الاخبار

جلسات مؤتمر إعلام القاهرة تُناقش التحديَّات المُناخيَّة المِصريَّة من منظور الإعلام البيئي

 

جلسات مؤتمر إعلام القاهرة تُناقش التحديَّات المُناخية المِصرية مِن منظور الإعلام البيئى

المؤتمر العلمي الدولي الـ29 لكلية الإعلام جامعة القاهرة

تقرير: وفاء آلاجة

شهدت مجلة “نهر الأمل جلسات المؤتمر الدولي الـ 29 لكلية الإعلام بجامعة القاهرة تحت عنوان: “الإعلام والتحول نحو الإقتصاد الأخضر فى ضوء التغيرات البيئية والمناخية”، وعُقِدَت فعالياته تحت رعاية وزارة التضامن الإجتماعي وبنك ناصر الإجتماعي ود. عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، وناقشت محاور المؤتمر عددًا من القضايا المهمة حول دور الإعلام في التحوُّل نحو الإقتصاد الأخضر، بحضور د. ثريا أحمد البدوي عميدة إعلام القاهرة، ورىيس المؤتمر ود. وسام نصر وكيلة الكُليَّة لشئون الدِراسات العُليا والبحوث وأمين عام المؤتمر ود. محمود السعيد ناىب رئيس جامعة القاهرة لشئون الدراسات العُليا والبحوث ود. احمد عطيَّة رئيس قطاع التكافل الإجتماعي ببنك ناصر ود. حسين العطفى الأمين العام للمجلس العربى للمياه ووزير الموارد المائية والري الأسبق، والسفير هشام بدر مُساعِد وزيرة التخطيط، وبمشاركة نُخبة من الأكاديميين والخُبراء والمُمارسين للمجال الإعلامي.

وخلال الجلسة النقاشيَّة الثانية للمؤتمر الدولي الـ 29 لكلية إعلام القاهرة تحت عُنوان: “التحديَّات المُناخية المصرية من منظور الإعلام البيئى”برئاسة ا. د. عواطف عبد الرحمن أستاذ الصحافة بإعلام القاهرة، وتعقيب ا. د. أمل السيد دراز، ومُقِر الجلسة د. إيمان طاهر، وبمشاركة ا. د. عزة عثمان أستاذ الصحافة والإعلام الإلكتروني بجامعة سوهاج، وأ. د. سهام نصَّار أستاذ الاعلام بآداب حلوان، وأ. د. خالد عبد الجواد عميد شُعبة الإعلام بالأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام، ود. سمير طنطاوي عضو الهيئة الحكومية الدولية للمُناخ بالأُمم المُتحدة/ وأ. محمد السيد درويش مؤسس الشبكة المصرية للطاقات المُتجدِّدة والمياه.

 

وأشارت أ. د. عواطف عبد الرحمن أن مصر بدأت مُنذُ الثمانينيات الإهتمام بالوعي البيئى مع برنامج الأمم المُتحدة، وقامت بتنشيط الوعي البيئي الحكومي والشعبي، ويأتي مؤتمر إعلام القاهرة الدولى الـ 29 فى إطار الجهد الذى تبذله الكلية فى إطار اهتمامها بالتوعية بالبيئة على مدار 15 سنة تحت رِعاية قسم الصحافة والقائمين عليه للتوعية بالمخاطر البيئية، وقد رفضت الولايات المتحدة الأمريكية التوقيع على اتفاقية خفض الإنبعاثات الكربونية لتحقيق الحِياد الكربوني والوصول بانبعاثات الكربون إلى الصفر بالرغم أنها مسؤلة عن 38% من نسب التلوث العالمية ورفضت تَحَمُّل المسؤلية، مشيرة إلى أن الصين والهند مسؤلتان أيضاً.

 

وأكَّدت ضرورة أن تتحمَّل الدول العظمى تكاليف تدمير البيئة ولكن هذا ما رفضه أباطرة اقتصاد السوق مُعللين ذلك بارتفاع تكلفة إصلاح المخاطر البيئية لتفوق أرباح الشركات الصناعية مما تَسبَّب ذلك في حُدوث صِراع بين حُماة البيئة وأباطرة اقتصاد السوق، والإعلام له دور فى تشكيل الوعي وتعديل سلوكيات الشعوب التى تُمارس سلوكيات ضارَّة بالبيئة.

 

وإستعرضت أ. د. عزة عُثمان أُستاذ الصحافة والإعلام بجامعة سوهاج رؤيتها لتحديات وإشكاليات الإعلام البيئي في مواجهة التغيُرات المُناخية مُشيرة أن عام 2024 من الأعوام التى شَهِدَت تحديَّات كثيرة في مجال البيئة مِمَّا ينُذِر بكوارث طبيعية وتوقعات مُستقبليَّة للعديد من المُشكِلات البيئيَّة كارتفاع درجات الحرارة والعديد من الظواهر الجويَّة المُتطرِّفة التى لم نكن نعتادها من زيادة حِدَّة الجَفاف ونقص فى الغذاء والمياه وانتشار الأمراض المُعدِيَّة وزيادة نزوج الأفراد والتي تؤدي لتوقعات كارثية.

 

وطَرَحت أستاذ الصحافة والإعلام الإلكترونى العديد من التساؤلات حول وجود إعلام بيئي فاعل في منطقتنا العربية وعلى من تقع مسؤلية نشر الثقافة البيئية في المجتمع؟ وهل توجد استراتيجية للإعلام البيئى في الوطن العربي؟ وهل هناك كوادر مُتخَصِّصة لمُعالجة قضايا البيئة؟.

وأشارت إلى أن الإهتمام بالبيئة في وسائل الإعلام لا يرقى لأن نقول أن هناك إعلام بيئي حقيقي بعالمنا العربي، فالبيئة في الإعلام لا تُمثِّل الأمن خلال صفحات أسبوعية أو شهرية وبرامج التليفزيون تخلو من أي مُناقشات جادَّة لقضايا البيئة ولا يوجد سوى مجلة “البيئة والتنمية” التى تصدُر منذ عام 1996 من بيروت ولديها مراسلون في كل دول الوطن العربى وتُناقِش قضايا البيئة بشكل مكثف، وهناك مُتغيرين للنشر في قضايا البيئة، أحدُهما يتناول مُشكلات البيئة بِشكلٍ سطْحى يُشَوِّه وعي الجمهور أكثر مما يُفيده، والآخر يتبع التناول والمُعالجة التى تعتمد على الإثارة لقضايا التغيرات المناخية.

 

كما تُعانى قضايا الإعلام البيئي من عدم توافر المعلومات للجمهور ووسائل الإعلام، فهناك غياب لبنك معلومات خاص بالبيئة في عصر الرقمنة والتحول الرقمى، كما يفتقد الإعلام البيئى الكوادر الإعلامية المُتخصِّصَة والمُدَرَّبة والمُؤهَّلة، كما نفتقد برنامج خاص بالإعلام البيئى، فالإعلام يَشهد تغطيَّات لِمُشكِلات بيئيَّة، ثم تختفي مرة أخرى، فهو إعلام مُناسبات أكثر منه إعلام واعي مُتخصِّص ولديه كوادر مؤهلة، فالإعلام البيئي يُعاني من غِياب استراتيجية إعلامية بيئيَّة وعدم تحديد أولويات الرسالة الإعلامية ووجود فجوة بين الإعلاميين والمؤسسات البيئية، وغياب مفهوم إعْلامي واضِح عن البيئة، والإفتقاد لصحافة استقصائية تُحَلِّل وَتَشرح ظواهِر الإعلام البيئى يحتاج لطرح علمي منطقي مع تبسيط للمصطلحات البيئية.

وإستعرضت عِدَّة توصيات للإرتقاء بالإعلام البيئي فى دولنا العربيَّة، منها ضرورة التجديد في طرح محتوى له طابع بيئىي تفاعلي على مَنصَّات التواصل الإجتماعى والإهتمام بالتحقيقات الإستقصائية وتخصيص مساحة أوسع لتفاعل الجمهور والتأكيد على دور الجامعات في تَوعيَّة الطُلَّاب وتغيير النظرة التقليديَّة لدى الشباب والتمكين لإدارة المُناخ لتحقيق الهدف الخامس من الإستراتيجية الوطنية لتغيُر المُناخ 2050، وتعزيز البحث العلمي في مُناقشة قضايا المُناخ، وتنظيم الحلقات النقاشية لمُعالجة تغير المثناخ.

 

د.آمال الغزاوي عميدة CIC تشارك في المؤتمرالعلمي الدولى 29 لإعلام القاهرة

 

وتناولت أ. د. سهام نصَّار أستاذ الاعلام بآداب حُلوان والعميد السابق بكلية إعلام جامعة سيناء قضايا الإعلام البيئى في العصر الرقمي بين الفُرص والتحديَّات، مؤكدة حجب المعلومات عن مُشكلات البيئة بالدول النامية فالعُلماء فى الولايات المُتحدة دعوا الصحفيين لحضور مؤتمرات تُناقش قضايا البيئة وساهم الصحفيين في التوعية بقضايا البيئة مما دفعهم للإستعانة بالإعلام في التوعية بقضايا البيئة وخرج في عام 1970 العديد من المُتظاهرين للمطالبة بحماية كوكب الأرض، وعُقِدَ بعد ذلك مؤتمر استكهولم الأول عام 1972 بفضل الوعي بقضايا البيئة.

 

ويتيح الإعلام الرقمي الفرصة لنشر الوعي البيئى لتوافر وسائل الإتصال مثل الموبايل لدى الجميع وعرضُه لوسائل تفاعلية لِجذب الجمهور للإطلاع عليها، وشارك الإعلام الرقمي في مؤتمر الأرض عام 2015، ونشروا معلومات بيئية، وواصلوا حملاتهم التي جاءت بنتائج مبُشِّرَة وخلقوا وعي بقضايا البيئة وتغيُر المُناخ لدى الجماهير، وساهم الصليب الأحمر والهلال الأحمر في نشر الوعى من خلال حملات للتوعية بالأضرار التى تُصيب الإنسان من التغيرات المُناخية وساهم الإعلام الرقمي في تِلك الحملات التى دَعَّمَت تشكيل الوعى إذا أحسنت الرسائل الإعلامية.

 

وانتقلنا من مرحلة نشر الوعى لمرحلة تعديل وتغيير السلوك واشراك الأشخاص فى تلك الحملات التى تستهدف مُكافحة الآثار السلبيَّة للمُناخ مما يؤدى لتغيير السلوك وإحداث تغيُر إيجابي على كوكب الأرض.

 

والإعلام الرقمى له مُميِّزات تَجذِب الجمهور فتُعطيه معلومات عن الطقس ويُساهم في تعزيز الجهود للمساعدة في التكيف مع حدة التغيُرات المُناخية والتخفيف من آثارها السلبية، ولكن هناك تَحدِيَّات تُواجهه مثل نشر المعلومات الخاطئة وتزييف الحقائق والفجوة الرقميَّة بين الأشخاص الذين لا يمتلكون الإنترنت وغيرهم من الأشخاص الذىن يتمتعون بِمُميزات الإنترنت فائق السُرعة لتداول المزيد من الفيديوهات التى تشرح الحقائق وتُقدم المعلومات وتبسطها للمُشاهد، ولكن فى ظِل ضخامة ما يُعرَض من بيانات فيحتاج المواطن العادى اللجوء لِفرز كل تلك المعلومات لاعادة استخدامها مما يتسبب فى ما يعرف بالإرهاق المعلوماتى.

وأشار د. خالد عبد الجواد عميد شُعبة الإعلام بالأكاديميَّة الدولية للهندسة وعلوم الإعلام لاستخدام الإعلام في الترويج للسياحة الخضراء مُشيرا إلى الترويج للسياحة الخضراء، في حين تساهم السياحة في الدَخْل القومي بنسبة 11.3% فى مصر، ولدينا 210 ألف غُرفة وتُوفِّر السياحة 21.6 مليون فُرصة عمل وتُساهم السياحة في الإمارات بـ 61 مِليار دولار، وتوفر 150 ألف غرفة، وتحتل المركز الرابع عالميَّاً من دخل السياحة بالرغم من أن غالبية السياحة لديها سياحة مولات وتنتشر في دُبَي وأبو ظبي، فى حين تحتل تُركيا المركز السادس عالميّاً بإيرادات تبلُغ 55 مليار دولار وتُوفِّر 900 الف غُرفة سياحية .

 

وللسياحة الخضراء عِدَّة مُقوِّمات من أهمها المياه العذبة، ولدينا في الواحات نماذج عديدة للسياحة الخضراء من أهمها مُخَيَّمْ البساطة الذى يُقدِّم الخدمات الصديقة للبيئة للسُيَّاح، وهناك وحدة في هيئة تنشيط السياحة تُعطي تراخيص للفنادق المِصريَّة لتُصبح صديقة للبيئة وَتُوَفِّر دورات تدريبيَّة للعاملين وَتُوَجِّه بترشيد الكهرباء والمياه وتدوير المُخَلَّفات وتوظيف الأطعمة لِخدمة المُجتمع بدلاً من إهدار الطعام.

 

ولدينا أكثر من 200  فُندق منها فنادق خمس نجوم وأخرى  4نجوم أو 3 نجوم وكلها خضراء وصديقة للبيئة وللإعلام دور كبير في الترويج لتلك الفنادق الخضراء ولكن لاتوجد استراتيجية واضِحة لاستخدام الإعلام للترويج للبيئة بِصفة عامَّة أو للسياحة الخضراء بصفة خاصة.

 

وأكَّد الدكتور سمير طنطاوي عُضو الهيئة الحكومية الدولية للمُناخ بالأمم المُتحدة أن الإستراتيجيَّة الوطنيَّة للتغيُرات المُناخِيَّة تهتم بتفعيل النصوص المعنيَّة بتوعية الجماهير بالتهديدات التي تتعرَّض لها بعض الدول النامية ولا سيما مصر، مشيراً أن الهيئة الحكومية الدولية للتغيرات المُناخية قامت بإعداد التقارير العلمية للتغيرات المُناخية والتي جاءت في نتائجها أن مِصر من أكثر الدول المُهدَّدَة بِتغيُرات المُناخ فيما يتعلق بالتلوث السمكي والهوائي وغيرها، واستوعبت الحكومة المصرية دورها في التصدي لهذه الأزمات، وبدورها قامت في المُشاركة في “اتفاقية باريس” لعام 2015م، والتي أصبحت الدولة المصريَّة بموجبه بتقديم تقارير سنوية فيما يتعلَّق بالتكييف مع التغييرات المُناخية للَّجنة المُختصة وذلك لمُتابعة الدور الحكومي لحماية المواطنين.

 

وأوضح  أن رؤية الإستراتيجيَّة الوطنيَّة للتصدي للتغيُرات المُناخيَّة هدفها هو الحِفاظ على صِحَّة المواطنين والحِفاظ على البيئة من الإنبعاثات واستخدام الطاقات قليلة الإنبعاثات، وتحسين حَوكمة وإدارة الملف ذاته على مستوى الدولة، مُشيداً بالدور الذي قامت به الحكومة المصرية في ذلك وتدشين إدارة مُخصَّصَة لِشئون البيئة في كُل إدارة ومصلحة حُكومية، وتعزيز البحث العِلمي والتكنولوجي لبناء المعرِفة والوعي بقضايا التغيُرات المُناخية مُوضِحاً أن الحكومة المِصرية تَحرِص بِشِدَّة على التكامل في تنفيذ خُطتها للتنمية البيئية ودمج التغيُرات المُتعلِّقة بالتخطيط وبين كافَّة الوزارات المختلفة، مشيداً بجهود الحكومة المِصرية في تنفيذ بعض المشروعات التي تُوفِّر مصادِر طاقة جديدة كمشروع توليد الطاقة الشمسية في أسوان، إستجابة لتدشين مشروعات جديدة تتلاءم مع التغيُرات المُناخيَّة التي تَشهدَها الدولة.

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى