أليات الرقمنة لحفظ التراث الثقافى والحضارى
أليات الرقمنة لحفظ التراث الثقافى والحضارى
تغطية اخبارية: وفاء ألاجة
تهتم لجنة الثقافة الرقمية بالمجلس الأعلى للثقافة بنشر الوعى بالثقافة الرقمية وأهمية التحول الرقمى وناقشت فى ندوتها حول ” دور الثقافة الرقمية فى حفظ التراث المصرى” أهمية الوسائل التكنولوجية الحديثة ودورها فى توثيق والحفاظ على التراث المصرى ،واستعرض دكتور فتحى صالح أستاذ الهندسة بحاسبات ومعلومات جامعة القاهرة ،ومؤسس مركز توثيق التراث الحضارى مشيرا لأبعاد التراث الحضارى التاريخية الذى يمتد عبر سبعة ألاف سنة متمثلا فى خمسة ألاف قبل الميلاد وفترة ماقبل الأسرات الفرعونية وصولا بمينا موحد القطرين ولكن كان هناك شعب وتراث وحضارة قبل توحيد القطرين عام 3000 قبل الميلاد.
وفترة الاسكندر الأكبر عام 300 قبل الميلاد وشهدت مصر فترة الحكم الرومانى ودخول المسيحية وعرف المصريين بأقباط مصر وشهدت مصر الفتح الاسلامى عام 650 والذى ترك لنا أثار اسلامية ،والبعد الجغرافى للتراث المصرى يمثل المواقع المنتشر بها الأثار على مدى العصور المختلفة فى صعيد مصر وسيناء والصحراء الشرقية والغربية، ولدينا ألاف النقاط على الخريطة للمواقع الأثرية الرومانية والفرعونية والقبطية والاسلامية ،واليونسكو صنفت التراث المصرى لحضارى وطبيعى والتراث المادى متمثلا فى المتاحف والأثار والتراث المعنوى متمثلا فى التراث الشعبى والثقافى والفنون والموسيقى والأداب .
وشهدت فترة الثمانينات من القرن الماضى تطور لتكنولوجيا المعلومات واستخدام البيانات فى تصنيف الأثار ،وفترة التسعينيات شهدت التوثيق بالصور والفيديوهات بشكل أكثر تطورا ،والأن تم ربط التكنولوجيا بالموقع الجغرافى للمعالم الأثرية وتحديد موقع الأثر على خطوط الطول والعرض ،وظهر التصوير الثلاثى الأبعاد وتم تصوير الأثر ليظهر ثلاثى الأبعاد مثل ” مجموعة توت عنخ أمون” ،والمتحف المصرى ،وظهرت الحقيقة التخيلية والحقيقة المعززة بوسائط المعرفة ،وشاركنا بمعارض فى باريس بمائة لوحة لفنانين مصريين على مدى العصور ،ويتم عرض اللوحات على لوحة حائطية ،وعن طريق الأيباد تستطيع التحكم فى عرض صور الفنان الذى تريده ،وبضغطة تظهر لك لوحاته ومعها بيانات تفصيلية عن الفنان ولوحاته.
وباستخدام تلك التقنيات الحديثة نستطيع عرض كافة المعالم الأثرية لدينا ولاسيما وأننا نمتلك أكبر مناطق أثرية فى العالم،ولدينا بالمركز المصرى لتوثيق التراث الحضارى قاعات متعددة لعرض المعالم الأثرية ،وقاعة للفلكلور والملابس ،وقاعة لاسهامات علماء الفلك، ولدينا شاشات لعرض تاريخ الملوك لتظهر تاريخهم واسهاماتهم ،فمثلا الملكة حتشبسوت نضغط على الشاشة يظهر متحف الدير البحرى ومحتوياته بشكل ثلاثى ويدور الأثر ليتمكن الزائر من رؤيته وكأنه يقف أمامه بالفعل ،والقاعات مقسمة وفقا للتاريخ الفرعونى والرومانى والقبطى والاسلامى .
والمركز يوثق كافة البيانات للمعالم الأثرية وينشر مطبوعات للتعريف بها من خلال المنشورات والمواقع الالكترونية ،والتكنولوجيا تم توظيفها فى المتحف الكبير ومتحف الحضارة وشاركنا بمناسبة مرور 114عاما على المتحف المصرى وقامت وزارة الأثار بترميم ذقن توت عنخ أمون وفقا للتوثيق الدقيق الموجود لدينا ،وتم عمل هولوجرام للقناع الأصلى لتوت عنخ أمون ووضعه بالمتحف ليتمكن الزوار من رؤيته حتى تنتهى فترة الترميم .
وقاعة توت عنخ أمون مجهزة تكنولوجيا ولو ضغطت على المقبرة تظهر مكوناتها بشكل ثلاثى الأبعاد ،وكذلك مقبرة ” راح حتب” وتمثاله بالحجم الطبيعى وعندما تقف بجانبه ومعك الموبايل يظهر الأثر بالألوان ،وأقمنا معرض مؤقت فى متحف الحضارة لكافة الحرف التراثية وتظهر أيضا تاريخ الحرف وطرق الصناعة عندما تدخل بالأيباد تظهر التفاصيل لكل حرفة ،وكذلك كرسى ” حتب حورس” والدة الملك خوفو ، والعربة الحربية .
والمتحف الكبير الجارى تنفيذه يحتوى على السلم العظيم ،وقاعة توت عنخ أمون ،ومتحف لكل العصور للأثار المصرية ،وكل عام ننظم مؤتمر ” توت عنخ أمون” لعلماء العالم لرؤية هذا الأثر والمقتنيات التى أبهرت العالم وباستخدام eye cube يرى السائح كل محتويات المقبرة مجسمة لأننا أخذنا من أكسفورد تفاصيل الغرفة المدفون بها فى وادى الملوك ووضعناها على لوحة الحائط التى تظهر التفاصيل بمساعدة التطبيقات الذكية والزائر يدخل عبر مكعب ومعه نظارة ليرى الصور المجسمة وتلف حوله ،ولدينا معارض فى مكتبة الاسكندرية بتلك التقنية ،فالرقمنة والتحول الرقمى كان عاملا لعرض حضارتنا وتراثنا الثقافى فى أبهى صورة.
#مجلة_نهر_الأمل