الاخبار

كلمة رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين بمناسبة اليوم العربي للأسير الفلسطيني.

خلال ندوة "دعم حقوق الأسرى في مواجهة الانتهاكات والتنكيل الإسرائيلي".

كلمة معالي اللواء قدري أبو بكر – رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في الجلسة الافتتاحية لندوة ” دعم حقوق الأسرى في مواجهة الانتهاكات والتنكيل الإسرائيلي” -اليوم- بمناسبة إحياء اليوم العربي للأسير الفلسطيني.

بدايةً أنقل لكم تحيات الشعب الفلسطيني وقيادته، حاملاً لكم رسالة شكر وعرفان من مناضليه وأسرهم وعائلاتهم، وفي مقدمتهم أسرانا واسيراتنا الأبطال في سجون الإحتلال الإسرائيلي، وهم يعيشون في هذه اللحظات ظروف صحية وحياتية صعبة، جراء مخططات وممارسات حكومة الاحتلال وأدواتها السياسية والعسكرية، الذين يتوحدون للنيل من عزيمة وصمود هؤلاء الأبطال، ولكنهم يفشلون دوماً وسيفشلون.

وفي هذا اليوم ” يوم الأرض الفلسطيني ” وفي مناسبته السادسة والأربعين، ومن هنا من بيتنا الشامخ جامعة الدول العربية، ومن على أرض جمهورية مصر العربية، سندنا ومصدر قوتنا ورمز وحدتنا القومية، نؤكد للعالم أجمع بأن كل ذرة تراب في فلسطين مقدسة، بقداسة دياناتها السماوية، وبدماء شهدائها وجرحاها، وبسنوات الفخر التي تُحرق داخل السجون والمعتقلات لكي نحيا أحراراً، ولكي ندحر هذا الإحتلال الذي يشوه كل حياتنا، ومصممين على المضي قدماً في النضال وتقديم التضحيات، حتى تتحقق الأمنيات بإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

على مدار  74 عاماً، نتعرض للظلم وتمارس بحقنا الجريمة المنظمة، ولم نلمس يوماً أن المنظومة المسيطرة على العالم تنظر إلينا ولو بطرف عين، وهي ذاتها التي تعمل اليوم ليلاً نهاراً لوقف القتل والدمار الناتج عن الحرب الروسية الأوكرانية، ومن هنا نسألهم: أين انتم من جرائم الحرب التي تُرتكب في فلسطين؟؟.

سألت وأعرف الإجابة، ونعرفها جميعاً من الشيخ حتى الرضيع، بأن للمجتمع الدولي ومؤسساته تفضيلاته وميولاته وفقاً لمصالحه الإقتصادية والسياسية والعسكرية، وكنا نتمنى أن تُطبق علينا الإتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية، ولكن للاسف دائماً الكفة تميل نحو دولة الإحتلال، كيف لا واللوبي الصهيوني يعمل على كل الساحات لكي يعزز من الرواية الكاذبة بأن هذه الأرض لهم، ويُنكرون علينا وجودنا وأحقيتنا على أرضنا، ولكن لا قيمة لهذا كله طالما بقيت الأجيال تُخلق وتنمو وتترعرع على حب فلسطين.

اليوم ونحن نجتمع في هذه الفعالية المركزية، لدعم حقوق أسرانا وأسيراتنا في سجون ومعتقلات الإحتلال في مواجهة الإنتهاكات والتنكيل الإسرائيلي، فإننا سنقف عند حقائق صادمة تدلل على مدى وحشية وحقد هذه المنظومة:

فلا زال الإحتلال يحتجز في 24 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف وتحقيق، ما يقارب 4400 أسيراً وأسيرةً، بينهم ٦٠٠ مريضاً، ٢٠٠ منهم بحاجة إلى تدخلات طبية وعلاجية عاجلة، 14 منهم يعانون من مرض السرطان والعشرات من المقعدين ومبتوري الأطراف والمصابين بالأمراض المزمنة، و547 محكومين بالسجن ( بالمؤبد ) مدى الحياة، و٥٠٠ معتقلاً بفعل قرارات الإعتقال الإداري، و160 طفلاً قاصراً أعمارهم أقل من١٨ عاماً، و31 أسيرةً، و148 أسيراً مضى على إعتقالهم أكثر من ٢٠ عاماً، ٢٥ منهم معتقلين منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو، اقدمهم الاسيرين كريم وماهر يونس المعتقلين منذ 39 عاماً، ودخلا في عامها الأربعين والأخير في الأسر.

ويعيش الأسرى والأسيرات في هذه الأيام أوقات عصيبة، حيث يتعرضون لهجمة شرسة، تتعاون فيها حكومة الإحتلال وإدارة وإستخبارات السجون وجهاز المخابرات الإسرائيلي والمنظومة القضائية والصحية والإعلامية الموجهة، وتُقاد من متطرفين في أعلى المستويات السياسية العسكرية، وتهدف إلى خلق واقع جديد داخل السجون والمعتقلات، يستهدف كل تفاصيل الحياة اليومية لهم، حيث تتصاعد الهجمة بشكل مستمر منذ تمكن 6 أسرى بتاريخ 6/9/2021، من الهروب من سجن “جلبوع”، علماً انه تم إعادة إعتقالهم بعد عدة أيام وفرضت عليهم العقوبات من عزل وغرامات، ولا زالوا يخضعون للمحاكمة من جديد لإضافة سنوات على أحكامهم السابقة.

وتمثلت العقوبات التي فُرضت ولا زالت على الأسرى في: إقتحام السجون والإعتداء على الأسرى والمعتقلين بالضرب والرش بغاز الفلفل والمسيل للدموع، واستهداف إستقرارهم ونقلهم من سجن إلى آخر، وتقليص الفورة والمواد الغذائية من الكانتينا، وعرقلة الزيارات ومنعها بحجة جائحة كورونا، وعدم تنفيذ التفاهمات السابقة المتعلقة بتركيب تلفونات لدى الأسرى المرضى فيما يسمى “مستشفى سجن الرملة” وفي السجون التي يُحتجز فيها الأطفال والأسيرات، وفرض الغرامات المالية ومصادرة الأدوات الكهربائية وأدوات الطبخ، والتباطؤ في تقديم العلاج وتوفير الأدوية للمرضى وتركيب بوابات الفحص الإلكترونية في العديد من السجون، والإستفزازات والتنكيلات الجشعة.

وعلى أثر ذلك قرر الأسرى بالذهاب إلى المواجهة المباشرة لإنتزاع حقوقهم المشروعة، حيث أقدم الأسرى الإداريون على مقاطعة محاكم الإحتلال الإسرائيلي بكل مسمياتها وتشكيلاتها منذ مطلع العام الحالي، وتبع ذلك خطوات عامة، حيث تم حل الهيئات التنظيمية في السجون والمعتقلات، وإغلاقها بشكل جزئي أو بشكل كامل بين الحين والآخر، وعدم الخروج إلى ساحات الفورة وعيادات السجون والمستشفيات، وامتناع المرضى عن أخذ الأدوية، والإعلان عن خوض إضراب مفتوح عن الطعام كان من المفترض أن يكون الخامس والعشرين من الشهر الحالي، ولكنهم علقوه بعد أن رضخت إدراة السجون لمطالبهم.

إن الأحداث المتراكمة داخل السجون والمعتقلات ولدت لدينا قلق كبير، وأصبح لدينا خشية حقيقية من إجراءات وممارسات إدارة السجون واستخباراتها بحق أسرانا ومعتقلينا، تحديداً وإن الهجمات الأخيرة عليهم، والإقامة شبه الدائمة لوحدات القمع المتخصصة والمدججة بالسلاح والذخيرة والهراوات والكلاب البوليسية داخل السجون والمعتقلات، يعني أن هناك قرارات واضحة واستعدادات على مدار الساعة للإنتقام من مناضلينا.

وفي الختام .. أتوجه بالشكر الجزيل لجامعة الدول العربية، والشكر الخاص إلى معالي الأمين العام د. أحمد أبو الغيط، ولمعالي الأمين العام المساعد د. سعيد أبو علي، ولكل العاملين في هذا الصرح العربي المشرف، ولكل الأشقاء العرب وللحضور جميعاً، على أمل أن تتحرر فلسطين وأن نستضيفكم جميعاً في القدس العاصمة، هناك في ساحات المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى