الاخبار

أحمد نور الدين يكتب :صحتى.. حقى

صحتى.. حقى
بقلم: أحمد نور الدين
مدير التحرير بالأهرام

 

أحمد نور الدين مدير تحرير الأهرام التعاوني

بدعوة كريمة من الأستاذ الدكتور أشرف عبد العزيز الأمين العام للاتحاد العربى للتنمية المستدامة والبيئة، واحتفالا بيوم الصحة العالمى الموافق السابع من أبريل من كل عام، كان لى شرف الحضور وإلقاء محاضرة ضمن احتفالات الاتحاد بهذه المناسبة العالمية بندوة “صحتى.. حقى” والتى عقدت فى العشرين من الشهر الجارى بمقر الاتحاد بقاعة الندوات بالمجلس الاسلامى العالمى للدعوة والإغاثة، وسط كوكبة من خيرة علمائنا الأجلاء فى مجال الطب والزراعة والعمارة.
وكم كان مصيبا الأستاذ الدكتور أشرف عبد العزيز الأمين العام للاتحاد العربى للتنمية المستدامة والبيئة وأتحاده العربى المبارك من اختيار محاور وموضوع هذه الندوة تماشيا مع مجريات وواقع البيئة الطبية والصحية و السلوكية والغذائية، والمعمارية، والزراعية والاعلامية المعاشة الآن، فحملت الندوة عنوان “صحتى.. حقى”، وهو مطلب وحق مشروع فى أن يحياه كل فرد فى وطننا، بل على وجه البسيطة كلها، وفقا لأهداف وآليات التنمية المستدامة المطالب بها من كل المؤسسات المحلية والدولية.
فجاءت رؤية الاتحاد العربى للتنمية المستدامة والبيئة فى ندوته الاحتفائية الاحتفالية متمثلةً فى المناداة بحق كل شخص في كل مكان في الحصول على الخدمات الصحية والتعليم والمعلومات، فضلا عن توفير مياه شرب آمنة وهواء نقي وتغذية جيدة ومسكن مناسب وعمل لائق، وظروف بيئة ملائمة، والتحرير من التميز.
‏وكان صوب عينيه باحتفاليته العالمية كذلك، هدف نشر الوعي الصحي بين جميع فئات المجتمع في صورة ندوات تثقيفية ورسائل توعوية مرئية مسموعة ونشاط صحية، وقاية من الأمراض وتحسينا لخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، بهدف الحفاظ على الصحة العامة، وتبادل الخبرات العلمية والعملية ووضع رؤية مستقبلية لحياة صحية مستدامة.
جمع مبارك من خيرة علمائنا أدلوا بخير عطائهم العلمى فى مجال الطب والصحة والتغذية والعمارة والصحة النفسية والإعلام، وفق رؤى وفكر ثاقب ومبادرات علمية دولية تنم عن مكانة هؤلاء العلماء المحلية والدولية، ومدى أهمية أطروحاتهم ومبادراتهم التى ما إن تدخل حيز التنفيذ ويعمل بها، سيكون للشأن المحلى الصحى الطبى والمعمارى والتغذوى والسلوك النفسي شأن آخر مختلف وفق مبادرات مصرنا الحبيبة 2030، ورؤى وأهداف اتحادنا الطيب الاتحاد العربى للتنمية المستدامة والبيئة بكوكبة علمائه العظام فى شتى المجالات المختلفة.
من هذه الرؤى المباركة، اذكر ما تناولته العالمة الجليلة الاستاذ الدكتور جميلة محمد نصر أستاذ القلب والأوعية الدموية، ممثل مصر وقارة افريقيا فى الجمعية العالمية لطب القلب الوقائى، وممثل مصر فى طب القلب الوقائى للجمعية الاوربية لأمراض القلب، نائب رئيس جمعية القلب المصرية، ونقيب أطباء الإسماعيلية، وما تناولته فى أطروحتها (التحول الرقمى والصحة)، من أنه مجموعة التقنيات الرقمية التي تسمح للعاملين بالمجال الطبى والأطباء بتحسين عملية علاج المريض، واكتشاف الأدوية، وجعل ممارسة الطبابة أسهل، فهو يبسّط عمل الأطباء، ويحسّن أنظمة العمل ونتائج المرضى، كما يقلّل الأخطاء البشرية، ويخفّض التكاليف عبر تطبيقات الويب والهواتفـ، ومن أبرز الأمثلة على التحول الرقمي في مجال الطب والصحة: السجلات الصحية الإلكترونية، المواعيد عبر الإنترنت، التطبيب عن والأجهزة الطبية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
إضافة أن التحول الرقمي في قطاع الصحة اصبح أولوية لدى قادة الرعاية الصحية في عصر غزت فيه الرقمنة مختلف مجالات الحياة، ذلك لكونه يعزّز العلاقة بين المرضى والأطباء، و يعيد تشكيل طريقة التفاعل بينهم، وآلية مشاركة البيانات وطرق اتخاذ قرارات العلاج والنتائج الصحية، جنبا الى أنه يعود التحول الرقمي في قطاع الصحة بالكثير من الفوائد، فهو يغير كيفية أداء المؤسسات الطبية للمهام الإدارية وطريقة تلقي المرضى للعلاج، وغير ذلك.
من الأطروحات المهمة أيضا بالندوة ما جاءت به الاستاذ الدكتور منال احمد مهدلي عميد معهد الصحة العامة للدراسات العليا بجامعة الإسكندرية سابقا، بعنوان “التغيرات المناخية وأثرها على الصحة العامة”، وتوصياتها المثمنة التى أوصت بها ومنها : تعزيز قدرة القطاع الصحي على الصمود و التصدي للمخاطر المتصلة بتغير المناخ، وإدماج تدابير الصحة العامة في جميع السياسات المتعلقة بتغير المناخ، والاستثمار في الصحة و الخدمات الصحية و تحويل المنشآت الصحية الى منشئات صحية خضراء، وتشجيع الاستثمار الأخضر و الاقتصاد الأخضر المنخفض الكربون، إضافة لتعزيز قدرة المجتمعات على التكيف مع التغيرات المناخية المتوقعة في القطاعات المختلفة مثل الزراعة والماء و استخدام الطاقة النظيفة للوصول الى الحياد الكربوني 2050 ، والتوعية بمخاطر التغيرات المناخية وطرق مواجهتها بسلوكيات صحيحة لجميع فئات المجتمع وخاصة المرأة من خلال المنصات الإعلامية المختلفة والمجتمع المدني و في المدارس والجامعات ومراكز الشباب.
كما أوضحت الدكتورة شكرية المراكشي رئيس مجلس إدارة شركة مصر تونس للتنمية الزراعية “أهمية الصحة النفسية وكيفية التعامل مع التحديات والضغوط اليومية”، فى أطروحتها مبينة أن الصحة النفسية تعتبر جزءًا حيويًا من الصحة الشاملة للإنسان، إذ تمثل الحالة العقلية والعاطفية والاجتماعية التي يعيشها الشخص، ومن خلال الرعاية الصحية النفسية، يمكن للأفراد تحسين جودة حياتهم وزيادة إنتاجيتهم وتعزيز علاقاتهم الاجتماعية.
وفى مبادرتها القيمة ” تأثير البيئة المشيدة علي صحة الانسان”، أوصت الاستاذ الدكتور هبة محروس أستاذ مساعد بقسم العمارة كلية الهندسة بأكاديمية الحديثة الهندسة والتكنولوجيا تخصص تصميم وتخطيط بيئة، بأهمية تحقيق المدن صحية بمصر ضمن التوجه نحو مدن الجيل الرابع حتى تكون تطبيق لأهداف التنمية المستدامة بمصر 2030 ، إلزامية التوجه نحو تتبع الآثار الصحية في المدن، وذلك بعمل نماذج تدرس الطبقات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية لتقييم الرعاية الصحية الراهنة وتوفير حلول معمارية وعمرانية تبعا للوضع الراهن، إضافة لإلزامية تناول التقييم المجتمعي في تصميم المدن الجديدة كأحد مؤشرات تحقيق الاستدامة الاجتماعية للمدن من اجل تحقيق جودة الحياة.
وتحت عنوان “مخاطر المبيدات الزراعية على صحة المرأة والطفل” لفتت الأستاذة الدكتورة هالة الأخضر الاستاذ بمعهد البحوث الزراعية أنظارنا جميعا إلى أهمية هذه القضية السلوكية الحياتية التى يحياها ويعيشها ويمارسها إخوتنا فى الريف والصعيد المصرى، موصية
بوجوب أن نكون على دراية بالمخاطر المحتملة لذلك، مع اتباع التدابير الوقائية للحد من التعرض للمبيدات الزراعية، مؤكدة أن التوعية والتثقيف حول هذا الموضوع تعتبر أمرًا بالغ الأهمية لحماية صحة المرأة والطفل، وضمان بيئة صحية وآمنة، وهذا من أهم الأدوار التي تلعبها منظمات المجتمع المدني مع الجهات الحكومية المتخصصة في نشر الوعي والتثقيف.
ثم أخيرا، محاضرتى عن “دور الإعلام في تشجيع الاكتشاف المبكر للأمراض المعدية وغير المعدية”، مؤكدا فيها أن الِإعلام يلعب دورا كبيرا مهما ومؤثرا في التوعية والتثقيف الصحّي، حيث إن الِإعلام يصبح عند انتشار الأوبئة والأمراض المعدية مقصدًا للجمهور عن الحقيقة والمعلومة، وفي أحيان كثيرة يتصدر المشهد، ويصبح النافذة الرئيسة التي يطل الجمهور من خلالها على ما يجري، موصيا بضرورة قيام وسائل الِإعلام بتقديم معالجة شاملة وعميقة للأوبئة والأمراض المعدية، ذات طابع تحليلي وتفسيري واستقصائي، مع ضرورة التكامل والتعاون بين وسائل الِإعلام والجهات الصحيّة المعنية، ووجوب تشكيل فرق عمل تضم خبراء إعلام وأخصائيين من القطاع الصحّي لإعداد و إنتاج المواد والبرامج الِإعلامية في المجالات الصحية.
ختاما.. أوجه شكرى للاستاذ الدكتور أشرف عبد العزيز الأمين العام للاتحاد العربى للتنمية المستدامة والبيئة، وعلمائنا الأكارم على أطروحاتهم القيمة المثمنة بندوة “صحتى.. حقى” احتفالا بيوم الصحة العالمى، والمستشارين الإعلاميين للاتحاد، الإعلامية القديرة عبير عبدالرحمن ، والإعلامية القديرة شيرين سامى، والأمين العام المساعد للاتحاد المهندس سعيد اللبان.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى