الاخبار

وزير الصحة يلقى كلمة خلال الاحتفال بيوم الصحة العربى

تحت عنوان " تأثير تغير المناخ على الصحة" "جائزة الطبيب العربي"

كلمة معالي الوزير أ.د خالد عبد الغفار خلال الإحتفال بيوم الصحة العربي تحت عنوان

” تأثير تغير المناخ على الصحة””جائزة الطبيب العربي”

 

معالي السيد/ أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية
معالي السفيرة / هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الإجتماعية
السيد الدكتور/ عبد الحق سايحي وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الجزائري

السيد الدكتور/ أحمد المنظري مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية
لإقليم شرق المتوسط

إنه لمن دواعي سروري تواجدي معكم اليوم في هذا الحدث الهام والمميز، وهو الاحتفال بيوم الصحة العربي والذي يشتمل ضمن فعالياته على موضوعين بالغي الأهمية؛ أولهما هو لفت الأنظار نحو تأثير التغير المناخي على الصحة، وثانيهما هو الاحتفال بتكريم السادة الفائزين بجائزة الطبيب العربي للعام الجاري. وقبل أن أبدأ حديثي فإنني أتقدم بخالص الشكر لمعالي السيد/ أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية وللسيدة السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية على دعوتهما الكريمة لنا للمشاركة في مثل هذا الحدث الهام، والذي أقدر جهود السادة مسئولي الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب في حسن التنظيم والإعداد له ليظهر بهذا الشكل المشرف.

السيدات والسادة

لقد بات جلياً لنا جميعا سواء على المستوى الإقليمي العربي أو على المستوى العالمي التأثير البالغ الخطورة للتغير المناخي على كافة مناحي الحياة، ومنها التأثير السلبي الكبير على صحة الإنسان والحيوان والنبات، وهو ما بذلنا جهوداً كبيرا خلال الأعوام الماضية للتحذير من مخاطره وتداعياته على أنظمة الرعاية الصحية، وهو ما أدي بدوره إلى عرقلة جهودنا الوطنية و الدولية في الوصول إلى فضاء أبعد من النمو والتطوير. فلقد ساعد التغير المناخي بطريقة أو بأخرى في تفشي عدد من الأمراض الوبائية سواءً تلك التي عايشناها في الآونة الأخيرة مثل وباء كوفيد 19 أو الأوبئة المستقبلية المتوقع مواجهتها والتي تمثل تهديدا مباشراً لأنظمة الطوارئ الصحية العالمية.

فمن المتوقع أن يتسبب التغير المناخي بحلول عام 2030 فيما يقدر ب 250 ألف وفاة سنويا بسبب أمراض سوء التغذية والملاريا والإجهاد الحراري، فضلا عن التكاليف المباشرة للأضرار الواقعة على القطاع الصحي والتي من المتوقع وصولها إلى أربعة مليارات دولار سنويا.

ولا يغيب عنا فى هذا الصدد التأثير الخطير للتغير المناخي على الأمن الغذائي العالمي، فالغذاء الصحي جزء لا يتجزأ من صحة الإنسان، فبسبب تداعيات التغيرات المناخية شهد العالم تطورات خطيرة اعترت جودة المحاصيل الزراعية وكفاءتها، وهو ما ينذر بكارثة حقيقة تتعلق بأمراض سوء التغذية والأمراض البدنية والعقلية لدي الأطفال والفئات العمرية الأكثر إحتياجاً من النساء وكبار السن.

وعلينا الإنتباه إلى أن تداعيات التغير المناخي لا تقتصر على الأمراض العضوية فحسب بل يمتد إلى أمراض الصحة النفسية والإدراكية لدي الأفراد حيث يتسبب في تنمية سلوكهم العدائي في بيئة العمل، وهو ما يؤثر على السمات الشخصية والإجتماعية لديهم مما يمثل تهديداً خطيرا على المكون المجتمعي والأمن الإجتماعي للدولة المتأثرة بالتغير المناخي.

لقد كانت جمهورية مصر العربية من أوائل الدول التي تنبهت إلى التأثير السلبي للتغير المناخى على نظم الرعاية الصحية، وهذا ما ظهر جلياً خلال الجهود الملحوظة للتنسيق لجميع قضايا الصحة والمناخ لكافة الأطراف المشاركة في فعاليات الدورة 27 لقمة المناخ العالمية التي ترأستها مصر خلال العام الماضي، والتي كان أبرز ثمارها المشاركة في تحالف العمل بشأن الصحة والمناخ ATACH بمشاركة السيد الدكتور تادروس أدهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، والذي يعد آليه للجمع بين الدول والشركاء التقنيين وجهات التمويل لدعم تنفيذ الالتزامات الصحية المشتركة لمواجهة التغيرات المناخية. و لقد كُللت جهود العمل من خلال هذا التحالف بإطلاق مبادرة I –CAN”” لدعم السياسات المتعلقة بالمناخ والتغذية.

ذلك فضلاً عن افتتاح مستشفى شرم الشيخ الدولي خلال فعاليات تلك القمة وتقديمها كنموذج لأول تجربة لمستشفى خضراء صديقة للبيئة في مصر بعد نجاحها في الحصول على الإعتراف الدولي من شبكة المستشفيات العالمية الخضراء.

ورغم أن دولنا العربية من الدول منخفضة الانبعاثات الكربونية إلا أن التغير المناخي لا يعترف بالحدود ، وبالتالي فهي تتأثر مثل غيرها بانبعاثات الكربون المرتفعة من الدول الصناعية الكبري وهو ما يدفعنا جميعا إلى بذل الجهود المشتركة لمواجهته، وندعو من منبرنا هذا تلك الدول للاستمرار فى رأب جهود الدول النامية سواء بدعم النظم الصحية أو تقديم الدعم المباشر لإزالة الآثار السلبية الناجمة عن التغير المناخى.

وفى هذا المقام فإننا نؤكد حرصنا على المشاركة واستكمال ودعم كافة الجهود الوطنية والدولية لمواجهة آثار التغير المناخي خلال فعاليات انعقاد الدورة الثامنة والعشرين لقمة المناخ بدولة الإمارات العربية الشقيقة العام الجاري.

أما على الصعيد الوطني فلقد حرصنا على إطلاق استراتيجية الصحة الواحدة لتحقيق التوازن المستدام بين جميع مكونات النظم الإيكولوجية بما يساعد على تحسين صحة الإنسان والحيوان والنبات على حد سواء.

كل ذلك بجانب حرصنا على أن يتخلل المؤتمر العالمي للصحة والسكان والتنمية والذي تجرى فعالياته حاليا على أرض جمهورية مصر العربية عدد من الجلسات الحوارية والنقاشية بشأن تأثير التغير المناخي على قضايا الصحة والسكان وانعكاساتها على جهود التنمية، حيث تتمحور تلك الجلسات حول عدة قضايا مثل الجهود المبذولة نحو بناء أنظمة رعاية صحية مستدامة وقادرة على الصمود في وجه التغير المناخي، وكذلك النقاش بشأن المبادرات المجتمعية للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف الصحي.

السادة الحضور
نؤكد حرصنا الكامل على استمرار تعاوننا ودعمنا لإنجاح كافة القرارات الصادرة عن مجلس وزراء الصحة العرب في دوراته المتتالية، وإن تخصيص يوماً للإحتفال بيوم الصحة العربي لهو بادرة أمل لتعزيز جهودنا المشتركة نحو دفع العمل الصحي العربي إلى أطره التنفيذية الفعلية لتنعكس بالتالى على حياة مواطنينا صحياً وإجتماعيا.

ولعل إختيار مجلس وزراء الصحة العرب بأن يكون محور الدورة القادمة للمجلس هو “مقاربة الصحة الواحدة” والذي تقدمت به المملكة المغربية الشقيقة يعد إدراكاً من المجلس بأهمية تسليط الضوء على قضايا الصحة والمناخ .
ذلك فضلا عن قرار مجلس وزراء الصحة العرب بشأن الإعداد لاستضافة المملكة المغربية للمنتدي الوزاري الأول للصحة والبيئة المقرر خلال النصف الثاني من العام الجاري تحت عنوان “التصدي للمخاطر البيئية وتأثيراتها الصحية في المنطقة العربية” بالإضافة للمتابعة الدقيقة للأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العربية لتقارير الدول الأعضاء بشأن التقدم المحرز للإستراتيجية العربية للصحة والبيئة ودليل عملها وتعميم تلك التقارير على الدول الأعضاء للاستفادة والاسترشاد بها.

الجمع الكريم
إنه لمن دواعي سروري ومن هذا المقام الكريم أن أنتهز الفرصة لأتقدم بإسمي وإسمكم بخالص التحية والتقدير للسادة الأطباء الفائزين بجائزة الطبيب العربي للعام الحالي متمنياً لهم دوام النجاح والتوفيق في رسالتهم الإنسانية السامية، ولقد صادف التكريم أهله بإختيار السيد الدكتور أحمد عبد الرحمن شقير المرشح المصري بالمركز الأول، والسيد الدكتور نجيب بن أحمد مرشح الجمهورية التونسية الشقيقة بالمركز الثاني والسيدة الدكتورة “أفلين حتي” مرشحة الجمهورية اللبنانية الشقيقة بالمركز الثالث.

لقد كنتم قدر المسئولية التي كُلفتم بها حيث بذلتم كل الجهد الإنساني والطبي لخدمة مواطني دولكم، وكان لزاماً علي مجلس وزراء الصحة العرب أن يقابل هذا الجهد العظيم بالتكريم الذي تستحقونه عن جدارة وإقتدار. أنتم فخر لدولنا العربية ولأنظمتنا الصحية العريقة والتي تثبت يوماً بعد يوم أن لديها من الكوادر العلمية والطبية ما يؤهلها لأن تصبح في مصاف الأنظمة الصحية المتقدمة.

وفي هذا الإطار فإننى أدعو الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب إلى تعميم السير الذاتية للسادة الأطباء الفائزين على الدول العربية الأعضاء ليسترشد بها شبابنا في المنظومة الصحية العربية في مسيرتهم العلمية والعملية، وليكونوا خير مثال لهم في عطائهم وجهودهم التي نقدرها ونجلها جميعا. داعين الله ان يوفق السادة الفائزين في إستكمال مسيرتهم العلمية المشرفة لوطننا العربي على المستوى الإقليمي والدولي.

السيدات والسادة
وختاماً، لا يسعني المقام سوى أن أؤكد على ضرورة تضافر الجهود العربية المشتركة في تعزيز ودعم التعاون الصحي والاجتماعي بما يحقق الرفاه الصحي لمواطني دولنا تحت مظلة جامعة الدول العربية؛ وتحت رعاية السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية الذي أتوجه لسيادته بخالص الشكر والعرفان لجهوده في دعم عمل مجلس وزراء الصحة العرب والأجهزة المنبثقة عنه لإتخاذ ما يلزم من قرارات وتوصيات تصب في صالح الجمع العربي، كما أتوجه بخالص الشكر إلى السيدة السفيرة هيفاء أبو غزالة التي لا تدخر جهداً في سبيل إنجاح العمل العربي الصحي المشترك، وإنجاح أعمال مجلس وزراء الصحة العرب ليحقق أهدافه ومقاصده كأحد الأذرع الفعالة لجامعة الدول العربية.

كما أجدد إعرابي عن خالص الشكر لمسئولي الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب ولإدارة الصحة والمساعدات الإنسانية على حسن الإعداد والتنظيم لهذا الإحتفال وحرصهم على خروجه بالشكل اللائق الذي يعكس الصورة المشرفة لجامعة الدول العربية.

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى