الفحم الحيوى وأهميته الزراعية والبيئية
الفحم الحيوى وأهميته الزراعية والبيئية
تغطية إخبارية : وفاء ألاجة
شهدت مجلة ” نهر الأمل” فعاليات الندوة الإرشادية “الفحم الحيوى وأهميته الزراعية والبيئية” ضمن البرنامج الرابع لإتحاد المهندسين الزراعيين العرب برئاسة الدكتور يحي بكور الذى أشار لعقد تلك البرامج للإستفادة من الخبرات ولتحقيق الاستفادة المنشودة و الاستدامة فى مجال الزراعة ووتوجه بالشكر لكل من ساهم تنفيذ تلك المحاضرة من خلال التكامل الاقتصاى الموثق فى إطار جامعة الدول العربية ، وتضاف محاضرة اليوم للتقنات السابق عرضها فى المحاضرة الأولى للبرنامج الرابع وهذا البرنامج يشارك به علماء بارزين نفخر بهم سواء كانوا من مراكز البحوث العربية وفى مقدمتهم “أكساد” فى ظل مديرها العام الذى جعل أكساد أكثر نشاطاً ،أو علماء الهيئة العربية للإستثمار، أو المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة ” إيكاردا” .
ومحاضرة اليوم يقدمها علم من علماء الخبراء العرب وتخرج من قاعات الجامعة على يديه مئات المهندسين فقد حصل على الدكتوراه فى كيمياء وخصوبة التربة من إنجلترا وشغل منصب نائباً لرئيس جامعة تشرين العربية ومديراً للموارد العربية والبيئية ، وأشرف على العديد من المبتكرين فى التقنيات الحديثة لخدمة البيئة ومن ضمنهم إشرافه على بحثا لعدنان إبراهيم بهيئة البحوث الزراعية السورية وإستحق شهادة الدكتوراه ونال جائزة الدولة التقديرية لما قدمه من نتائج عظيمة لها أثر على البحث العلمى.
وإستعرض الدكتور على زيدان أهمية الفحم الحيوى الذى تم إكتشافه فى جنوب أمريكا فى منطقة الأمازون منذ آلاف السنين ويعرف بالكربون الحيوى لأنه غنى بالكربون العنصرى ويتم الحصول عليه عندما تتعرض الكتلة الخشبية المضاف اليها روث الحيوانات وبقايا الصناعات الزراعية فى ظل حرارة عالية فى مكان مغلق وبعيداً عن الهواء فيتم التحلل الحرارى ويتكون الفحم الحيوى فى درجات حرارة من 400 الى 700 درجة مئوية فى ظروف قلة الأكسجين ويعد من أقدم التكنولوجيات الصناعية .
ويمكن تصنيعه فعندما نعرض الكتلة الخشبية لحرارة 150 درجة تتطاير الزيوت الطيارة وعنما تزيد الحرارة عن ذلك تتفكك الأحماض وغاز أول أكسيد الكربون وعندما تزيد الحرارة عن 275 درجة تنطلق المركبات القابلة للإشتعال مثل الأسيتون والميثانون والهيدروجين وغاز الميثان ويتم جمع هذه الغازات وتضخ لبيت النار وترفع درجة الحرارة أكثر من 350 درجة لينطلق ماتبقى من شوائب فى الكتلة الحيوية لنتخلص منها وعندما تصل درجة الحرارة 400 درجة يتشكل الفحم الصالح ليكون مصدر للطاقة به مركبات الخشب الثقيل التى تؤدى لتسمم النبات ونرفع درجة الحرارة أكثر من 400 أو نجرى له تفحيم لمدة إسبوع للتخلص من بقايا القطران ويتشكل الفحم الحيوى بشكل طبيعى فى البيئة عند حرائق الغابات ولكن ينطلق غاز ثانى أكسيد الكربون فى البيئة ويضر الجميع .
وفى الطريقة المثلى لتصنيع الفحم يتحول 50% من الفحم العضوى لفحم حيوى ونمنع إنطلاق غاز ثانى أكسيد الكربون للعودة للجو مرة أخرى وتتكون ذرات الكربون والتى تشكل حلقات عطرية وهى مركبات تتميز بحلقات سداسية من ذرات الكربون مرتبطة معاً بدون وجود الأكسجين أو الهيدروجين وتتكدس بحلقات طولية على شكل طبقات الجرافيت مع بعض الشوائب من كربونات الكالسيوم وعناصر معدنية أخرى ، وتتحول قشور الفول السودانى وكيزان الذرة وبقايا الخشب تتحول للفحم الحيوى وهناك مصانع تقوم بذلك فى أمريكا وماليزيا وتتحكم فى تصنيعه وتسحب الغازات لتضخها مرة أخرى لبيت الإحتراق ولا يتسبب فى إنطلاق الغازات الضارة للجو .
وتقوم وزارة الزراعة بتوزيع الإرشادات على المزارعين ويقام مؤتمر “الاستثمار فى مجال الفحم الحيوى ” للإستفادة من خبرات الولايات المتحدة الأمريكية ، وفى منطقة الأمازون هناك منطقة ترب سوداء تتميز بإنتاج الفحم الحيوى لاستدامة الانتاج والترب السوداء نتيجة لنظام الزراعة المتبع منذ آلاف السنين بينما تختلف طبيعة الأراضى فى المناطق المجاورة لاختلاف نظم الزراعة بها.
وفى الأمازون يأخذون بقايا الزراعات ويتم تجفيف البقايا وحرقها وإعادتها للأراضى وفى الصين يقوقوا بدفن النقايات فى التراب ويحرقونها وتتكون كتل سوداء بعد حرق المواد العضوية المغطاه بالتراب لزيادة النمو الخضرى ،وفى اليابان يستخدموا الفحم الحيوى فى المشاتل الزراعية لإكتشافهم فوائده فهو يساهم فى الحد من إنفصال الأسمدة المعدنية خارج مستوى الجذور ونحو المياه الجوفية.
كما يساهم الفحم الحيوى فى تغيير طريقة حركة الماء فى فراغات التربة مما يساعد فى إبطاء جريان المياه فى الأرض الرملية ويسرع من سريانها فى الأرض الطينية ولذلك يضعونه فى الأراضى الرملية لتحتفظ أطول قدر بالمياه ليستفيد منها النبات .
وأجريت أبحاث حديثة عام 2020 و2021 لاكتشاف أثره فى الانبات وخلطه بالأسمدة ليزيد من معدل السماد فى التربة ، ويمكن خلطه مع سماد الدواجن للتخلص من رائحته السيئة بسبب بقايا الأزوت ولذلك يمكن فرش أرضية مزارع الدواجن بالفحم الحيوة ليزيد كمية الأزوت ويزيل رائحته السيئة.ويمكن إضافة الفحم الحيوى لبقايا تقليم أشجار العنب وفى إيطاليا تم وضع بقايا الزيتون فى التربة الملوثة بالعناصر الثقيلة مما يزيد من إمتصاص النبات للعناصر الثقيلة ويزيد نسبة البروتين ويزيد من كمية الديدان النافعة بالتربة ويزيد معدل النمو الخضرى .
والمسامية العالية التى ىيتمتع بها الفحم الحيوى تعطى للتربة إستدامة وتسهم فى التخفيف من إنفصال النترات ، كما يساهم الفحم الحيوى فى تخفيف الآثار السلبية للملوحة فى التربة ويح من نشاطها ويمتص الصوديوم ويسمح للنبات أن يمتص كمية أفضل من المياه، وعند إضافته لتربة مالحة مزروعة قمح يحسن من الانتاجية ،ويمكن للفحم الحيوى أن يبقى بالتربية من 1300 الى 4000 سنة ويساعد فى إستخلاص ثانى أكسيد الكربون من التربة وسحبه من الغلاف الجوى ليبقى فى التربة .
وللفحم الحيوى فوائد عديدة مثل إضافته لليمون والنعناع لصناعة شراب يمتص المواد السامة ، وله فوائد فى الحفاظ على نظارة الزهور وحفظ الأخشاب من التسوس، ويستخدم فى صناعة أقلام الفن التشكيلى وفلاتر تنقية مياه الشرب ، وله نتائج جيدة فى البيئة لأنه يخفف من إنطلاق غاز الميثان فى الجو ، وهناك قناعات دولية للإهتمام بالفحم الحيوى وإستخدامه فى الزراعة والادارة البيئية وتحسين ظروف النمو فى التربة لزيادة الانتاجية وضمان الاستدامة ،ويمكن تصنيع الفحم الحيوى من الكتلة الحيوية للنفايات العضوية وبقايا الزراعات .
وهناك أهداف لنشر ثقافة تصنيع وإستخدام الفحم الحيوى فى الزراعة لتحسين خصائص التربة الزراعية وإستدامة خصوبتها وتخفيض تكاليف الانتاج باستخدام الفحم الحيوى ، ولتقليل من تأثير التغير المناخى عن طريق تثبيت الكربون فى التربة وإستخدام تقنة الفحم الحيوى للتخلص من النفايات العضوية وتقليص حجمها .
#مجلة_نهر_الأمل