الاخبار

د.سعيد أبو على:سنظل حريصين على دعم الأنروا

كلمة
السيد الدكتور / سعيد أبو على الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة أمام الاجتماع المشترك الحادي والثلاثين بين مسؤولي التعليم في الأونروا ومجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين

السيدات والسادة رؤساء وأعضاء الوفود:
يسعدني الترحيب بحضراتكم بمناسبة انعقاد الاجتماع الحادي والثلاثين بين مسؤولي التعليم في الأونروا ومجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين في دورة انعقاده (85)، شاكراً لكم حضوركم في مقر الأمانة العامة بالقاهرة بعد انقطاع دام عامين بسبب جائحة كورونا والذي اضطررنا خلالهما إلى عقد الاجتماع المشترك عبر خاصية الفيديو كونفرانس فأهلاً بكم ومرحبا، كما يسعدني أن أنقل لكم تحيات معالي الأمين العام السيد أحمد ابو الغيط وتمنياته لاجتماعكم النجاح والتوفيق، وأود هنا أن أوجه تحية تقدير لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الاونروا) على دورها الحيوي والهام في دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه.

وإذ أرحب بالسيد/ موريتز بيلاغر القائم بأعمال مدير دائرة التعليم في الاونروا والذي يشارك معنا لأول مرة فأنني أحيي وأشكر جهود مدراء التعليم في مناطق الوكالة الخمس وكافة العاملين فيها ودورهم الفعال في تقديم خدمات التعليم لأبناء اللاجئين الفلسطينيين في ظل ظروف صعبة للغاية وتحديات كبيرة وخاصة مع تفشي فيروس كورونا وما فرضه من تحديات جديدة جوبهت بالصمود والاصرار على مواصلة العملية التعليمية والابتكار واستخدام أساليب جديدة لضمان استمرارها بكفاءة وفاعلية.

ولا يفوتني أيضاً توجيه التحية والتقدير للدول العربية المضيفة والمنظمات والاتحادات العربية والإسلامية المتخصصة أعضاء مجلس الشؤون التربوية، لما تبذله من جهود متواصلة لدعم المسيرة التعليمية لأبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي الشتات، ومساعدة أبناء الشعب الفلسطيني لمواجهة محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة في استهداف التعليم الفلسطيني.

السيدات والسادة،،
يأتي اجتماع اليوم في ظل تصاعد الهجمة الشرسة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي تندرج عناوينها في إطار جرائم حرب وهي تشمل جرائم التطهير العرقي والتهويد والتهجير والاستيطان إلى جانب جرائم القتل والاعتقال والتعذيب والاستهداف لمنظمات المجتمع المدني الفلسطيني ووصمها بالإرهاب في سابقة خطيرة تندرج تحت إرهاب الدولة الرسمي، الأمر الذي يستوجب تدخل المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته والتحرك الفعلي للضغط على إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لوقف هذه الممارسات والجرائم، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وهو الحق الطبيعي والتاريخي، الحق القانوني الذي مازال يتأكد على أرض الواقع، كما في قرارات الشرعية والتي كان أخرها في الأمم المتحدة قبل أيام وبشبه اجماع دولي .. وإذ نحي مواقف الدول الـ 158 التي دعمت وأكدت هذا الحق في تصويتها الأخير فإننا ندعو هذه الدول مجتمعة وعبر آليات الأمم المتحدة وهيئاتها لأخذ زمام المبادرة والتحرك الفعلي اللازم لإرغام سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الانصياع لهذه الإرادة الدولية فقد آن لهذا الاحتلال أن ينتهي بما يمكن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوق ويمكن الإرادة الدولية من ترجمة قرارتها ويمكن المنطقة بأسرها من بناء السلام والاستقرار والازدهار ودحر العنف والإرهاب اسهاما في تعزيز السلم والأمن والتعاون الدولي.

ولا شك بأن التعبير عن هذا الموقف والحراك الدولي وتوظيف الطرق القانونية والسياسية والاقتصادية إلى جانب إنفاذ العدالة الدولية بات اليوم أكثر الحاحا ليجسد المجتمع الدولي قوة ارادته واصراره على تنفيذ قراراته والالتزام بقواعد وأسس ومبادئ قوانينه وسبل تطبيقها، التي أصبحت على محك الاختبار أمام تكرار إصدارها والامعان الإسرائيلي في انتهاكها والتنكر لها وتجاهلها بل الضرب بها عرض الحائط استهتارا واستعلاءا وتحديا يدفع الشعب الفلسطيني ثمنه الباهظ من دمائه وأرضه وحقوقه ، كما يمتحن النظام الدولي بمصداقيته وفعاليته وينقلب بصمته وضعفه وقلة حيلته تحفيزا وتشجيعا للاحتلال على مواصلة ممارساته وجرائمه ما يضاعف من التعقيدات والتحديات والمخاطر التي تنذر بها مالات هذا الصراع ليس على المنطقة فحسب بل على السلم والأمن الدوليين .. ما نحذر من عواقبه الوخيمة وندعو للتصدي الحازم لتداعياته بإعادة احياء عملية سلام جادة بإشراف دولي وعلى أسس ومبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لإنهاء هذا الاحتلال وإنقاذ حل الدولتين طريقا وحيدا لتحقيق السلام الذي تنشده المنطقة ودول العالم،
السيدات والسادة،،

كما يأتي هذا الاجتماع في ظل استمرار وتواصل الأزمة المالية الطاحنة التي تواجه الاونروا على مدار السنوات الماضية والتي أدت إلى التأثير بشكل مباشر على الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين، والعاملين بالأونروا وباتت تنعكس على مجمل مسؤوليات الأونروا وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها.

هذا بالإضافة إلى ما تواجهه الاونروا من حملة شرسة وظالمة على منهاجها التعليمي والمحاولات المستمرة لوصمه بالتحريض على العنف والإرهاب، والتي تستهدف منع الدول المانحة من تقديم مساهماتها إلى الموازنة العامة للأونروا مما يهدد بعدم قدرة الوكالة على الوفاء بالتزاماتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين، وفي هذا السياق سياق دعم الجامعة العربية وتعاونها مع الأونروا لمواجهة هذه الحملة كما الأزمة المالية فإن معالي السيد الأمين العام وفي نطاق متابعته واهتمامه الخاص بمتطلبات اسناد الأونروا قد وجه في 11/10/2021 رسالة للسادة وزراء الخارجية العرب لتوجيه سفاراتهم بالخارج لإثارة هذا الموضوع في مجال عملهم سواء مع الحكومات أو البرلمانات للتصدي لتلك الحملة، كما وجه معاليه بعثات الجامعة في الخارج بالتنسيق مع مجالس السفراء العرب في إطار مجال عملهم الدبلوماسي لدعم الاونروا وضمان استمرار الجهات المانحة في تقديم التمويل اللازم لها .

وهذا ما نتطلع أن يساهم به أيضا المؤتمر الدولي لدعم الاونروا والذي من المقرر عقده في منتصف الشهر الحالي لتأمين توفير تمويل مستدام وكاف ويمكن التنبؤ به، وأن تكون هناك مشاركة كبيرة وفعالة من كافة الدول المانحة وأن يسفر المؤتمر عن نتائج فعالة تجنب الحلقة المفرغة التي تعانيها الاونروا والأزمات المالية المتكررة خلال السنوات الأخيرة.

الحضــور الكريــم:
ستظل الجامعة العربية داعمة ومساندة للأونروا كعنوان للالتزام الدولي تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين وحتى الوصول إلى حل عادل وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وسنظل حريصين على استمرار وتفعيل وتطوير قنوات العمل المشترك والتنسيق بين جامعة الدول العربية والاونروا.

واختتم كلمتي هذه بثقتي الكبيرة بأن اجتماعكم الموقر هذا، سيخرج بنتائج هامة تدعم العملية التعليمية وتفضح وتدين الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، وبتوصيات تسهم في تحقيق تقدم المسيرة التعليمية وتحسين جودة التعليم لأبنائنا الفلسطينيين وضمان جودة التحصيل العلمي لهم بما يمكنهم من الارتقاء بمؤسسات دولتهم الآتية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكينها من ممارسة سيادتها واستقلالها وتجسيد حلم الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية بل والضمير العالمي الإنساني بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى