الاخبار

تأثيرات جائحة كورونا على القطاع الزراعى

وزيادة الاهتمام بالنباتات الطبية فى دائرة الحوار فى الملتقى الأفروأسيوى

تغطية اخبارية: وفاء ألاجة

تواصلت فعاليلت الملتقى الأفروأسيوى للثقافات العربية وقدم الأستاذ الدكتور خالد شمس مستشار رئيس المركز القومى للبحوث ورئيس شعبة البحوث الصيدلية الأسبق محاضرة تحت عنوان ” النباتات الطبية وصناعة الدواء فى مصر بين الحاضر والمستقبل ” مؤكدا على أهمية امتلاك المواد الخام لصناعة الأدوية ودور النباتات الطبية فى مجال الطب الشعبى منذ ألاف السنين ،فالمصرى القديم رسم صور النباتات الطبية على جدران المعابد وظهرت فى المراجع العلمية لحكماء العرب مثل ابن سينا والرازى التى فتحت للعالم مجالا للطب والمعرفة.

والمستخلصات الطبية من النباتات العطرية التى تدخل فى صناعة الدواء تمثل من 8% الى 10% وتخضع للترخيص من وزارة الصحة وهى أحد القطاعات الهامة للاقتصاد لزيادة قدرتها التنافسية فهى توفر الاف من فرص العمل وتخضع لمعايير الجودة والمتطلبات الدولية للتصدير ،ولكننا فى مصر نعانى من عدم وجود صناعة حقيقية لصناعة الأدوية من النباتات الطبية والعطرية ولكننا نستورد المواد الخام من الخارج ولانستغل الأبحاث ونطبقها على مستوى الصناعة فلاتوجد جهة مسؤلة عن زراعة نباتات عطرية ونعانى من تذبذب الأسعار لعدم استخدام الميكنة فتزداد تكلفة الانتاج بالرغم من امتلاك مصر مقومات صناعة الدواء من النباتات العطرية مما يستلزم تبنى منظومة وطنية لصناعة الدواء من النباتات الطبية .

وندعو لانشاء مجلس أعلى يتولى السياسات العامة لزراعة وتصدير النباتات الطبية ،كما تدعو منظمة الصحة العالمية لاستغلال الطب الشعبى لتوفير الرعاية الصحية وتعزيز الاستخدام المأمون للطب الشعبى واقامة محطات تجريبية لزراعة النباتات الطبية واخراج البحوث التى تجريها المراكز البحثية للنور لانتاج مجموعة مختارة من النباتات العطرية ومعاملتها بعد الحصاد والجمع واستخدام الطاقة الشمسية فى تجفيفها وتطوير عمليات الاستخلاص بالتكنولوجيا الحديثة لزيادة الانتاجية ،وتوفير وحدات اختبارات الجودة والضمان ،وتدريب العاملين فى المجال،وندعو لانشاء تحالف عربى يستهدف التعاون بين الدول العربية وتبادل الخبرات تحت رعاية جامعة الدول العربية لتمويل الصناعات القائمة على النباتات الطبية والعطرية ،وادخالها ضمن المشروعات القومية.

وأشار الأستاذ الدكتور شعبان أبو حسين عضو مجلس أمناء والأمين المالى للمؤسسة المصريةالعربية وأستاذ العلوم الزراعية بالمركز القومى للبحوث لتداعيات جائحة كورونا على القطاع الزراعى فى مصر والوطن العربى مشيرا لتأثر بعض الدول الأوربية مثل فرنسا وايطاليا وأسبانيا بخسائر فى مجال الزراعة والدخل القومى لأنها تعتمد على الزراعة والتصدير لأوروبا فايطاليا تعتمد على العمالة من دول المغرب العربى وشرق أوروبا وظروف الحظر منعتها من السفر فى وقت الحصاد وأدى ذلك لخسائر كبيرة، وكذلك هولندا والهند لم تستطيعا تصدير انتاجهما وتعرضتا لخسائر.

وفى مصر يعتمد الاقتصاد على الزراعة التى توفر 55%من احتياجات الغذاء ،ويعمل بالزراعة من 25% الى 30%من العمالة، وتساهم الزراعة بنحو  12% من الناتج المحلى وتمثل 20%من الصادرات ،وتأثرت الفاكهة ماعدا الموالح لشدة الاقبال عليها لاكتساب المناعة وانخفضت أسعار بعض المحاصيل مثل البطاطس والفراولة لعدم تصديرها ،وارتفعت أسعار القمح لأن الدول المنتجة له فرضت حظر على صادراتها من القمح ونظرا لاختلاف الاجراءات الاحترازية من دولة لأخرى زادت تكاليف التصدير وزادت نسبة الفاقد منها .

ونظرا لتوقف الأنشطة السياحية واغلاق المطاعم انخفضت أسعار الفاكهة والخضر لبعض الوقت ،وخصصت مصر مائة مليار جنيه لمواجهة الوباء وقامت بدراسة القطاعات الأكثر تضررا وخفضت أسعار الغاز الطبيعى للصناعة وتخصيص خمسين مليار جنيه للتمويل العقارى وتشجيع السياحة وقررت الدولة زيادة المساحات المزروعة بالمحاصيل الرئيسية مثل القمح والبقوليات ووفرت السعة التخزينية للسلع الاستراتيجية وقامت بالاستثمار فى التقنيات الزراعية الحديثة التى تزيد الانتاج وتوفر المياه مثل الصوب الزراعية .

وخطط العالم لمواجهة مابعد كورونا بعد اكتشاف أن المؤسسات لاتعمل من أجل الهدف التى أنشأت من أجله،واكتشاف أن العولمة التى نعرفها لم تعد موجودة فالكل سواء أمام وباء كورونا، وزادت قيمة الدولة ودورها فى التعليم والصحة والخدمات العامة ،وطالبت بعض الدول بالرجوع للعدالة الاجتماعية والانصاف فى توزيع الثروات، وظهور تكتلات اقليمية  صغيرة لتتكامل فيما بينها لمواجهة التحديات.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى