منار علي تكتب .. اضطراب ما بعد الصدمة
بقلم: منار علي محمد أحمد
مع ازدياد أخبار الكوارث سواء كانت طبيعية أو من صنع الأنسان، والتي أصبحنا كل يوم نستيقظ على كارثة جديدة قد تكون مكررة أو فريدة من نوعها، ومع استخدامنا لمواقع السوشيال ميديا وخاصة الفيس بوك كوسيلة لنشر تلك الأخبار لتزويدنا بمعلومات عن الحادثة (حجمها، مكانها، أسبابها، عدد ضحاياها أو أسمائهم، أو البحث عن أشخاص لم يتم التعرف على هويتهم في الحادثة)، فكلها أخبار مليئة بالحزن والخوف والترقب، وخاصة أن تم نشرها على موقع الفيس بوك محملة بصور ومقاطع فيديو تؤذى من يشاهدها نفسيا وجسديا، فمع التقنيات الحديثة ووجود كاميرات مراقبة في أغلب الأماكن، الأمر الذى سهل توثيق أى حادثة وتصويرها، ونشرها على موقع الفيس بوك، وأن لم يكن هناك كاميرات مراقبة فالتليفون المحمول والانترنت سهلوا على من متواجد في مثل هذه الاماكن أن يلتقط صور ومقاطع فيديو عن الحادثة، التي قد تحمل أيضا مشاهد مروعة ونشرها على موقع الفيس بوك ليشاهدها ملايين من الناس، هذه المشاهد ليست مجرد مشاهد عابرة لن تؤثر على الجمهور، لكنها تحمل فى طياتها صدمات نفسية خطيرة، فمن يشاهد مثل هذه المشاهد قد تصيبه أعراض ما يسمى باضطراب ما بعد الصدمة Post- Traumatic Stress Disorder.
لذا يعد اضطراب ما بعد الصدمة PTSD من أكثر السلبيات التي تصاحب الانسان، فهو اضطراب نفسى ينتج عند مشاهدته لتلك المشاهد او قراءة خبر عن حادثة ما، وهو ما قد يعرضه لخوف الشعور بحدوث التجربة من جديد والكوابيس Flashbacks& Nightmares، تجنب مواقف وأماكن معينة، الشعور بالتيقظ دائما، مشاعر الفزع والخوف والاكتئاب، عدم انتظام نبض القلب، مشاكل في الذاكرة والأدراك، لذلك فهو من المصادر المقلقة والخطيرة على الصحة العامة، لما يحمله من تأثيرات نفسية وجسدية قد تستلزم العلاج فى بعض الأحيان، كتعاطي المسكنات والمهدئات للنسيان.
التعريف بالكاتب:
منار علي محمد أحمد – ماجستير كلية الإعلام – جامعة القاهرة
