الدخول لعالم الميتافيرس مابين الانكار والاستنفار

الدخول لعالم الميتافيرس مابين الانكار والاستنفار

د. جيفارا البحيرى : يمكننا صناعة المحتوى الأثرى والسياحى للعصر الرقمى

تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة مهدت للدخول لعصر الميتافيرس

تغطية إخبارية: وفاء ألاجة

إستعرض الدكتور جيفارا البحيرى خبير الذكاء الاصطناعى خلال ندوة المجلس العربى للطفولة والتنمية ورقة عمل حول الميتافيرس مابين الإنكار والاستنفار مشيراً لما عرضه ويليام جبسون فى روايته فى عام 1984 لاستخدام الهاكرز للذكاء الاصطناعى وتوظيفه من خلال رجال الأعمال للحصول على بيانات الشركات المنافسة لهم وإستطاع أن يخلق واقع إفتراضى خارج الكرة الأرضية وإستطاع الحصول على المعلومات التى حققت الأرباح للركة من خلال اللجوء لمنظومة فى الفضاء السيبرانى والتفاعل الذهنى للحصول على تلك المعلومات وبذلك إستفاد من التكنولوجيا لجنى الأرباح .

وخلال مسلسل “ماتريكس” إستطاع أحد الأشخاص حقن البطل بمادة لينتقل للعالم السيبرانى ويفيق ليسرد ما وجده فى هذا العالم ، وفى عام  2018 إستطاع ريتشارد استخدام الكربون المتغير للإنتقال بالعقول لعالم إفتراضى كامل ، وفى عام 2021 أعلن مارك الدخول لعصر الميتافيرس فالمنافسة بين شركتى “فيسبوك” و”أبل ” أثناء الانتخابات الرئاسية الأمريكية جعلت شركة فيسبوك تتنبأ بسلوك الممنخبين من خلال البيانات لتى تحصل عليها من 3مليار مستخدم لفيسبوك حول العالم وسحبت 3000 مبرمج من شركة “أبل” وقررت أن يستعمل الأشخاص النظارات والسماعات الرقمية للتخلص من سيطرة شركة ” أبل ” على الانتاج الهائل للموبايلات والآيفون .

وشهدنا خطورة تلك الألعاب الاكترونية التى دخلت فى عالم الميتافيرس مبكراً فى تأثيرها على الأطفال والمراهقين والشباب الذين يتعايشوا مع الواقع الافتراضى بالفعل فغالبية تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة وظهور الفايف جى مهدت بالفعل لعصر الميتافيرس.

وسوف تتغير نظم حياتنا وإعتمادنا على الطاقة المتجددة بشكل كبير عام 2030 لتعم السارات الكهربائية ويكون لها الغلبة والتواجد فى الساحة وسوف يصل التطور لانتاج كهرباء من الطاقة الميكانيكية ليستطيع الروبوت شحن نفسه من الحركة الميكانيكية ليسود ويولد طاقة مثل الانسان فلا يحتاج للكهرباء لتجديد شحنه .

وكان للعولمة أثراً للتمهيد لعصر الميتافيرس لإمكانية التحدث بأى لغة ومشاركة أصدقاء من كل بلاد العالم فى العمل والتسوق واللعب وغيرها من مجالات الحياه بدون حواجز لغة أو هوية وطنية أو إنتماءات ثقافية ، وأمكن تقسيم الشعوب والاعتماد على القوى التى لديها شباب أكثر ليقودوا حركة التغيرات وأخيرا جاء كوفيد19 ليسرع من الدخول فى العالم الافتراضى لممارسة العمل والتدريب والتعليم عن بعد ،فالدخول لعصر الميتافيرس سيشهده المستقبل القريب بإرادتنا أو بغير إرادتنا ولذلك قرر مارك أخذ خطوة إستباقية ليكون له الغلبة ويكسب الحصول على البيانات وجنى الأرباح وحركة رأس المال والاستثمارات .

والميتافيرس قادم لا محالة وبدلاً من الانكار علينا تبني العقلية المستنفرة، الواعية، الذكية المستنيرة التي تُعلي من قيمة العلم والعمل، والبحث والدراسة والفهم العميق لموقعنا في هذه المنظومة الجديدة وكيفية تعظيم الاستفادة منهاوقد صرحت الكاتبة جوانا ستيرن بأنها دخلت تجربة العالم الافتراضى لمدة 24 ساعة وإستطاعت الذهاب للنايت كلوب والجلوس مع أصدقاء والذهاب للتسوق وتفقد حيوان اللاما وحضرت إجتماع ثم عرضت تجربتها وذكرت أنها عانت من صداع وألم بالعينين نتيجة لبس تلك النظارات الافتراضية طوال تلك المدة .

فالميتافيرس يتطلب الشعور بالحواس الخمسة من سمع وإبصار ولمس وتذوق وكل ذلك تحقق فعندما يرتدى الخص البدلة الكاملة يدخل فى العالم الافتراضى ويستطيع لعب الشطرنج مع أحد أصدقاءه ويشعر بحواسه عن طريق متحكمات الأيدى ولكن لم يتوفر الى الآن الشعور بحاسة الشم وعندما تتوفر تلك التقنية سوف يبدأ الميتافيرس فههناك شركات عديدة تدخل فى صناعة هذا الواقع الافتراضى مثل زووم ،يوتيوب، فيسبوك ،هواوى وميتاهيليو متخصصة فى الطباعة ثلاثية الأبعاد لتطبع مسح شامل لماهو موجود حولنا لنراه بعد ذلك فى الواقع الافتراضى فتطوف وتمسح كافة الأماكن السياحية والأثرية والجامعات والحدائق والمتنزهات والمبانى العريقة لتخلق عالماً مشابه لعالمنا فى الميتافيرس يستطيع أن يذهب اليه الشخص فى عالمه الافتراضى.

وعندما يأتى وباء أشد خطورة من كوفيد19 ويحدث الاغلاق يكوم متاحاً وقتها رؤية كافة الماطق السياحية ف ىالعالم الافتراضى وجنى الارباح ولذلك يجب أن ننتبه بعمل تلك المسوح لأثارنا وأماكننا السياحية ليكون لنا الريادة فى مجال من مجالات الميتافيرس وصناعة المحتوى يحتاج لتضافر قوى المؤسسات الحكومية والخاصة والأفراد لتجهيز المحتوى الخاص بنا.

وسيصبح التعليم متاحاً فى الميتافيرس فكل طالب يستطيع أن يتطلع لمجال بحثه ويلبس النظارة ليرى المجرة الشمسية والكواكب ويعرف كافة العناصر التى يريدها ليدرجها ببحثه ويلمسها بيده ويتعرف عليها دون الحاجة الى وسائط ويطبع بحثه ويقدمه والمدرس موجود من دولة أخرى ويتحدث بنفس لغة الطلاب عن طريق الترجمة الفورية بسماعات الرأس  وإذا أراد دراسة التاريخ يذهب للحقبة الزمنية التى يريدها ويدخلها فى العالم الافتراضى ومن يرى سوف يصنع ويكتب التاريخ وعلينا الانتباه لخطورة ذلك  ..!!

ونحتاج لتشريعات لحماية المتركين والأطفال وذوى الاحتياجات الخاصة من التنمر فى عصر الميتافيرس ولابد أن نستعد بالتشريعات ليكون عالم إفتراضى متكامل للحفاظ على الأمن الوطنى والهوية والانتماء ومصر فى مرحلة إنتقالية تبنى المدن الذكية ووسائل المواصلات الذكية وتحسن من الطرق وتستعد لعصر الميتافيرس حتى لايصاب الشخص بالاكتئاب عندما يخلع نظارته الرقمية ويجد نفسه فى واقع غير مرضى .

ولكن هل نستطيع الحفاظ على هويتنا القومية وسط عالم إفتراضى لايعترف بالخصوصية وهل يكون لدينا الوعى لنلحق بركب التطور الرقمى وعصر الميتافيرس؟ ونعد المحتوى التاريخى والسياحى والأثرى لنحافظ على مانملكه قبل أن يصبح من حق الآخرين إمتلاكه والتربح منه؟ هل نستطيع الوصول للريادة فى مجالات الاتصال والطب والصناعة والاقتصاد والتعليم والتدريب وتتدخل مؤسساتنا المالية لتدعم الشركات الناشئة للشباب لتعطيهم التسهيلات المالية ليدخلول فى عالم ريادة الأعمال الرقمية ولدينا منصة الأكاديمية الوطنية للتنمية لتعطى الشباب الدافع لوضع المحتوى وقيادة المستقبل !

#مجلة_نهر_الأمل