الاخبارمقالات

الطحالب البحرية تحمى الأغنام من الاجهاد الحرارى

استخدام الطحالب البحرية البنية كإضافات غذائية لتعديل الاستجابات الحرارية التنفسية والإلتهاب والاجهاد التأكسدى في ذكور الأغنام البرقى المتحداه بالسُم البكتيري

كتبت : د. وفاء عادل فوده
باحثة بقسم فسيولوجيا الحيوان والدواجن ، شعبة الإنتاج الحيوانى والدواجن ، مركز بحوث الصحراء ، مصر

يُعتبر الإجهاد الحراري من أقوى الضغوط البيئية تأثيراً على الماشية في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية (مثل جمهورية مصر العربية)، مما قد يؤثر على صحة الحيوان وبالتالي على كفاءة الأداء الإنتاجي والتناسلى للحيوان. وقد يتسبب في خسارة اقتصادية عالمية هائلة في الثروة الحيوانية وإنتاج الألبان. حيث ان الإجهاد الحراري يسبب إنخفاضا في تدفق الدم إلى الأعضاء الحشوية وذلك للتخلص من الحرارة الزائدة عن طريق الجلد، مما يسبب نقصا في أكسجة هذه الأعضاء يتبعه إنتاجا مفرطا للشوارد الحرة المسببة للأكسدة الخلوية، ويؤدي ذلك بدوره إلى إتلاف هذه الأعضاء بما فيها الأمعاء، فتنتقل البكتيريا من تجويف الأمعاء إلى مجرى الدم من خلال الغشاء المخاطي المعوي التالف مسببة التسمم الداخلي البكتيري.

وفي الآونة الأخيرة أشارت العديد من التقارير العلمية إلى التأثيرات المفيدة للطحالب البحرية، وخاصة الطحالب البحرية البنية الصالحة للأكل على صحة الحيوان. والبحر الأحمر غني بالطحالب البحرية البنية وخاصة (جنس سارجسم). وقد تم اختيار الطحلب البني سارجسم لاتيفوليوم لتحقيق الهدف من هذه الدراسة حيث أنه أكثرالأنواع وفرة، ويحتوى علي قدر كبير من الكربوهيدرات والبروتينات والمعادن ، كما أنه غني بالمركبات الفينولية المضادة للأكسدة الخلوية مثل القلويدات، والفلافونويدات، والكاروتينات، والفيتامينات. وكذلك السكريات-العديدة التي أظهرت نشاطا متميزا كمضادات للاِلتهاب.

وتهدف الدراسة إلى تقييم ومقارنة التأثيرات المحسنة لجرعتين مختلفتين (2٪ و 4٪ من الوجبة اليومية) لطحلب سارجسم لاتيفوليوم على بعض التغيرات الفيزيولوجية والمناعية في ذكور أغنام البرقي المتحداه بالسُم الداخلي البكتيري المستخلص من بكتريا ( إشريشيا كولاي) بجرعة 1,25 ميكروجرام/كيلوجرام من وزن الجسم تُعطى عن طريق الحقن بالوريد في اليوم الثامن والعشرين واليوم الخامس والثلاثين من فترة التجربة).

أوضحت النتائج أن مجموعة الأغنام المتحداه بالسُم الداخلي البكتيري أظهرت زيادة معنوية مقارنة بالمجموعة الضابطة فى الاستجابات الحرارية-التنفسية كما تسبب التحدي بالسُم الداخلي البكتيري فى فقر الدم وارتفاع فى مستوى الكوليسترول. كما أحدث تاثيراً سلبياً معنوياً فى نظام الدفاع المضاد للأكسدة في الدم (نشاط إنزيمي الكاتاليز والسوبرأوكسيد ديسميوتيز)، وفى دلالات تلف الأنسجة وأكسدة الدهون (نشاط إنزيم اللاكتيت دي هيدروجينيز وتركيزالمالون داي الدهيد). و تسبب فى زيادة معدل سرعة ترسيب كريات الدم الحمراء، فضلا عن كثرة عدد الكريات الدم البيضاء (الناجم عن زيادة عدد الخلايا اللمفاوية وكريات الدم البيضاء وحيدة النواة). و أدى التحدي بالسُم الداخلي البكتيري الي زيادة فى تركيز الجلوبيولينات المناعية من النوع “م” والسيتوكينات الاِلتهابية (إنترلوكين-6 والعامل ألفا المنكرز للورم) وكذلك بروتين الصدمة الحرارية-70.

كما أظهرت النتائج أن علف الحيوان الذي يحتوي على طحلب سارجسم لاتيفوليوم وخاصة (4٪ من الوجبة اليومية) عدل وبشكل كبير معظم التغيرات الفيزيولوجية والمناعية التى أحدثها التحدي بالسُم الداخلي البكتيري في ذكور أغنام البرقي مثل إنخفاض معنوي في الاستجابات الحرارية-التنفسية، وفقر الدم، والاِلتهابات الجهازية، وفرط سكر الدم، وكذلك فى مستويات دهون الدم كما أدى إلى تحسن معنوي في نظام الدفاع المضاد للأكسدة الخلوية، وساهم فى حماية الأغنام المتحداه بالسُم الداخلي البكتيري من خطر تصلب الشرايين، والأكسدة الخلوية، وتلف الأنسجة.

نستنتج من هذه الدراسة أن علف الحيوان الذى يحتوي على 2-4٪ من طحلب سارجسم لاتيفوليوم والذى تم جمعه من البحر الاحمر عند ساحل الغردقة كان أمنا ومناسبا لتغذية أغنام البرقي، حيث لم يُحدِث أي تأثيرات ضارة بصحة الحيوان، و ساهم بشكل كبير فى حماية الأغنام من معظم التأثيرات الضارة للتحدي بالسُم الداخلي البكتيري عن طريق تحسين النظام الدفاعي المضاد للأكسدة الخلوية وتنظيم الاستجابات الاِلتهابية للأغنام.

ولذلك توصي الدراسة بإستخدام الطحالب البحرية جنس سارجسم لاتيفوليوم كمكملات غذائية تضاف للأعلاف كطرق وأساليب غير تقليدية يمكن إتباعها فى مجال الإنتاج الحيواني لحماية الحيوانات وتحسين انتاجيتها بحيث تتوفر بها بعض الشروط التى تضمن جودتها وسهولة تطبيقها ومن أهمها أنها من المكونات الطبيعية الآمنة الاستخدام لتفادى التأثيرات الجانبية الضارة للمواد الكيمائية المصنعة و أنها متوفرة فى البيئة ورخيصة التكلفة و مستساغة الطعم بالنسبة للحيوان.

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى