تحقيقات وتقارير

 نظريات الاتصال: تساؤلات أساسية وأخطاء شائعة

 

 نظريات الاتصال: تساؤلات أساسية وأخطاء شائعة

 تغطية إخبارية: وفاء ألاجة

شهدت مجلة “نهر الأمل” فعاليات السيمنار العاشر لوكالة الدراسات العليا بكلية إعلام القاهرة تحت عنوان ” نظريات الاتصال: تساؤلات أساسية وأخطاء شائعة” برعاية أ. د /محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة و أ. د/ هويدا مصطفى عميدة كلية الاعلام وإشراف أ. د /وسام نصر وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث يعقد السيمنار العلمي العاشر بعنوان نظريات الاتصال : تساؤلات أساسية وأخطاء شائعة.  والمتحدث د/ إيمان حسني الاستاذ المساعد بقسم الصحافة التى إستعرضت المفاهيم العلمية بأنها مجموعة من المصطلحات التى يستخدمها الباحث فى بحث وتظهر فى العناوين وهى عناصر بنائية تنتظم فى إطار معرفى  معين على نحو يسمح بالانتقال من المعرفة العامة الى المعرفة العلمية المتخصصة مثلا فى دراسة الطب مفاهيم محددة تختلف عن مفاهيم دارسى الهندسة أو الادارة أو الاعلام وتتسم بوجود نوع من الثبات والاتفاق الاجرائى نحو كيفية تصورها أو تمثلها فى الأذهان مثلا لو قلت “دوامة الصمت ” لن  يفهم أحد مغزى الكلام ولكن فى سياق التخصص تفهم الدلالات والتعريفات الاجرائية.

 وقد فرق ماكلوهان بين الرسالة والوسيلة مؤكداً أنه فى بعض الأحيان يصبح تأثير الوسيلة أقوى من الرسالة وإطار العمل هو طريقة العمل داخل البحث بما يتضمن هدف البحث ومنهجه وأدوات جمع البيانات وتحليلها والنظرية هى بناء فكرى متكامل من المفاهيم والأفكار التى تم إستخلاصها من الدراسات والفروض والمتغيرات على نحو يقودنا الى عدد من الاستنتاجات المفسرة لظاهرة ما ،والنظرية تقدم إطار تفسيرى  للظواهر العلمية ولها القدرة على إيجاد تساؤلات جديرة بالبحث وإضافة إستكشافات وطرق جديدة للبحث العلمى وهناك خمس خطوات لتعريف نموذج إتصال اجتماعى تتمثل فى بناء الهوية الجيدة للأنا فى مقابل بناء الهوية السيئة الظالمة الفاسدة للأخر ، والتأكيد على الاختلاف وإستبعاد الآخر منا ، وإبراز الآخر كتهديد للهوية فليس كل منا بالضرورة ضدنا لكنه يجب أن يبدو كذلك للمتلقى وهنا يجب أن يكون بناء العداء والتهديد عام وجماعى وخطير ، وبمجرد إضافة التهديد الى سابقة الاستبعاد تأتى خطوة إعلان مناصرة ودعم الهوية الجيدة وأخيرا الاحتفاء بأنشطة القضاء على الهوية السيئة كنوع من الفضيلة الجماعية وهنا يتجاوز الخطاب منزلة  التبرير الى الضرورة والسلامة الأخلاقية وإرضاء الاله مع تقديم بناء زائف للذات بأننا أبطال وشهداء ومدافعين عن الحق والصواب والأمة.

مكى يصوغه الباحث ويتبناه مؤقتاً لشرح بعض ما يلاحظه من الحقائق والظواهر وتكون تلك الفروض كمرشد له فى البحث والفروض نتيجة أولية أو تصورات مسبقة لعلاقة بين متغيرين ، وغالبا ما تعرض النظريات العلمية فى الرسائل العلمية بطريقة متشارهة على نحو يمد القارىء بنبذة مصغرة عن النشأة والفروض والمتغيرات والعلاقات والنماذج والانتقادات التى وجهت لها ومسارات تطورها عبر المستقبل مع التوثيق العلمى الأمين وقليل من الباحثين من ترى أثر نظريته فى المفاهيم والمتغيرات والنماذج والأهداف والتساؤلات والفروض واستمارة التحليل والدراسة ذاتها ومناقشة نتائجها .

كما لايمتلك كثير من الباحثين مهارة الايجاز فى العرض لتوضيح كيفية توظيفها فى رسالته وخصوصية هذا التوظيف ، وتوضيح هل ستأخذها كما هى أم ستسعى لتطويرها وإضافة متغيرات وفروض ونماذج تركيبية أنشأتها لتوضيح العلاقات أما صياغة الاطار المفاهيمى للدراسة  فيفضل أن يتم بعد الرجوع للمفاهيم العلمية مع تطويرها من قبل الباحث خاصة فى حالة  عدم الاتفاق عليها فهى من صنع الباحث حيث يضيف مفاهيمه الخاصة ومتغيراته وعلاقاته وفقا لخصوصية دراسته مثلا مفهوم الارهاب والثورة والشباب . وعندما يتم إثبات الفرضيات المرتبطة بتقييم ظاهرة ما تتحول الى نظرية ، والنظرية هى مجموعة من المفاهيم والافتراضات التى تعطى نظرة منظمة لظاهرة ما عن طريق تحديد العلاقات المختلفة بين المتغيرات وعلى الباحثين أن لايسقطوا فى موضة البحث فى الشائع ونجد كافة البحوث تتحدث عن المفهوم الشائع مثل كوفيد 19 وجدنا كافة الأبحاث تناقش تلك الظهرة ومايرتبط بها .

وهناك فرق بين بين صياغة نظرية الدراسة ومفاهيمها فصياغة الاطار المفاهيمى للدراسة فيفضل أن يتم بعد الرجوع للمفاهيم العلمية مع تطويرها من قبل الباحث خاصة فى حالة عدم الاتفاق عليها  فهى من صنع الباحث حيث يضيف مفاهيمه الخاصة ومتغيراته وعلاقاته وفقا لخصوصية دراسته ومثال على ذلك مفهوم الاغتراب السياسى يمكن ترجمته لعدد من المؤشرات التى يمكن قياسها مثل عدم الثقة السياسية أو النفور واللامبالاة السياسية وعدم الاهتمام السياسى أو نقص المعرفة السياسية وعدم الفاعلية وغياب القدرة السياسية ويمكن قياس تلك الأشياء باستطلاعات الرأى أو إستمارة الاستبيان ، ويمكن استخدام أكثر من نظرية فى البحث إذا كان هناك ترابط بينهم ولتلك الخطوة بعض المزايا مثل توفير القيمة المضافة للبحث فى حالة تنظيم نموذج متكامل منسق وطرح أهداف وتساؤلات وتفسر جانب من النتائج وتحقق تطوير للنظرية من خلال اضافة متغيرات وروابط علاقات وفروض جديدة وتطبيق منهجيات بحثية جديدة وهناك بعض العيوب فقد تعكس الاستعانة بأكثر من نظرية قصوراً فى تصميم الدراسة وأنها لم تصمم على نحو جيد للتمييز بين النظريات واختيار الأمثل وتعكس وجاهة علمية زائفة لانها تظهر ازدواجية المنهجية البحثية وتعقد إجراءات البحث العشوائية مما يحدث تضارب فى المفاهيم.

ولتطوير تطبيقيات أى نظرية ينبغى على الباحث أن لايخاف ولايتردد ويحدد المتغيرات بدقة ويجد الروابط والعلاقات بين تلك المتغيرات ويصمم نموذج هيكلى توضيحى ويضع نسقاً فكرياص يتضمن هذه الفرضيات ويحدد منهجية العمل ويصمم المقاييس الخاصة به ويتحقق من صحة الفرضيات ومن ثم النظرية فى بحوث تطبيقية ذات سياقات مختلفة ، ويتذكر دائما أن الاعلام يستهدف التأثير فى المعارف والأراء والاتجاهات والسلوكيات وأن متغيرات وسيطة عدة تتوسط هذه العلاقات المتداخلة والمعقدة ، وهناك ثلاث مكونات للإدراك المكون المعرفى الذى يشمل المعتقدات للفرد وتصوراته ومعلوماته والمكون الوجدانى الانفعالى ويشير لانفعالات الفرد نحو الموضوع من حيث القبول والرفض ، والمكون السلوكى يشير الى استعداد الفرد للقيام بأفعال وإستجابات معينة .

وعلى الباحث صياغة فروضه مثل علاقة كثافة مشاهدة الأفلام العنيفة بدرجة غرس قيمة العنف لدى المشاهد ، وعلاقة التعرض للأخبار السياسية بدرجة المشاركة فى المناقشات السياسية وعلاقة معدلات التعرض للأخبار السياسية الزائفة بدرجة الثقة السياسية ، وعلاقة مستوى المعرفة الرقمية بدرجة نشر أو تصديق الأخبار الزائفة ، والعلاقة بين ممارسة ألعاب إستراتيجية ومهارة التفكير ، والعلاقة بين درجة الاعتماد على الاعلام المعادى ودرجة التأثير السلبى على إدراك الجماهير، وهنا نؤكد أنه لاتوجد نظرية واحدة يجمع عليها العلماء فى تفسير ظاهرة علمية ما ولكن تختلف المجتمعات فى مدى تقدير عقلية أبناءها ودعمهم ، وأهم مايميز النظرية هو قدرتها المستمرة على إيجاد تساؤلات جديرة بالبحث إضافة الى استكشاف طرق جديدة للبحث العلمى.

ونظريات الاعلام الرقمى تتصل بثراء الوسيلة وتمثيل المعلومات والحضور الاجتماعى وتقييم الذات وإدارة الهوية ونظريات القائم بالاتصال تتسم بالمسؤلية الاجتماعية والاحتراق النفسى والسمات الشخصية ونموذج تقبل الشخصية ونظريات التأثير القوى تبحث فى المجتمع الجماهيرى ونظريات التأثير الحدود متصلة بنظريات الاستخدامات والاشباعات وتقديم متغيرات متوقعة وغير متوقعة وتستخدم فى أوقات الأزمات والصراعات ، ونظريات التأثير المعتدل مثل الاعتماد على وسائل الاعلام وتحليل الاطار الاخبارى ونظرية الاعتماد تتوقف على التفاعلات والعلاقات التبادلية .

وينبغى التمييز بين تطبيقات الشخص الأول التى ترتبط بالرسائل المرغوب فيها مثل الدعوة للمساعدة وتقديم العون للفقراء بينما تختص تطبيقات الشخص الثالث بالرسائل غير المرغوب فيها  إجتماعيا والتأثيرات السلبية مثل الرسائل الإباحية وغيرها و، وتبحث نظرية الأجندة فى الأهمية النسبية للقضايا والأهمية النسبية لعناصر القضية الواحدة ، والأهمية النسبية لمعايير تشكيل التقييم النهائى ،

وبناء الأجندة مفهوم أكثر تعقيداً يتطلب مدى زمنى أكبر ويبحث فى القوى الخارجية المؤثرة على أجندة الاعلام نفسه فهى ليست محصنة من التأثر مثل الاعلام الجديد والمدونات السياسية وتغريدات تويتر السياسى كلها تطورت لتصبح مصادر شرعية أحيانا للأخبار والموضوعات .والتجزئة وإنعدام السياق من أهم الأخطاء الشائعة فى تطبيق نظرية تحليل الأطر ، ونموذج قوائم الأطر من خلال عملية تفكيك أطر النصوص الاخبارية فى ضوء نموذج قوائم الأطر يمكن الكشف عن الأطر وآليات التأطير وكيفية توظيف المصادر وعناصر الابراز كالصور والرسومات والكلمات المحورية فى العناوين الرئيسية والفرعية وعلاقات الحضور والغياب بين القوى الفاعلة داخل النصوص وعلاقة ذلك كله ببناء تحيزات التغطية الاخبارية لرواية طرف دون الآخر من الأطراف المتضمنة  فى الواقعة .

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى