القبعات السحرية للتطوير الادارى للارتقاء بمستوى النظم والسياسات والاستراتيجيات المتبعة داخل المؤسسات
بقلم: الدكتورة ايمان إبراهيم سلام
اخصائى التطوير ادارى لقد شهدنا في الاونه الأخيرة عمليات التحديث المتسارعة التي تعرضت لها المؤسسات الحكومية بمختلف مجالاتها وبالرغم من تعامل كل مؤسسة مع هذه التغيرات حسب واقعها واحتياجاتها الخاصة بها , الا انه كان مبدأ سائد لدى جميع المؤسسات المعنية ليس عمليات التحديث التقنى فقط بل التحديث الشامل للمؤسسة بكل ما تمتلكه من إمكانيات (تنظيمية وإدارية وبشرية ومادية وابداعية) لتحقيق تحسينات جوهرية وهادفه في معايير قياس الأداء الوظيفى الفعلى للمؤسسة والعاملين بها على حد سواء. وكان لابد من إعادة التفكير في طرق وانماط تطوير أداء العمل المؤسسى وعمل التعديلات اللازمة على أساليب العمل المتبعة للتطوير الابداعى والفكرى للمؤسسة.
ومن هنا اتجهت بعض المؤسسات للعمل بنظام القبعات الست للتطوير الادارى المؤسسى والتي تعتمد على أساليب خاصة للارتقاء بمستوى النظم والسياسات والاستراتيجيات المتبعة داخل المؤسسة من خلال أنماط القبعات الست المتفق عليها وهى:
القبعة الأولى للتطوير: إعادة التصميم الجذرى والسريع للعمليات الإدارية والاستيراتيجيات والنظم المتبعة وتجهيز السياسات والبنية المؤسسية المادية والبشرية التي تساعد على تطوير تلك العمليات الإدارية الهادفة .
القبعة الثانية للتطوير: تحليل وتصميم كل المعطيات والإجراءات المتاحة داخل المؤسسة.
القبعة الثالثة للتطوير: تغير المنهج الاساسى والفعلى القائم للعمل داخل المؤسسة والاستناد الى مناهج إبداعية حديثة متطورة .
القبعة الرابعة للتطوير : تطوير الفكر الابداعى للعنصر البشرى بالإضافة الى الاهتمام بتطوير الجانب الانسانى والاجتماعى والمادى للعاملين داخل المؤسسة.
القبعة الخامسة للتطوير: إعادة بناء وتطوير طرق العمل المستخدمة في تقديم الخدمة المؤسسية.
القبعه السادسة والأخيرة للتطوير: التأكد من انسيابية الإجراءات والتنظيمات والاستراتيجيات الموضوعة للتطوير المؤسسى والتقييم المستمر المتتابع لكل خطوة في اتجاه الهدف المؤسسى للتطوير.
ومن خلال السطور السابقة كان لابد من كل مؤسسة ان تتعلم كيف تتعامل مع هذه القبعات السحرية للتطوير الادارى المؤسسى ومن هنا كانت البداية في وضع الخطوات الأساسية للمساعدة في تطبيق هذا النموذج السحرى للتطوير المؤسسى.
– وضع خطة تغيير أساسية واضحة من خلال أسئلة تطرح لا تشتمل فقط على الطرق والأساليب الإدارية المستخدمة فعليا بل تتجاوزها الى الاعمال نفسها وطريقة تنفيذها والأشخاص القائمين على العمل وامكانياتهم وطريقة تأهيلهم والامكانيات والفرضيات والنظريات التي تقوم على تطوير هذه الاعمال ومدى مناسبتها للخطة الموضوعه لها.
– ان يكون التغير جذريا مصاحب لهدف اساسى للمؤسسة , هدف له قيمة ومؤثر بشكل فعلى في تطوير وارتقاء ورفع كفاءة المؤسسة وليس تغيرا سطحيا كقشرة خارجية لامعه هشة داخليا تتهاوى مع اول ضوء شمس لتنبأ عن كارثة إدارية متراكمه للتطوير الخاطىء.
– الترميم العلمى الهندسى الواعى بمعنى اقتلاع كافة الجذور الفاسدة والمتهالكة للتفكير الادارى المحبط وإعادة البناء المؤسسى باعمدة داعمة وثابته ومؤثرة في متطلبات واهداف التطوير المؤسسى الفعال.
– ان تكون النتائج والاهداف المرجوة جوهرية وضخمة وصريحة ويظهر من خلالها التحسن التدريجى للمؤسسة مع كل خطوة نحو التطوير بالبرهان القاطع دون ان تتحدث او تثبت ذلك .
– ان يكون التغير والتطوير ليس فقط لاهداف المؤسسة بل لابد من التطوير الاولى للقوة البشرية المسيطرة والعاملة على إنجاح اهداف المؤسسة والهياكل التنظيمية العاملة عليها ومهام الإدارات المكلف بها كل إدارة على حدى ومجتمعين على حد سواء والمسئوليات الوظيفية للهيكل الوظيفى الفعلى للمؤسسة وان يبنى العمل داخل المؤسسة على مبدأ الثواب والعقاب والانجاز والأفكار الإبداعية والتطويرية في التجديد الدائم لخط التطوير المستقبلي والتي تقلل الجهد والوقت و ترفع الكفاءة والجودة.
وبعد الدراسة العميقة لكل المعطيات التطويرية للإدارة لم اجد افضل من اختيار الاسلوب المنهج الابداعى الفكرى كما اطلق عليه “انا” كطريقة لتطبيق هذه التجربة السحرية بستخدام القبعات الست للعمل الادارى الا وهو الأسلوب الاستقرائى والمتمثل في البحث الدقيق والتفحص والتمعن والتطوير والتغير والدراسة لبناء خطط تطويرية إدارية بناءه تقوم على التفكير والابداع والتطوير المؤسسى الهادف لرفع كفاءه العمل الادارى والمؤسسى وتطويرة بشكل دائم وسريع عند مواجهة اى عقبة في طريق إنجاح الأهداف المرجوة للمؤسسة والاستغناء عن المنهج الاستنتاجى المتبع حاليا والمعتمد على انتظار بروز المشكلة ثم التوجه الى دراستها والبحث عن حلول لها بعد ان تتفاقم وتستهلك وقت وجهد مهدر للترميم “والكروته” كما نطلق عليها بل العامية .
وبعد البحث والتدقيق وجدت ان كل مؤسسة متدهورة إداريا تحتاج الى هذه التجربة للتطور, كما وجدت ان كل مؤسسه في طريقها للتدهور تحتاج الى أعمدة ساندة ومدعمه لها أو كما نقول تحتاج الى ان تستخدم احدى هذه القبعات الست للنهوض والتطوير قبل ان تنهار, بل انى اكتشفت ان كل مؤسسة تبلغ قمة التفوق والنجاح تحتاج الى ان تستمر وتتطور وتواجه بكل هذه القبعات السحرية متطلبات النجاح.
وخلاصة ما نريد ان نصل اليه هو ان التطوير والابداع عملية مهذبة سامية هادفة فيها خيال خصب وتفكير منطقى وعمل منظم وتحليل عملى ونظرة واقعية ومنهج قويم وادب جم.
وسوف اروى لكم قصة عن شخصا أراد ان يكون مبدعا متطور , فجاء بضفدع ووضعه امامه ثم قال له اقفز فقز ….ثم اخذ مفكرا ما الابداع في ذلك سوف اقطع له يده اليمنى وبالفعل فعل وقال له اقفز فقز الضفدع …وكرر ذلك في اليد اليسرى وقال له اقفز فقفز… وبالمثل قطع رجله اليمنى وكرر الطلب فقز الضفدع …وفى النهاية قطع له قدمه اليسرى وقال له اقفز فلم يقفز الضفدع …فنظر حوله وقال مستعجبا قطعنا يدى الضفدع وقدميه وقلنا له اقفز فلم يقفز فقد اثبت التجربة الفعلية انه عندما نقطع يدى الضفدع وقدميه يصاب بالصمم!!!!
اننا لانريد هذا النوع من الابداع العقيم الذى لا منطق فيه ولاعقل, فانى احذركم… ان تكونوا كصاحب الضفدع.
بقلم: الدكتورة ايمان إبراهيم سلام
اخصائى التطوير ادارى