بذلك وهذا دور الاعلام الوطنى ان يتصدى لتلك المشكلات والظواهر التى تتفشى فيه؛ دور المدرسة والمسجد والكنيسة وبيوت الثقافة التى تنتشر فى القرى والمراكز الصغيرة التى مازالت تشهد انتشار تلك الظاهرة .