كلمة وزير التعليم العالي والبحث العلمي في مصر خلال جائزة الملك عبد العزيز للبحوث العلمية
في قضايا الطفولة والتنمية

كلمة وزير التعليم العالي والبحث العلمي في مصر
خلال جائزة الملك عبد العزيز للبحوث العلمية
في قضايا الطفولة والتنمية
ألقت د. رشا شرف – ممثلة وزير التعليم العالي كلمة وزير التعليم العالي نيابة عنه خلال احتفالية تسليم الجوائز للفائزين في الدورة الثالثة “جائزة الملك عبد العزيز للبحوث العلمية في قضايا الطفولة والتنمية” تحت عنوان “التعليم في عالم ما بعد كورونا” التي أقيمت اليوم تحت رعاية الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود – رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، قالت فيها:
– سمو الأمير الملكي عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز ال سعود – رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية
– سعادة الاستاذ الدكتور حسن البيلاوي – الامين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية
– أصحاب السعادة، السيدات والسادة، الحضور الكريم،

يسعدنا أن نلتقي، لنحتفي بالدورة الثالثة من جائزة الملك عبد العزيز للبحوث العلمية في قضايا الطفولة والتنمية، والتي تأتي هذا العام تحت عنوان بالغ الأهمية والراهنية: “التعليم في عالم ما بعد الكورونا”.
لقد شكّلت جائحة كوفيد-19 نقطة تحول كبرى في مسيرة البشرية، وفرضت على العالم بأسره تحديات غير مسبوقة طالت جميع مناحي الحياة، وكان التعليم في مقدمة هذه القطاعات التي تأثرت بعمق.
ومع تفشي الأزمات المتلاحقة – من المخاطر البيئية، والاضطرابات الاقتصادية، والنزاعات المسلحة، وصولاً إلى تغيرات سوق العمل – بات لزامًا علينا أن نتأمل ونتفاعل مع هذه المتغيرات بمسؤولية ووعي علمي عميق، حيث يولد الأمل من رحم التحديات.
وفي هذا السياق، تبرز أهمية البحوث التطبيقية في مجال العلوم الاجتماعية، باعتبارها أداة محورية لفهم الواقع وتحليل تحوّلاته، وصياغة استجابات علمية تستند إلى بيانات ومعرفة دقيقة، تعزز من جاهزية النظم التعليمية وتُسهم في حماية الطفولة والتنمية في مواجهة الأزمات.
إن هذه الجائزة المباركة، التي تحمل اسم الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه – تأتي دعماً وتحفيزاً للباحثين العرب في مجال الطفولة والتنمية، واعترافاً بدورهم الحيوي في رسم السياسات التربوية والاجتماعية المبنية على الأدلة. كما تمثل هذه المبادرة منصة رفيعة لتكريم العقول التي سخّرت إمكانياتها لخدمة مستقبل الأجيال القادمة.
كما لا يفوتنا في هذا المقام أن نشيد بالدور الحيوي الذي تضطلع به وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في جمهورية مصر العربية في دعم قضايا الطفولة والتنمية، من خلال تشجيع البحث العلمي التطبيقي، وتعزيز ثقافة الابتكار والمعرفة المرتبطة بالاحتياجات الفعلية للمجتمع، لا سيّما ما يتعلق بحقوق الطفل وتنشئته وتعليمه في ظل التغيرات المتسارعة.
ويأتي هذا التوجه متسقاً مع رؤية الدولة المصرية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تولي الطفل المصري والعربي والإفريقي أولوية قصوى في برامجها التنموية، وتحرص على تمكينه وتوفير البيئة الحاضنة لنموه السليم على المستويات الصحية والتعليمية والنفسية والاجتماعية.
وقد أطلقت الدولة والوزارة خلال السنوات الأخيرة عدة مبادرات رائدة في هذا الإطار، منها:
مبادرة جامعة الطفل من انجح مبادرات الوزارة في تأهيل الطفل وتوسيع مداركه فيما يتعلق بمهارات التفكير والابتكار والتخصصات العلمية بمختلف اشكالها والتي خدمت على مدار سنوات مئات الآلاف من الأطفال في مصر
ومبادرة “حياة كريمة” التي تُعنى بتحسين جودة الحياة في الريف المصري، بما يشمل النهوض بخدمات التعليم والصحة للأطفال في المناطق الأكثر احتياجاً؛
مبادرة “1000 يوم الأولى في عمر الطفل”، التي تهدف إلى دعم صحة الأطفال منذ الولادة وحتى عمر السنتين؛ الاستراتيجية الوطنية للطفولة والأمومة، والتي تعمل على تعزيز حقوق الطفل وحمايته من كافة أشكال العنف والاستغلال؛ فضلاً عن التوسع في إنشاء وتطوير مدارس الطفولة المبكرة، ودمج التكنولوجيا في التعليم منذ المراحل الأولى.
كل هذه الجهود تؤكد أن الطفل المصري في قلب أولويات الدولة، وأن بناء أجيال واعية ومتعلمة ومؤهلة لمواجهة تحديات العصر، يبدأ من إيمان راسخ بأن الطفولة هي حجر الأساس لأي تنمية حقيقية ومستدامة.
اطيب امنياتي التوفيق للباحثين العرب الفائزين اليوم ونبارك لجميع المشاركين والفائزين، ونعبر عن بالغ تقديرنا لكل من ساهم في إنجاح هذه الدورة، آملين أن تكون أبحاث هذا العام شعلة تضيء درب التنمية المستدامة، وتُسهم في بناء تعليم resilient قادر على التكيّف والمضي قُدماً رغم التحديات.
واقول لهم ان الفوز بالجائزة هو بداية وليس نهاية
بداية طريق بحثي مثمر ومزيد من الجوائز باذن الله