د. زايد: فقدان التمدرس وتأثيره التربوي على الطفل
د.أحمد زايد: لابد من استحداث خطة للتعافي لمرحلة ما بعد جائحة كورونا لحماية ورعاية الأطفال
وبدأت فعاليات الورشة التي أدارها الأستاذ حازم عبده رئيس الشؤون الخارجية باتحاد يونا، حيث قدم الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة المصرية محاضرته متطرقا إلى التأثيرات الصحية لجائحة كورونا على الأطفال وما أدى إليه التعطل الذي تتعرض له الأسر والصداقات والبرامج اليومية والمجتمع، من تبعات سلبية على صحة الأطفال ونمائهم وحمايتهم، ووفقاً لتقديرات موثقة، فإنّ تعليق حملات التطعيم ضد الحصبة في 23 دولة على الأقلّ أثّر حتّى اليوم على أكثر من 78 مليون طفل ممن يبلغون 9 سنوات وما دون. أما عن التأثيرات النفسية فقد خلفت الجائحة حالة من القلق بسبب الإصابة بالفيروس أو فقدان العمل.. يمكن أن تنتقل إلى الأطفال، مع تعطل الروتين اليومي للأطفال وتعرضهم لضغط نفسي بسبب الوفيات بين أحبائهم أو مرضهم أو انفصالهم عنهم، أو الخشية من المرض، وازدياد مستويات التوتر بسبب العزل، وما تثيره إجراءات الحجر الصحي من خوف وهلع.
ولفت الدكتور زايد إلى ازدياد الإساءات والعنف المنزلي ضد الأطفال، وازدياد خطر الاستغلال الجنسي لهم، والزواج المبكر القسري، محذراً مما يمكن أن يؤدي إليه الحبس المطول في المنزل من زيادة في احتمالية تعرض الأطفال للعنف الجسدي والنفسي. كما تحدث عن التأثيرات التربوية وعلى رأسها فقدان التمدرس المنظم بعد أن تم تعطيل الحقّ في التعليم لأكثر من 1.6 مليار طفل حول العالم، حيث فرضت 190 دولة إقفال المدارس، وكذلك فجوة التحصيل الدراسي بين التحصيل المنزلي وبين المدرسي، وفقدان العلاقة بالمعلم. كما تناول تداعيات الأزمة على حقوق الطفل حيث قد يؤدي الانشغال بالمخاوف إلى تحول المسؤولية العامة عن الطفولة إلى اهتمامات أخري، بعدما أدت ظروف الوباء إلى مضاعفة هشاشة بعض الفئات، ومنها ذوو الإعاقة، والفقراء، والأطفال في وضعية الشارع، واللاجئون، ومن يعانون من ظروف صحية من قبل.
وشدد الدكتور أحمد زايد على أهمية تقديم أنشطة مدرسية تعلم الأطفال مواجهة المشاكلات، وتصميم أفلام وألعاب إليكترونية لتعليم الأطفال كيفية مواجهة الخطر والإدارة الإيجابية للذات، وتوفر حلول بديلة ومبتكرة لتمتع الأطفال بحقوقهم في الراحة والترفيه والتسلية وممارسة الأنشطة الثقافية والفنية، وهو أمر أساس لصحتهم وتنمية إبداعهم وخيالهم وثقتهم بأنفسهم، وتطوير مهاراتهم البدنية، والاجتماعية، والمعرفية، والعاطفية، وتحديد استراتيجيات مرنة للتواصل عن بعد مع المجتمعات لتعزيز آليات الصمود الآمنة، والعمل مع القادة المجتمعيين والدينيين والإعلاميين لتكييف الممارسات التقليدية مع الأوضاع المستقبلية الجديدة بعد الجائحة. كما دعا إلى استحداث خطة للتعافي لمرحلة ما بعد الوباء، والعمل بروح التعاون مع الأطفال والمراهقين لسد الفجوات بين الأجيال، وتعزيز التضامن بينها، ونشر رسائل مجتمعية ملائمة للأطفال حول الأخطار ونقاط الضعف التي يواجهونها، واستحداث الجلسات ومجموعات الدعم على الإنترنت. وطرح في ختام محاضرته ثلاثة سيناريوهات لواقع الطفل بعد أزمة كورونا تتضمن مزيدا من الاهتمام بالأطفال وبالمواثيق الدولية، ومزيدا من الاهتمام بالأطفال في ظروف خاصة (الحروب – الإيواء- التشرد – الاحتجاز – العنف والاستغلال القسري – الهاجرين – العاملين في مهن خطرة …الخ)، ومزيدا من الاهتمام بالأسرة، والمواثيق المحلية والدولية المتصلة بدعم الأسرة في زمن الخطر وظروف الاستثناء.