كلـمة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تُلقيها وزير مفوض/ لبني عزام مدير إدارة الأسرة والطفولة

كلـمة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تُلقيها وزير مفوض/ لبني عزام مدير إدارة الأسرة والطفولة
خلال تسليم جوائز الفائزين بجائزة الملك عبد العزيز للبحوث العلمية
- صاحب السمو الملكي/ الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود
رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية آجفند
- معالي الدكتور/ محمد ايمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي بجمهورية مصر العربية
- سعادة / المهندسة مرجريت صاروفيم، نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي بجمهورية مصر العربية
السيدات والسادة الحضور،،
بداية يطيب لي أن أرحب بكم بهذه المناسبة، وأن أنقل إليكم تحيات معالي السيد/ أحمد أبو الغيط – الأمين العام لجامعة الدول العربية، وتمنياته بالتوفيق والنجاح للفائزين في جائزة الملك عبد العزيز للبحوث العلمية في قضايا الطفولة والتنمية في الوطن العربي، وإنه لشرف بالغ أن أمثل جامعة الدول العربية في هذه المناسبة العلمية والتنموية الرفيعة، التي تمثل منارة فكرية واستراتيجية، تستشرف المستقبل العربي من بوابة الطفولة، وتضع المعرفة في خدمة الإنسان والتنمية الشاملة،،،، وهي ثمرة فكر مستنير ورؤية بعيدة الأفق، أسس لها المغفور له – بإذن الله – صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود، رحمه الله، الذي آمن بأن الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في الإنسان، وأن النهضة تبدأ من الطفولة… من العقل، ومن القيم، ومن الوعي،
واليوم، وتحت الرعاية الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، وبالشراكة الاستراتيجية المثمرة مع المجلس العربي للطفولة والتنمية، وبرنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) نواصل هذه المسيرة، ونجدد التزامنا المشترك تجاه قضايا الطفولة والتنمية في عالمنا العربي، بتجردٍ علمي، وبصيرة تنموية، وتكامل مؤسسي يُشكّل نموذجاً يُحتذى في الشراكة من أجل المستقبل.
السيدات والسادة
يسعدنا ان نجتمع اليوم في الدورة الثالثة لجائزة الملك عبد العزيز للبحوث العلمية، والتي تحمل عنوان” التعليم في عالم ما بعد كورونا حيث شهد العالم خلال جائحة كورونا تحولات غير مسبوقة، وكان التعليم من أكثر القطاعات تأثراً بهذه الازمة، وقتها أدركنا أهمية التكنولوجيا والتحول الرقمي، وخلال تلك الفترة وإلى يومنا هذا تغيرت نظرة العالم إلى العملية التعليمية، وبرزت أهمية التكيف والتطوير وضرورة الاستثمار في البنية التحتية التقنية وتدريب المعلمين ودعم الطلاب نفسياً وتعليمياً، لإعادة بناء نظام تعليمي عصري مرن شامل يستجيب لتغيرات العالم في ظل التحولات المتسارعة عالمياً،
ولم تكن استجابة جائزة الملك عبد العزيز للبحوث العلمية لهذه التحديات مجرد رصد أو تشخيص، بل تجاوزت ذلك إلى دعوة منهجية للبحث العلمي الرصين، الذي يُعيد رسم السياسات، ويقترح البدائل، ويبني بيئات حاضنة وآمنة لنمو الطفل وتطوره، ولقد عكست محاور الدورة الثالثة من الجائزة وعياً عميقاً بتغيرات العالم من حولنا، من تداعيات جائحة كورونا، إلى أزمات الحروب وتغير المناخ، وصولاً إلى التحولات التكنولوجية المتسارعة. وفي مواجهة هذه التحديات، كان لا بد من تفكير جديد… عقل جديد… يليق بإنسان جديد… في مجتمع جديد. وهذا هو جوهر فلسفة المجلس، وهذا هو جوهر هذه الجائزة، لتشجيع الابداع ودعم البحوث العلمية لبناء مستقبل قائم على المعرفة والابتكار.
الحضور الكريم
ان جامعة الدول العربية تؤمن بأن البحث العلمي ليس ترفاً أكاديمياً، بل ضرورة وجودية. فالسياسات الرشيدة، والتدخلات المؤثرة، لا تُبنى إلا على معرفة دقيقة، وفهم عميق، وسياق واضح، وقد اهتمت جامعة الدول العربية بدعم البحث العلمي ايماناً منها انه الركيزة الأساسية للتقدم والتنمية وتحقيق التنمية المستدامة والشاملة، حيث اعتمدت الامانة العامة لجامعة الدول العربية الاستراتيجية العربية للبحث العلمي والتكنولوجي والابتكار في القمة العربية (28)، عام 2017 لبلورة رؤية عربية للنهوض بالبحث العلمي والتكنولوجي والتطوير والابتكار وربطها بالتنمية والاقتصاد في الوطن العربي، وتتلخص هذه الرؤية في الوصول بمنظومة البحث العلمي والتطوير والابتكار في الوطن العربي، قبل عام 2030، حتى تتماشي مع أهداف التنمية المستدامة.
ختاما
اتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى المجلس العربي للطفولة والتنمية، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال، على هذا الجهد المتواصل في ترسيخ ثقافة البحث، وتمكين المعرفة، وبناء جيل جديد من الباحثين العرب المهتمين بقضايا الطفول،،،،،.
كما نُثمن جهود اللجان العلمية والخبراء والباحثين الذين ساهموا في إغناء هذه الدورة، ونعتبر ما طُرح من أفكار ومقترحات وتوصيات، خارطة طريق ملهمة لكل من يعمل في ميدان الطفولة والتنمية،،،،،
كما نجدد عهدنا بأن نواصل العمل معًا، في إطار هذه الشراكة النوعية، لتعزيز ثقافة الأمل، وترسيخ القيم الحقوقية، وتمكين الطفل العربي من أن يكون فاعلاً في مجتمعه، لا مجرد متلقي، وأن يحيا في كنف المعرفة، والعدالة، والكرامة،،،