تعزيز الرؤية المُستقبلية للاقتصاد الأزرق
بقلم: د. زينب نصار
نبذة تعريفية عن الاقتصاد الأخضر
ظهر حديثاً فى الآونة الأخيرة على المستوى العالمي الإقليمى والمحلى مصطلح الإقتصاد الأخضر، ويرجع الفضل في إبراز مفهوم الإقتصاد الأزرق إلي الاقتصادي البلجيكي غونتير بولي في مؤتمر ريو عام 2012.
وقد تعددت التعريفات التي قيلت عن الاقتصاد الأزرق لاختلاف وجهات نظر المنظمات العالمية.
الصندوق العالمي للحياة البرية
يُعرَّف الاقتصاد الأزرق بأنه اقتصاد بحري يوفر فوائد إجتماعية وإقتصادية للأجيال الحالية المستقبلية من خلال المُساهمة في تحقيق الأمن الغذائي، القضاء على الفقر، توفير فرص العمل اللائق، الإستقرار السياسي، إستعادة وظائف النُظم الأيكولوجي، وأخيراً المحافظة على التنوع البيولوجي.
جدير بالذكر أن الإنتاج البحري إعتمد على التِقنيات النظيفة والطاقة المتجددة وتدفق الموارد الدائربة لضمان الإستقرار الإقتصادي والاجتماعي. لهذا خَصَّصَت الأُمم المُتحدة ضِمن خطة التنمية المُستدامة 2030 هدفاً مُستقِلاً للحِفاظ على الحياة تحت الماء، وهو الهدف 14 تحت شعار: الحفاظ على المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها بشكلٍ مُستدام لتحقيق التنمية المستدامة.
خصائص الإقتصاد الأزرق
يتسم الاقتصاد الأزرق بالعديد من الخصائص منها أنه جزءٌ لا يتجزأ من الاقتصاد الاخضر من خلال برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمنظمات الدولية الأخرى علماً بأن هذين الإقتصادين هما المُفتاح الرئيسى لضمان بيئة آمنة ومُستدامة والطريق الصحيح للحفاظ على الموارد الطبيعية ومنع البشر بشكلٍ فعَّال من أي إجراءات تَضُر الكواكب وتلوثها.
ويُضاف إلى ذلك أن الإقتصاد الأزرق غاية في الأهمية في حياتنا؛ نظراً لأن البحار والمُحيطات تُغطي أكثر من ثلاثة أرباع سطح الكُرة الأرضية، وتوفر أكثر من نصف الأكسجين في العالم، وتمثل نسبة50 -80٪ من جميع أشكال الحياة على الأرض.
قطاع إقتصادى جديد
المُبهِر فى الأمر أن الاقتصاد الأزرق يُعد قِطاعاً إقتصادياً جديداً وبديلاً إستراتيجياً للدول البترولية وغير البترولية، حيث تشير الأبحاث إلي أن المخزون العالمي من البترول والغاز يَكمُن في باطِن البِحار والمُحيطات.
إلا أنه يوجد العديد من المخاطر التي تُؤثِّر سلباً على استدامة هذه الموارد وتُمثل تهديداً حقيقياً للبيئة البحرية بشكلٍ عام،
ومن أهم هذه المخاطر فُقدان التنوع البيولوجي الناتج عن تدهور راس المال الطبيعي للعديد من النظم الايكولوجي البحرية الساحلية.
مواجهة الأزمات
وقد بدا فى الأفق أن الاقتصاد الأزرق يلعب دوراً جوهرياً في الإقتصاد العالمي، حيث أن الحروب المُستقبلية هي حروب المياه والغاز والبترول والثروة السمكية. ومثال ذلك الحروب الروسية الأوكرانية.
وبالتالي فإن هدف الإقتصاد الأزرق هو مواجهة الأزمات العالمية والبيئية والإقتصادية والنظر الي موارد المحيطات والبحار كمساحات تنموية لتحقيق الإزدهار الاقتصادي.
تعريف بالكاتب:
د. زينب حسين محمد نصار
أستاذ الإقتصاد، رئيس لجنة الإقتصاد الدائري الأخضر بالإتحاد العربي لحماية الحياة البرية والبحرية
