الهند توفر الخدمات الصحية للأمهات وحديثي الولادة والأطفال

برنامج حماية صحة المرأة الهندية
بقلم بريتي سودان(1)وفاندانا جورناني(2)، والدكتور راجاني فيد(3)

تعكس حملة الهند لتوفير رعاية صحية شاملة ومعقولة التكلفة وعادلة الالتزامات التي تنص عليها سياستنا الصحية الوطنية وأهداف التنمية المستدامة. هدفنا هو زيادة توفير الرعاية الصحية للنساء والرجال على نحو متكافئ.
في مجال صحة الأمهات والصحة الإنجابية، شهدنا تطورات مهمة.
فقد شهدنا انخفاضاً كبيراً في معدل وفيات الأمهات وتقليل الفارق بين الجنسين في خفض معدلات وفيات الرضع والأطفال.
انخفضت معدلات وفيات الأمهات في الهند من 178خلال الفترة من 2010-2011إلى 122خلال الفترة من 2015-2017، بينما انخفضت معدلات وفيات الرضع من 50خلال عام 2011إلى 33خلال عام 2019.
وبذلك، فقد سجلنا معدلات انخفاض أعلى مقارنة بالمعدلات العالمية.
تعكس هذه الإنجازات نجاح السياسات التي تم وضعها بهدف تقديم خدمات قريبة من المنزل، وتقليل العقبات الاقتصادية والثقافية التي تحول دون وصول النساء والأطفال إلى تلك الخدمات. ومع ذلك، فإننا نعلم أن هناك العديد من العراقيل الهيكلية التي تحول دون حصول المرأة على الرعاية الصحية.
خلال العقدين الماضيين، كانت الاستثمارات في الخدمات الصحية موجهة نحو خدمات صحة الأمهات والمواليد الجدد وصحة الأطفال والصحة الإنجابية. وقد ساعدت الاستثمارات المستدامة في النظم الصحية الحكومية ومرافق الصحة العامة على تحقيق التكافؤ في الحصول على الخدمات المتعلقة بالولادة وخاصة بين الشرائح الأشد فقراً، وقللت العوائق التي تواجهها النساء في الحصول على رعاية صحية وتغطية أفضل للخدمات الوقائية مثل التحصين ضد الأمراض. وتشمل هذه الاستثمارات تعزيز البنية التحتية، وزيادة الموارد البشرية، وتحسين خدمات التوعية، وضمان توفير الخدمات الصحية للأمهات وحديثي الولادة والأطفال، بما في ذلك ممارسي مهنة الطب من القطاع الخاص، وتحفيز عوامل تحسين الجودة.
وتشمل المبادرات التي يتم تفعيلها على مستوى البلاد: “جاناني سوراكشا يوجانا”و”جاناني شيشو سوراكشا كارياكرام” (في إطار هذه المبادرة تم حتى الآن توليد أكثر من 10.4مليون امرأة في المستشفيات الحكومية خلال 2019/2020)، و”برادهان مانتري سوراكشيت ماتريتفا أبهيان”وغيرها.
أطلقت الحكومة مؤخرًا مبادرة “سوراكشيت ماتريتفا أشواسان”التي تلتزم من خلالها بتوفير رعاية صحية مضمونة وكريمة ومحترمة وذات جودة، على أن تكون الخدمات الصحية المقدمة مجانية ويتم توفيرها لجميع النساء والأطفال حديثي الولادة بلا استثناء.
يحتاج التغير المستمر في البيانات السكانية وتلك المتصلة بالأوبئة والأمراض في الهند إلى وضع استراتيجيات وقائية وتعزيزية وعلاجية للرعاية الصحية المستدامة.
طبقاً لتقديرات دراسة “عبء المرض العالمي”فإن العوامل الرئيسية لوفاة النساء حول عالم، بما في ذلك الهند، ترتبط بشكل متزايد بأمراض الشريان التاجي والسكتة الدماغية.
يتطلب الانتقال بعبء الأمراض المزمنة إلى مستوى أعلى تحولاً نوعياً في معالجة هذه الأمراض بين النساء في الفئة العمرية الإنجابية وما بعدها.
في إطار جهود تحسين صحة المرأة، تمثل مبادرة الرعاية الصحية “أيوشمان بهارات”بصيص أمل. وقد تم وضع برنامجي المبادرة (وهما برنامج إنشاء “المراكز الصحية”التي توفر رعاية صحية أساسية مجاناً، وبرنامج “برادهان مانتري جان أروجيا يوجانا”الذي يوفر رعاية صحية تكميلية بالمستشفيات للفئات الضعيفة) بشكل يحد من التمييز بين الجنسين في مجال الرعاية الصحية.
بينما ترتفع معدلات الوفيات بين النساء مقارنة بالرجال، فإن مدى التفاوت بين الجنسين في الحصول على الرعاية الصحية، فيما عدا أمراض النساء والتوليد، قد وصل إلى مستوى مثالي طبقاً للعديد من الدراسات.
يشير التفاوت بين الجنسين في الوصول إلى الخدمات الصحية وزيادة معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة إلى الحاجة إلى إعادة تنظيم منظومة توفير الخدمات الصحية، بينما نعمل على إزالة العوائق الأخرى المتعلقة بالارتقاء بصحة المرأة.
تجرى عمليات الفحص والوقاية والإدارة – بما في ذلك العلاج وإحالة المرضى في الأمراض الشائعة غير المعدية مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكر وسرطانات الفم وعنق الرحم والثدي – من خلال المراكز الصحية. وتهدف تلك العمليات إلى تحسين وصول النساء والرجال للخدمات الصحية.
أظهرت تقارير موثوقة للمراكز الصحية العاملة أن مركزًا صحيًا فرعيًا يقدم خدمات على مدار اليوم من خلال فريق للرعاية الصحية الأساسية (يتكون من المسمى الوظيفي الجديد “مسؤول صحة المجتمع”وواحد أو اثنين من العمال متعددي المهام، بالإضافة إلى نشطاء الرعاية الصحية المعتمدين) قد شهد إقبالاً كبيراً، وهو إقبال غير مسبوق على هذه المرافق الصحية. وقد رأينا ذلك خلال 24شهراً وهي فترة زمنية قصيرة نسبياً.
بالإضافة إلى مليون ناشط من نشطاء الرعاية الصحية المعتمدين وأكثر من 800ألف عاملة متعددة المهام في أنحاء البلاد المختلفة، لدينا الآن أكثر من عشرة آلاف من مسئولي صحة المجتمع النساء على مستوى المراكز الصحية الفرعية، وهو ما يمثل 67٪ من الإجمالي.
تزايد أعداد النساء العاملات في مراكز الرعاية الصحية لا يوفر مزيداً من فرص العمل للنساء فحسب، ولكنه يعمل أيضاً على زيادة إقبال النساء على هذه المراكز للحصول على الرعاية الصحية.
وتشير التقارير الصادرة حول مراكز الرعاية الصحية التي يبلغ عددها حوالي 32300مركزاً إلى أن عدد النساء اللواتي يقبلن على هذه المراكز يفوق عدد الرجال.
55٪(*)من المترددين على العيادات الخارجية لمراكز الرعاية الصحية من النساء.
وتشير التقارير إلى أن هذه المراكز أجرت حوالي 11.1مليون فحص لسرطان الثدي و7.344مليون فحص لسرطان عنق الرحم للسيدات.
كما أدى توفير الرعاية الصحية للنساء بأسعار معقولة إلى تحول نوعي في تصميم برنامج الرعاية الصحية “برادهان مانتري جان أروجيا يوجانا”. وقد استفاد البرنامج من التجربة الفاشلة لبرامج التأمين التي كانت تتطبق في الماضي حيث أدى وضع حد أقصى لحجم الأسرة إلى حرمان النساء من الرعاية الصحية، ومن ثم لم يفرض البرنامج حداً أقصى لحجم الأسرة، بينما قلل من فرص استحواذ الذكور على استحقاقات الرعاية الصحية. وتشكل النساء حوالي 48٪ من إجمالي عدد المستفيدين من مزايا الرعاية الصحية بالمستشفيات في إطار البرنامج.
لا يمكن تحقيق التغطية الصحية الشاملة دون إتاحة المعلومات والخدمات للنساء للاستفادة منها بالكامل، ودون معالجة العوامل الاجتماعية والبيئية المسئولة عن صحة المرأة. تلعب المبادرات واسعة النطاق مثل: مبادرة تعليم الفتيات ومبادرة”أوجوالا”ومبادرة “الهند النظيفة”دورًا مهمًا في الاستجابة لهذه العوامل.
وتقدم لنا مبادرة الرعاية الصحية للنساء فرصة كبيرة للقيام بالمزيد من أجل تعزيز صحة المرأة على نحو أفضل – نحن بحاجة إلى بذل كل ما في وسعنا لاستغلال هذه الفرصة جيدًا.
*****
(*) وفقًا للبيانات التي تم تحديثها بواسطة الولايات والأقاليم الاتحادية على بوابة مراكز الرعاية الصحية التابعة للمبادرة
1- سكرتير، وزارة الصحة ورعاية الأسرة، نيودلهي
2- سكرتير إضافي ومدير البرنامج الوطني للصحة، وزارة الصحة ورعاية الأسرة
3- المدير التنفيذي للمركز الوطني لبحوث النظم الصحية، وزارة الصحة ورعاية الأسرة، نيودلهي