مصر بين الأصالة والمعاصرة
الملك تحتمس الثالث أول من استخدم عنصر المفاجأة فى الحروب وقسم الجيش لفرق اليمين واليسار والقلب
مصر بين الأصالة والمعاصرة
صفحات من الحضارة المصرية
تغطية اخبارية : وفاء ألاجة
تواصلت مجلة ” نهر الأمل ” فى تغطية فعاليات محاضرة الدكتور ممدوح الدماطى وزير الأثار الأسبق حول ” صفحات من الحضارة المصرية ،وأشار الدكتور ممدوح الدماطى لبطولات الملك تحتمس الثالث وأشهر تلك البطولات انتصاره فى معركة ” مجدو” التى اتبع بها أسلوبا حربيا مازال يدرس فى الكليات الحربية ،فعندما أراد أن يسلك طريقا لقلعة ” تارو” ليتمركز فيها لملاقاة العدو عند ” مجدو” خلف جبل الكرمل سأل جيشه عن طرق الوصول فأشارو عليه بطريق شرقى وطريق غربى ولم يكن أحد يتبع طريقا من وسط الصحراء لأنه طريق ضيق ولايتسع سوى لفرد واحد يسير فيه ويتبعه الباقون ،ووقتها أيقن تحتمس الثالث أن هجومه على العدو من هذا الطريق سيكون فيه عنصر المفاجأة فانطلق من هذا الطريق وتبعه جيشه بعد أن قسم الجيش لثلاث فرق يمين ووسط ” القلب”ويسار ودخل هو فى الطريق الأوسط ليقود قلب الجيش.
وعندما شعر الجنود بالنصر اهتموا بجمع الغنائم فدخل العدو ” مجدو” وتحصنوا فى القلعة ،فحاصرهم تحتمس سبعة أشهر حتى استسلموا وعفا تحتمس عن الأمراء وجعل كل منهم يحكم ولاية ولكن تحت اسم مصر الدولة الكبرى وتحت ولايته وترك حامية له فى الولاية لتمثل مصر وأخذ من كل أمير ابنا له ليربيه فى قصره ويعده لكى يخلف والده فى الحكم ،وكان هذا بمثابة غزو ثقافى وليضمن ولاؤه وانتماؤه للجيش المصرى .
وكان الفرعون عندما يختار وزيرا للدولة يكلفه بتطبيق ” ماعت” وهو الدستور الذى يحكم البلاد بالعدل والحق والنظام والاخلاص فعندما تولى الوزير ” رخميرع” قال له أنظر فى ديوان الوزير وكن يقظ فى كل أشغاله ،وانتبه فانه عماد الأرض ،وليس منصب الوزير كله حلو بل مر كالعلقم، وان مهابة الموظف فى اقامة” ماعت”، وقانونه هو العدل ،وانك ستنجز فى اقامة الوظيفة عندما تقيم ” ماعت” والديوان هو مقر اقامة العدل الذى يخرج للناس كافة.
هذا هو منصب الوزير الذى يلى الملك وكان تحتمس الثالث يعين كبار القادة من الأسرة المالكة ويتابعهم كيف يقيمون العدل ،وحكم المصريون القدماء بالحق والعدل وبرعوا فى الطب فقاموا بعلاج وتركيب الأسنان من العاج وتثبيتها بسلك من الذهب ، وقاموا باجراء العمليات الجراحية ولدينا صور لتثبيت مسمار فى الساق ،وقاموا بالتحنيط بعد أن درسوا كل وظائف الجسم ،كما برعوا فى الفلك وقسموا السنة ل360 يوما وأضافوا خمسة أيام نسييء وقسموا السنة لثلاث فصول وربطوا هذا التقسيم بمواسم الفيضان والزرع والحصاد فكان المصرى القديم يعرف كيف يزرع وكيف يستفيد من الأرض ،وعرفوا المرايا واستخدموها فى الحروب لعكس أشعة الشمس ،كما استخدموا القوى الناعمة مع أعدائهم عندما أخذ تحتمس الثالث أبناء الأمراء ليربيهم ويضمن ولائهم .
وأشار اللواء أحمد عبد الله لعظمة تاريخ الأجداد وعلينا أن ندرسه لأبناءنا لأن هذا التاريخ من حق المصريين أن يعرفوا تفاصيله ليكون نموذجا أمامهم يقتدوا به فلا أحد يتخيل كل هذه الانجازات التى قام بها أجدادنا القدماء فلابد من اتاحة قناة على اليوتيوب لنشر الوعى بحضارتنا وتتبناها كلية أثار عين شمس لنشر الوعى الثقافى والتاريخى بقيمة الأثار التى انبهر العالم بجمالها ،ففى الخارج يلتف أطفال المدارس لرؤية تابوت مصرى قديم ويدرسوا حضارتنا ،ونحن أحق بدراسة تلك الأثار فى مدارسنا .
وعلق الدكتور طارق منصور على استخدام المرايا فى ارشاد السفن فى فنار الاسكندرية واستخدامها فى الحروب وهناك وثائق تؤكد أن المصريين كانوا يعكسون أشعة الشمس الحارقة على أعدائهم فهم أول من استخدموا المرايا فى الفنون القتالية والعسكرية .
وأشار الدكتور عصام شرف للقيمة المضافة التى نسفيدها من معرفة التاريخ للتواصل مع كل مايفيدنا فى حاضرنا ومستقبلنا وعلق د.عصام شرف بوصفه رئيسا لرابطة كونفوشيوس التى تهتم بالحضارات والقيم الانسانية التى تحتويها تلك الحضارات قائل “دائما يقول أصحاب الحضارات ” نحن لانتصور عالما بدون مصر” فهى أصل الحضارات ونحتاج كليات أثار لأننا بعد كوفيد19 سيعود العالم لرشده ويعود لدراسة الحضارات القديمة التى عاشت فى مصر والصين فهى محور الانسانية وسوف يعود العالم لجذور الحضارة فى مصر”.
جاء ذلك فى فعاليات سيمينار الاثار المصرية القديمة الذى نظمه مركز الدراسات البردية والنقوش بكلية الآثار بجامعة عين شمس سمينار الاثار المصرية للأستاذ الدكتور ممدوح الدماطي القائم بعمل عميد كلية الآثار ، استاذ الاثار المصرية القديمة ووزير الآثار السابق،وقام بالقاء محاضرة بعنوان” صفحات من الحضارة المصرية”، عبر تقنية zoom بالفيديو كونفرانس،وبحضور الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق،والدكتور محمد ابراهيم وزير الأثار الأسبق والدكتور شريف حماد وزير البحث العلمى الأسبق،والدكتور طارق منصور وكيل كلية أداب عين شمس، والدكتورة نهى سالم مديرة مركز الدراسات البردية والنقوش والسفير أحمد أبو زيد وممثلى المكتب الثقافى بواشنطن وكندا.