تحقيقات وتقارير

منتدى الأصالة والتجديد يناقش ” الانسانيات الرقمية”

منتدى الأصالة والتجديد فى بحوث الاعلام الرقمى يناقش ” الانسانيات الرقمية

تغطية اخبارية: وفاء ألاجة

شهدت مجلة” نهر الأمل” ورشة العمل الحادية عشر التى نظمتها شعبة الاعلام الرقمى بمنتدى الأصالة والتجديد فى بحوث الاعلام الرقمى بعنوان ” الانسانيات الرقمية” تحت رعاية الدكتور محمد سعد عميد المعهد العالى للاعلام بالشروق ،ومؤسس المنتدى والدكتور عبد الكريم الزياتى أستاذ الاعلام الرقمى بالجامعة الأهلية بالبحرين ورئيس شعبة الاعلام الرقمى بالمنتدى،وأدار الحوار والمناقشات الدكتورة جيهان صادق على خليفة وحاضر فيها الدكتور الدكتور على محمد على أستاذ الصحافة بجامعة مانشستر فى بريطانيا ،والدكتورة لبنى رحمونى أستاذ الاعلام بجامعة العربى بن مهيدى بالجزائر.

وأشار الدكتور على محمد على لأهمية علم الانسانيات الرقمية الذى بدأ فى الظهور منذ عام 2010 واستعرض أدواته ومناهجه وكيفية تداخل العلوم الانسانية مع المكتبات الرقمية ،مشيرا أنه لم يعد امتلاك فكرة عن المستقبل من الأشكال المنفصلة عن التفكير الانسانى فهناك قدرة بشرية تسمح بالتفكير المسبق ونشأة العلوم الانسانية وبحوث المستقبل والمقاربات السلمية للتنمية العالمية وفقا لما أقره مؤتمر أوسلو 1967 الذى يعد مؤشرا هاما للرقمنة ،ونشر العديد من المقالات أعطت نظرة مستقبلية.

وأشارت بعض الأكاديميات لنظرتها المستقبلية لعام 2000 فى ضوء الاختراعات التكنولوجية الجديدة ولكن لم تظهر عبارة الانسانيات الرقمية الا فى القرن ال21 كمجموعة من الأساليب والاستراتيجيات التى تؤكد أن التحول الرقمى خلال السنوات الماضية قد غير من بروتوكولات البحث العلمى فى العلوم الانسانية ،وعلم الانسانيات الرقمية يعتمد على مسارين وهما فهم كيف تؤثر التكنولوجيا على حياتنا ومستقبلنا ،وتطبيق الأدوات والطرق لدراسة ماخلفته هذه التكنولوجيا من أثار على البشرية.

وهناك محاولات تشير  لتلك العلوم الانسانية بأنها مجموعة عوامل متداخلة ومفهوم نقدى تساءلى يعتمد على مكون بحثى متمثل فى رقمية التراث الانسانى سواء كان نص كتابى أو صور أو قطع موسيقية ،وهذا المكون لمعرفة مايمكن فعله الأن بعد التغيرات التكنولوجية ولم نكن نستطيع فعله فى الماضى ،ومكون عملى يبحث كيف يمكننا فعل ذلك والفروق بين التقنيات والأساليب المستخدمة الأن بسبب الرقمنة.

والعلوم الانسانية الرقمية هى مجال للدراسة والبحوث والتعليم والاختراع ،وهى علم يهتم بتقاطع الحوسبة مع بقية العلوم الأخرى وعلينا أن نتخيل أنها جاءت نتيجة التطور للعلوم التى كنا ندرسها وأصبحت علم جديد ،فالرقمية تتطلب حد من المعرفة بالتقنيات الحديثة لاستخدامها فى البحوث العلمية فقد أثرت التكنولوجيا الرقمية على طرق البحث العلمى.

ولكن ماهى التحديات التى قد تواجهنا عند استخدامنا للمناهج والأساليب والأدوات؟ هل يمكننا رسم رؤية مستقبلية عن تطور العلوم الانسانية الرقمية ؟ هل يتم الاستعانة بالتقنيات لما لها من بعد اقتصادى نفعى؟ ومامقدار مانحتاج اليه من المعارف الأساسية فى البرمجة والترميز والاطار المعرفى الذى نجرى من خلاله البحث العلمى،وكيف نجمع بين منهجيات البحث التقليدية والحديثة،ومامدى تأثير التطور والتسابق لرسم رؤية تستشرف المستقبل ونتوقع رؤية مستقبلية؟من خلال دراسات الوسائط الرقمية وتأثيرها على مستقبل الاعلام واستخدام البرامج فى العلوم الانسانية الرقمية مثل المحرك البحثى” جوجل” وأدوات التحليل الأخرى كنظرية الرسم البيانى والنظريات الرياضية والمناهج والتطبيقات الاحصائية مما يستدعى تعاون علماء الكمبيوتر مع علماء العلوم الانسانية لتغير أساليب الوصول للمعلومة وطرق التحليل وكيفية استخدامها.

وتطبيق Gephi يسمح باستكشاف خصائص الشبكات والبيانات ومتابعة سلسلة دراسة الحالة وملف البيانات وتحويلها الى خرائط قابلة للطباعة فهو برنامج مفتوح المصدر لتصور الشبكات ليصبح التحليل بمساعدة الكمبيوتر يتضمن صور متحركة ورموز والاعتماد عليها بشكل متزايد فى العلوم الانسانية الرقمية لتصبح مجالا متعدد التخصصات بعد تطور علوم الكمبيوتر والمعلوماتية الاعلامية فى دراسات الأفلام ومراكز التوثيق وبرامج التحليل الرقمى للتعليم وبناء العديد من الجسور بين التخصصات المختلفة ويعد التحليل التلقائى للفيديوهات والأفلام وبرامج الألعاب الاكترونية خير دليل على ذلك .

والأثار السلبية تكمن فى التركيز على المقاييس المستخدمة والشراكة فى المنشأت المستخدمة للتطبيقات ومصمميها من حيث المصداقية والموضوعية والدقة ،وقد يتأثر التفاعل الانسانى بشكل كبير على التعاون القائم بين تنوع العلوم وتعددها وتأثيرها على الباحثين من أجل الاضافة المميزة والجديدة على البشرية المعلومة ،وتتمثل أيضا الأثار السلبية فى صعوبة الاحساس بالمشاعر والانفعالات عند التعبير عنها أو نقلها خاصة عند تعدد الثقافات بين الأمم.

ويتبنى المؤيدين لفكرة تنبؤ الرقمية المعرفية هذه الرؤية ويرى المعارضين ضرورة فك الارتباط بين الرقمية وحماية المجتمعات من هذا الذعر الأخلاقى المتسارع فالمنشورات معظمها متاح أونلاين وتعطى فرصة للدخول بدون مقابل وتفرض من ناحية أخرى رسوم على المؤسسات العلمية والتدريبية ،وهناك كثير من الداعمين للبحث العلمى ومنح فرص للدخول الاضافة من قبل المتخصصين لأن ذلك يساهم فى اثراء البحث العلمى .

وتساعد علوم الانسانية الرقمية فى الاجابة على بعض الأسئلة القديمة ولكن بطرق جديدة ،وتطرح أنواع جديدة من التساؤلات فتعيد وتدمج السجلات  الثقافية المبعثرة للأمم والمجتمعات وتجعل معرفتنا الضمنية أكثر وضوحا للأشياء المحيطة بنا وقد يعيننا ذلك على فهم المتغيرات العالمية وتساعدنا على اعادة تشكيله وتعد الانسانيات الرقمية من عوامل تسريع البحث العلمى والتوثيق والأرشفة وحقوق النشر ، فالرقمية لاتلغى القدرات الفردية بل تساعد على استنباط بعض المهارات الكامنة فى الطاقات البشرية وتعزز النظرية القائمة على تكامل العلوم الانسانية.

وأشارت الدكتورة لبنى رحمونى لأهمية العلوم الانسانية الرقمية التى تعد من الموضوعات الملحة فى السنوات الأخيرة نتيجة للتطور فى الظواهر الاجتماعية فى البيئة الرقمية فقد نقلت الانسان من تفاعلاته الواقعية لسلوكياته فى البيئة الرقمية،وجعلتنا نتساءل عن الحديث فى علوم الاتصال لمناقشة الظواهر الرقمية والأدوات والتقنيات التى يمكن دراستها فى الظواهر الاعلامية فى البيئة الرقمية.

والبيئة الرقمية بما تفرضه من مساحات تشاركية تختلف تماما عن تلك الظواهر التى كان مصدرها وسائل الاتصال الجماهيرى ،ولكن هل هل نستخدم الأدوات ومناهج البحث التى نطبقها على الظواهر الاعلامية التقليدية عند تحليل الظواهر الاعلامية فى البيئة الافتراضية؟ فهناك من يرى استخدام نفس الأدوات والمناهج البحثية وهناك رأى أخر يرى ضرورة استحداث أدوات بحثية جديدة لاختلاف البيئةالافتراضية والطرف الثالث من الباحثين يدمج بين الفكرتين لاستخدام نفس المناهج البحثية مع استحداث أساليب أخرى تتواءم مع طبيعة الظواهر الجديدة.

ويهتم الباحثون فى منطقتنا العربية بتحليل الظواهر ويجدون صعوبة فى تحليل المضمون بالطرق التقليدية فى البيئة الافتراضية،فالرقمية تتيح العديد من المعلومات الهائلة عبر شبكات المعلومات فيجد الباحث صعوبة فى عملية تحليل المضامين أكثر مما كان عليه الوضع فى السابق عند تحليل المضمون فى وسائل الاتصال الجماهيرى ،وكذلك يصعب تحليل صحيفة الكترونية لاختلاف الفئات التى يعتمد عليها وكيفية الأخذ بتلك الفئات بكل الخصوصية التى تتناسب مع سبكات التواصل مع تلك البيئة المتعددة المصادر والمعلومات التى تتجدد بانسيابية شديدة،و يجد الباحث صعوبة فى  استخراج المعلومات التى تفيده فى البحث فقط من هذا الكم الهائل من البيانات والمعلومات ، لان شبكة المعلومات الدولية ومنصاتها المختلفة لها خصوصيتها التى تعرض نوع محدد من المضمون

ومع تزايد جهود الباحثين فى علوم الحاسب أمكنهم وضع ألية وبرمجيات لتحليل المضمون فأصبحت الألة وسيط بين الباحث وبين المعلومات على شبكة المعلومات لتطويع برمجيات تساهم فى تحليل المضامين بداية من عام 1972 وأمكنا تجميع وأرشفة بعض الصحف الالكترونية فى الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على المعلومات الناتجة من المواقع الالكترونية ،وأصبح على الباحثين فى العلوم الانسانية التكيف مع التقنيات والبرمجيات ،والمعرفة بأسس تلك البرمجيات والتمكن فى اجادتها لانجاز الأبحاث والالمام بكيفية ادارة برامج الحاسب لتحليل المضمون.

#مجلة_نهر_الأمل

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى