مبادىء التحقق من المحتوى الاعلامى فى التغطية الاخبارية
مبادىء التحقق من المحتوى الاعلامى فى التغطية الاخبارية
تقرير: وفاء ألاجة
شهدت مجلة “نهر الأمل” فعاليات ورشة العمل الافتراضية التى نظمها إتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الاسلامى حول ” تطبيق مبادىء التحقق من المحتوى الاعلامى فى التغطية الاخبارية” بالتعاون مع وكالة “رابطلى” ومجموعة الرؤية الاستراتيجية روسيا والعالم الاسلامى وبحضور الأستاذ محمد بن عبد ربه اليامى المدير المكلف للإتحاد وممثلى وكالات أنباء وممثلى منظمة التعاون الاسلامى والاعلاميين والمهتمين بالشأن الاعلامى من العالم العربى وقام السيد يونس عنايات بتقديم الورشة.
وأشار أ. محمد بن عبد ربه اليامى لخطورة تزييف المحتوى الاعلامى وإهتزاز ثقة الجمهور فى الاعلام فى ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعى وقد شهدت الفترة الاخيرة تزايد الاعتراضات على تزييف الحقائق والمطالبة بتحرى الدقة والتحقق من مصداقية المحتوى الاعلامى وزاد من حجم التحدى أن تحولت الأخبار الزائفة والمضللة لصناعة قائمة بذاتها تستهدف زيادة نسبة المشاهدات على حساب مصداقية المحتوى وصحة المضمون .
وهناك العديد من التطبيقات لاستكشاف المحتوى المزيف سوف تتضمنها ورشة العمل وطالب “اليامى” بضرورة تأهيل الاعلاميين لمواجهة هذا التزييف وتحصين المشاهدين ضد المعلومات المغلوطة، كما توجه بالشكر للمشاركين فى ورشة العمل من القائمين على مجموعة الرؤية الاستراتيجية روسيا والعالم وممثلى وكالة “رابطلى”.
وتوجهت أنا بوليكوفا مسؤلة فى مجموعة الرؤية الاستراتيجية روسيا والعالم الاسلامى بالشكر لاتحاد وكالات أنباء منظمة التعاون الاسلامى “يونا” لتأييدها لكافة المبادرات والمشاركات مع المجموعة لاسيما المشاركة فى المنتدى الروسى المصرى المنعقد فى موسكو فى شهر ديسمبر 2022 وكانت يونا من أولى المشاركين فى أعمال المنتدى كما نظمت المجموعة دورة لتعاون منظمات “ميديا” من روسيا والدول الاسلامية وتوقيع اتفاقيتى تعاون مع يونا لضمان دورية انعقاد تلك المنتديات.
وأشارت دينارا توكتوسونوفا الرئيس التنفيذى ل”رابطلى” أن “رابطلى” تعد وكالة أخبار مرئية وأكملت 10 سنوات وهى تعمل فى هذا المجال وتنتج من 40 الى 60 فيديو بث مباشر كل عام من مختلف أنحاء العالم لتقديم الأنباء العاجلة فيما يقدم فى وكالات الأنباء الغربية وذلك من خلال مثلين ومراسلين فى جميع أنحاء العالم .
والتزمت “رابطلى” منذ البداية بالحرص والتأكد من صحة الأنباء حتى لاتقع فى الأخطاء وتتحرى الدقة والموضوعية وتطوير الادوات المختلفة للتحقق من الأخبار المرئية ومراعاة التحقق فيما يتم أخذه من وسائل التواصل الاجتماعى التى تتنشر على منصات التواصل الاجتماعى والجمع بين الأدوات المختلفة وتطوير برامج خاصة قامت “رابطلى” بتطويرها وذلك من خلال وحدة تحقق خاصة أثبتت جدارتها خلال ال6 سنوات الماضية للبعد عن الأخبار الخاطئة.
وإستعرضت مارى سكالريو المتخصصة فى مجال الصحافة والوسائط المتعددة بباريس مشيرة لضرورة تقصى الدقة والتأكد من مصداقية المحتوى الاعلامى ومايتضمنه من معلومات وأحداث وحقائق وهنا تظهر أهمية الفريق الذى يعمل خلف الكواليس للتحقق من جميع الأخبار التى يتم تصويرها تحقيقاً للشفافية وتصفية الاخبار للحصول على المعلومات الموثقة وهناك تحديات تواجه الاعلاميين مثل وجود محتوى قديم أو غير موثق ويحتوى على أخبار كاذبة ومضللة أو محتوى مرئى قديم وعلينا التأكد أن ما نحصل عليه من المراسلين ووسائل التواصل الاجتماعى صحيح و أن الفيديوهات المرسلة النا هى فيديوهات حصرية بالفعل ومثال ذلك أخبار حرائق الامازون وفيديوهات وصور لتلك الاحداث جاءت النا وبعد التحقق اكتشفنا انها فيديوهات صحيحة ولكن بتاريخ قديم منذ عام 2015 .
وينبغى الاجابة على ثلاثة أسئلة للتأكد من صحة المحتوى وهى أين ومتى ومن الذى قام بتصوير الفيديوهات الحصرية وعلينا القراءة حول الموضوع لتطابق المعلومات والتأكد من صحتها والربط بين الأخبار والتحقق من مصداقيتها وهذا يساعد على الابتعاد عن المحتوى المضلل فلابد من التحقق والتأكد من المحتوى فمواقع التواصل الاجتماعى غير مهنية وغير محترفة ويجب التدقيق عند إستخدامها فعندما ندقق فى خلفية المكان الذى تم به الحدث تطابق الخلفيات فى الصور والفيديوهات التى قام المراسلون بارسالها وعلى المراسل أيضا تصوير نفسه سيلفى ليتأكد حضوره للحدث وتواجه بنفس مكان الحدث وارسال موقعهم الجغرافى للتواصل معهم والتأكد من تواجدهم بالفعل.
ونلجأ لعدة وسائل تساعد على التحقق من صدق المحتوى الاعلامى ومنها الكمبيوتر الشخصى للمراسل من خلال برنامج” إن فيد” الذى يقوم بمراجعة المحتوى وإستخدام كلمات مفتاحية تسمح للقيام ببحث عكسى ويجب البحث من عدة محركات بحث مختلفة حتى تظهر اللقطات وإذا كان قد تم نشر فيديوهات مشابهة فى وسائل التواصل الاجتماعى .
وإكتشاف الأخبار غير الحصرية عند أخذ الخبر من وسائل التواصل الاجتماعى أحياناً تنشر بشكل خاطىء ومتكرر وتنتشر تلك الأخبار وتظهر لنا محركات البحث المختلفة كل تلك الوقائع مثل حادث مدرسة أوغندا تم تداوله على محرك البيحث “جوجل” واذا كتبنا كلمات مفتاحية مثل اسم المدرسة يظهر لنا الفيديوهات المشابهة للتأكد من صدق الاخبار واكتشاف اذا كان الفيديو الخاص بالمراسل حصرى أو انه فيديو مكرر ومنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعى . .
وعند إتخاذ المراسل صور سيلفى له يتم التأكد من الخلفيات فأحيانا تكون تلك الصور مزيفة ومقارنة الخلفيات مع الحدث الرئيسى يظهر لنا حقيقة الامر فأحيانا تستخدم تقنية الفوتوشوب لادخال بعض التعديلات لتزييف القيقة واستخدام برنامج فوتوفورينسيز لتحليل الصور المختلفة من كاميرا المصور تظهر لنا اذا كانت مشاهد الفيديو مأخوذة جميعها من كاميرا واحدة أم تحتوى على مقاطع لفيديوهات من مصادر مختلفة واكتشاف كاميرا التصوير المختلفة .
وبرنامج ميتاداتا يرصد كل ماتم فى الفيديو المصور وإكتشاف الخلل مثل اكتشاف نقاط أو خطوط حمراء تساعد فى الحصول على الوقت بالضبط وميعاد التصوير ومكانه والكاميرا التى تم التصوير من خلالها وتم التصوير بكاميرا واحدة أم من خلال عدة كاميرات وهذا يعنى أن كل ماتم إرساله تم تصويره من كاميرا واحدة.
ويمكننا استخدام خرائط جوجل لمطابقة المبانى واشارات المرور وكل ما يؤكد صحة الحدث مثال ذلك وقوع زلزال تركيا وسوريا ورصد صور وفيديوهات فى اللاذقية لانهيار مبنى من 8 طوابق فقمنا باستخدام خرائط جوجل لمقارنة شواهد للحدث مثل الخلفيات والمعالم الرئيسية للمكان للتأكد من مصداقية الفيديوهات.
والتأكد من التاريخ للتأكد من صحة الخبر واستخدام وسائل التواصل الاجتماعى والاعلام المحلى ووكالات الانباء المحلية للتأكد من صحة الخبر الذى أرسله المراسل الصحفى ففى رابطلى يقوم فريق مدرب على إكتشاف الحقيقة من أين أتت تلك اللقطات والفيديوهات ومعرفة مكان إلتقاطها وعندما يكون المحتوى حساس فيتطلب ذلك مزيد من الوقت ويحتاج للاعتماد المراسلين من ذوى الثقة والكفاءة والذين تم التعامل معهم لسنوات طويلة حتى لانقع فى أيدى الهواة والمضللين .