تحقيقات وتقارير

إنطلاق مؤتمر “مستحدثات تكنولوجيا الإعلام الرقمى”

إنطلاق مؤتمر “مستحدثات تكنولوجيا الإعلام الرقمى”

تقرير: وفاء ألاجة

شهدت مجلة نهر الأمل فعاليات مؤتمر نقابة الصحفيين الكويتية “مستحدثات تكنولوجيا الإعلام الرقمى” تحت رعاية وزير الإعلام والثقافة – الدكتور حمد روح الدين وبمشاركة منظمات ومؤسسات إعلامية دولية عبر منصة زووم الالكترونية، وأدار المؤتمر الدكتور زهير إبراهيم العباد – رئيس نقابة الصحفيين الكويتية ونائب رئيس الاتحاد الدولى للصحافة العربية، بمشاركة نخبة من أساتذة الإعلام بالجامعات العربية والدولية.

ودارت محاور المؤتمر حول الإعلام الرقمي وتقييم وإدارة محتوى الإعلام الرقمي والعناصر المستخدمة في تكنولوجيا الإعلام الرقمي وإدارة منظومة الإعلام الرقمى، ومستحدثات تكنولوجيا الإعلام الرقمي، والإعلام الرقمي وتكنولوجيا الإتصالات المستقبلية، واستخدامات الإعلام الرقمي في الترويج للمشروعات التنموية، وتطورات الأقمار الصناعية في الإتصالات الرقمية، وتكنولوجيا الروبوتات في الإعلام الرقمي، والأمن السيبرانى بين التطبيق والواقع في إدارة المدن الذكية والمنصات الحكومية، والتشريعات المطلوبة لمستحدثات التكنولوجيا الرقمية.

وأشار الدكتور عبد الكريم الوزان – عميد كلية الإعلام في الجامعة الإسلامية الأمريكية بمنيسوتا وعميد كلية الإعلام والإتصال بجامعة سليمان الدولية بتركيا وعميد كلية الإعلام بجامعة إبن النفيس للعلوم والتكنولوجيا بتركيا لأهمية التحول الرقمي من خلال الإعلام الجديد الذي يشمل المحطات التليفزيونية التفاعلية والرقمية والصحافة الالكترونية ومنتديات الحوار والمدونات والمواقع الشخصية والمواقع المؤسساتية والتجارية ومواقع الشبكات الإجتماعي ومقاطع الفيديو والإذاعات الرقمية وشبكات المجتمع الإفتراضية والهواتف الجوالة ومجموعات البريد الإلكتروني ومواقع الإنترنت والبث التليفزيوني التفاعلي ومجموعات الرسائل النصية، وهذا التطور له إيجابيات وله سلبيات تتمثل في الإستخدام السىء لتلك الوسائل والإستغلال والإبتزاز والمساومات وتهديد الأمن القومي من خلال إطلاق الشائعات والأخبار المفبركة مما يبث الكراهية ويساعد على زيادة العنف ويأجج الصلات بين الأسرة الواحدة ويزيد من عزلة كل فرد منهم في غرفته لمتابعة المواقع والمنصات الإلكترونية والإفتراضية عكس وسائل الإعلام التقليدية التي كانت الأسرة تلتف حولها لمتابعة برامجها.

وبالرغم من وضع محاذير وضوابط للنشر والجرائم الإلكترونية إلا أن الأسرة عليها دور كبير في مراقبة أبناءها وملاحظتهم بعيداً عن تضييق الحريات عليهم لحمايتهم من الوقوع في مخاطر الجرائم الإلكترونية واختراق الخصوصية، وينبغي نشر الوعي فى المدارس ومن الضروري تحسين الأوضاع الإقتصادية ومحاربة البطالة، والتوجيه بإدراج الإعلام في مناهج المدارس الثانوية فهي مادة خطيرة وتدخل كافة الميادين وتؤثر على الأفكار مما ينبغي تدريسها في المدارس من أجل التوعية والحصانة لطلابنا.

والإعلام الرقمي ليس وليد الساعة فهو يعود لعام 1948 عندما نشر عالم الرياضيات كلودشاتو أساسيات التحول الرقمي وكتب مقالة إستعرض فيها نظرية رياضية للإتصالات وكان ذلك أساس التحول الرقمي للإعلام ثم بدأت الألفية الثالثة التي شهدت تأثير التكنولوجيا على كافة الوسائل الإعلامية وتطورها لدعم صناع القرار.

والتحول الرقمي هو عملية إتقان تحول القطاعات إلى نموذج عمل يعتمد على التقنيات الرقمية في ابتكار الخدمات وتوفير قنوات جديدة تزيد من الإنتاج، وللإعلام الرقمي الإلكتروني تخصص جديد ظهر في الولايات المتحدة، وفى الأردن علماء متخصصون في الإعلام الإلكتروني، وتعد السعودية من أفضل 10 دول متقدمة في العالم في التحول الرقمي بما تمتلكه من بنية تحتية رقمية، ومنذ عام 1997 وتعد أستونيا إحدى الجمهوريات السوفيتية أولى دول العالم الرقمية.

ولما كان للذكاء الإصطناعي الذى ظهر في عام 1956 في روسيا والولايات المتحدة وساهمت الأجهزة الذكية والتكنولوجية في تطور حياة الإنسان وكان لها تأثير كبير على تطور الإعلام وكان له إيجابيات تمثلت في سرعة اتخاذ القرار وتقليل الخطأ البشري وتقليل المخاطر إلا أن سلبياته تمثلت في زيادة نسب البطالة والتكاليف الباهظة لبرامجه.

واستعرض الدكتور سعود الغربى – أستاذ الإعلام بجامعة محمد بن سعود ورئيس مجلس إدارة جمعية إعلاميون دراسة لمستقبل الصحافة الخليجية والإعلام الرقمي والتحديات التي تواجه الإعلام الرقمي الذي انعكست تأثيراته على الأداء المهني والمؤسسي والعوامل المستقبلية التي تؤثر في الصحافة الخليجية والتنبؤات التي يراها الإعلاميين والأكاديميين والخبراء، وشملت الدراسة التى تستخدم المنهج الكيفي أراء قيادات الصحف الإلكترونية والأكاديميون والخبراء فى دول السعودية والإمارات والكويت، واستعرضت الدراسة أثار الإعلام الجديد على 71 مفردة سعودية و47 مفردة كويتية و36 مفردة إماراتية. وأظهرت الدراسة أن التحديات تواجه المؤسسات الصحفية بنسبة 72% وتلقي بآثارها على الصحفيين بنسبة 56% وعلى صناعة المحتوى بنسبة 41% وعلى الجمهور بنسبة 20%.

وأثر الإعلام الرقمي بالسلب فقد المكانة الإجتماعية بنسبة 60.4%، وأكد 39.6% من العينة أن العصر الرقمي زود الصحفيين الخليجيين بتقنيات وامتلاك المهارات الرقمية، وجاء تحول الصحف الخليجية للرقمية بنسبة 50.6%، وأصبحت ذات طابع مؤسسي جديد يتوافق والحياة المعاصرة وأصبحت المنصات الرقمية التي تقدم المنتج الإعلامى، ويعاني 72% من الصحفيين من قلة التدريب وغياب المهنية وتحديث الخطط لإخراج مهارات تتفاعل مع الصحافة الرقمية، وسحب المنصات الرقمية للإعلانات من الصحف الرقمية، ورأى 60% من الأكاديميين أن سيطرة العقلية التقليدية تعد أحد العوامل التي أدت للتخلف عن اللحاق بالركب الرقمي، وأكد 55.9% من الخبراء أن الصحافة شهدت تحول رقمي غير مسبوق ووفرة في المعلومات وأن الصحافة الخليجية لم تتوجه مبكراً للتحول الرقمي وتبدلت عادات الجمهور وأصبح يقتصر على متابعة الأخبار المقتصرة عبر الوسائل الرقمية والعزوف عن شراء الصحف الورقية.

وطالب المستشار الإعلامي سعد الجريس – عضو مجلس إدارة جمعية إعلاميون بالمملكة العربية السعودية بضرورة تدريب الصحفيين والإعلاميين لتمكينهم من أدوات الإعلام الرقمي واستغلال التكنولوجيا لدعم الإعلام، فقديماً كان الإعلامى يتحرك بعد ترتيبات عديدة مع المعدين والأدوات المساعدة للتسجيل والتصوير، وجاء التحول الرقمى لتيسير عملية نقل المعلومات والصحفي فى مكانه يسجل ويبث الخبر في ثوانى معدودة.

وأكد الدكتور ناصر السلامونى – رئيس الإتحاد الدولى للصحافة العربية ضرورة إمتلاك الإعلامي لأدوات التحول الرقمي الذى بدأ منذ إختراع التليغراف والتليفون والحاسب الآلي وسط غياب التدريب للصحفيين الخليجيين وغياب المصداقية مما يجعل الإعلام الرقمي عنصر يهدد المجتمعات، وينبغي مواجهة تلك التحديات والتعامل مع وسائل الإعلام الرقمي والإعتماد على الشباب الذي يجيد التعامل مع الوسائل الإلكترونية الحديثة حتى لا يدمروا أوطانهم بهذه التقنية الرهيبة.

وتأتى فكرة إنشاء الإتحاد العربى لتكنولوجيا الصحافة والإعلام لتسخير كافة الوسائل التكنولوجية لخدمة الإعلام حتى ننهض إعلامياً، والإتحاد يتبع جامعة الدول العربية مما يتيح فتح مدارس ثانوية لتدريس الإعلام وإنشاء أكاديمية خاصة بالتكنولوجيا الإعلامية ونشر ثقافة البناء لينهض الوطن العربى مع زيادة الإعلام الرقمي  ليبرز دور الإتحاد لمواجهة سلبيات الإعلام الرقمي والحد من مخاطره الذي ينشر روح الكراهية في المجتمعات ويروج للفتن والتعصب الديني ويزيد من التباعد بين أفراد الأسرة.

وأوضح الأستاذ يوسف كاظم عباس – المتحدث الرسمي لتطبيق الخدمات الحكومية الإلكترونية “سهل” كيفية تأهيل المؤسسات الصحفية والرقمية للتحول الرقمى وإمداد العاملين عليها بآليات التعاطي مع التكنولوجيا الحديثة، وقررت الحكومة الكويتية الوصول للأفراد داخل الكويت وخارجها ليجربوا الأدوات والتطبيقات الإلكترونية لإنجاز  الخدمات على مدار الأسبوع، والشباب هم الأقدر على التواصل مع تلك التكنولوجيا، ولذلك أطلقنا مبادرة لتثقيف الأفراد على طرق استخدام التطبيقات الإلكترونية التي تقدم الخدمات الحكومية الإلكترونية، وتطبيق “سهل” للوصول للخدمات والوثائق الحكومية عبر البريد الإلكترونى وسط إرادة للإستماع للمواطنين ومعرفة توجهاتهم نحو التحول الرقمى.

وأشار الأستاذ فهد مرزوق – رئيس وحدة التشريعات الإلكترونية بنقابة الصحفيين أهمية التشريعات والقوانين التي تحكم الإعلام لما له من تأثير على المجتمع كوسيلة لتكوين الرأى العام ومعالجة قضايا المجتمع الملحة وخلق التوعية السياسية والإقتصادية، والإعلام منصوص عليه في الدساتير لضمان حرية الرأى، ولكن هذه الحرية ليست بلا حدود فهى حرية تؤثر في الرأي العام وتعد حرية مسؤولة، وتهتم الدول بتنظيم الإعلام ليكون فى خدمة الدولة والمواطن لخلق النصوص والتشريعات الإعلامية.

والقوانين هى مجموعة من القواعد المنظمة للعملية الإعلامية وأنشطتها لتشمل كافة الوسائل الإعلامية من راديو وتليفزيون ووكالات أنباء وسينما ومنصات إلكترونية وغيرها من النظم الحديثة من إعلام رقمي وسوشيال ميديا لمراعاة خصوصية كل دولة وتقاليدها وأطرها الخاصة لخلق نموذج يضمن الحريات والإستقلال عن السلطة التشريعية والتنفيذية ليكون إعلام يعبر عن نسيج المجتمع.

وتعد عقوبات إساءة النشر رادعة للمخالفين وتنظم الإتحادات الإعلامية والنقابات أطر العمل في دور النشر والصحف والاذاعة والتليفزيون والإعلام الحديث الذي تطور نتيجة للطفرة الالكترونية التي شهدها العصر الرقمي مما زاد من الأخبار المضللة والمفبركة وفقدت الصحف التقليدية سرعة النشر وملاحقة الأخبار ونقل المعلومة من قلب الحدث في نفس وقت وقوعها وزاد الإحتياج لقانون تنظيم النشر الإلكتروني وحماية الأشخاص من غياب القانون وغياب الضوابط التى تحكم المهنة لحماية العاملين في الإعلام الرقمى.   

#مجلة_نهر_الأمل

 

 

 

 

 

 

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى