مقالات

أهمية الطاقة المتجددة للحفاظ علي الحياة في كوكب الارض

أهمية الطاقة المتجددة للحفاظ علي الحياة في كوكب الارض

بقلم: أ.د. عبد العليم سعد سليمان دسوقي

بسبب نشاطات الإنسان لقد أدى التوجه نحو تطوير الصناعة في الاعوام ال150 المنصرمة إلى استخراج وحرق مليارات الاطنان من الوقود الاحفوري لتوليد الطاقة. هذه الأنواع من الموارد الاحفورية اطلقت غازات تحبس الحرارة كثاني أوكسيد الكربون وهي من أهم أسباب تغير المناخ. وتمكنت كميات هذه الغازات من رفع حرارة الكوكب إلى 1.2 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.

أ.د. عبد العليم سعد سليمان دسوقي
أ.د. عبد العليم سعد سليمان دسوقي

وقد أشارت دراسات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغيرات المناخية (IPCC) إلى أن هذا الارتفاع المستمر في المتوسط العالمي لدرجة الحرارة سوف يؤدي إلى العديد من المشكلات الخطيرة كارتفاع مستوى سطح البحر مهددًا بغرق بعض المناطق في العالم، وكذلك التأثير على الموارد المائية والإنتاج المحصولي، بالإضافة إلى انتشار بعض الأمراض.

سيكون هناك رابحون وخاسرون من تغيّر المناخ. نتوقع ازدياد هطول الأمطار في كلٍّ من شرق الصين وكولومبيا والإكوادور، في حين سيزداد الجفاف في مناطق البحر الكاريبي وتشيلي وغرب الصين والبحر المتوسط والبيرو، كل ذلك بحلول عام 2100. توجد توقعاتٌ متباينةٌ حول إفريقيا، من حدوث الجفاف في الشمال والجنوب، والرطوبة الشديدة في أماكن أخرى مثل كينيا. تساعدنا هذه التوقعات على التنبؤ بالمناطق التي ستنقص فيها الزراعة وإمدادات المياه. ستحدث وفرة مياهٍ في المناطق المدارية الرطبة والمناطق على خطوط العرض العالية، ولكن سيتناقص توافر المياه وستزداد ظروف الجفاف في المناطق على خطوط العرض المتوسطة والمناطق شبه القاحلة من خطوط العرض المنخفضة، مما سيعرض مئات الملايين من الناس إلى كَرْبٍ مائي متزايد.

تقوم أنهار الجليد الأرضية في جبال الهيمالايا بتخزين المياه ليتم لاحقاً الإفراج عنها بشكلٍ منتظمٍ على مدار السنة مما يناسب بعض البلدان مثل الهند وباكستان. يحدث نفس الأمر في جبال الأنديز، التي تزوّد المياه إلى عددٍ من الدول مثل البيرو. إذا تراجعت أنهار الجليد الأرضية بمقدارٍ كبيرٍ، فستتعرض غالباً آلية الإفراج عن المياه للخطر. قد يتسبب الاحتباس الحراري العالمي أيضاً بحدوث بعض المشاكل في المدن الساحلية وذلك حسب مدى ارتفاع مستويات البحر، وقد ترتبط هذه المشاكل بإمدادات المياه وبآلية التخلص من مياه الصرف الصحي.

ينتج عن الاحتباس الحراري العالمي ارتفاعٌ بطيءٌ جداً في درجات الحرارة على مدى السنوات الثلاثين القادمة. لا يجب أن نتوقع حدوث تغيّرٍ فوريٍّ في العوامل الصحية. هذا ما أسميه بالكارثة الزاحفة. سيتسبب الارتفاع غير المرئي في مستوى سطح البحر بمقدار 1.5 سنتمتر تقريباً في السنة بارتفاع 1.5 متر بحلول عام 2100. هذه لا تماثل كارثة تسونامي: إنه تغيّرٌ بطيءٌ لكنه كافٍ لشغل حيز اهتمام المهندسين في كثيرٍ من أنحاء العالم. لكن عندما يعيش 146 مليون شخص على ارتفاع أقل من مترٍ واحدٍ من مستوى سطح البحر، فإن عدم اتخاذ أية خطوات حول تغيّر المناخ على مدى مئة السنة القادمة سيترك أثراً كبيراً على حياة الكثيرين. بالإضافة لازدياد معدلات المراضة والوفيات الذي تسببه الظواهر الجوية الشديدة كموجات الحر والجفاف والفيضانات، من المرجح أن يساهم تغيّر المناخ في زيادة عبء أمراض سوء التغذية والإسهال والعدوى. كما يُحتمَل ارتفاع وتيرة أمراض القلب والجهاز التنفسي بسبب التغيّرات في نوعية الهواء، وفي توزّع بعض نواقل المرض. قد يسبب هذا كله عبئاً كبيراً على الخدمات الصحية.

بما ان حرق الوقود الاحفوري هو المصدر الأساسي لغازات الدفيئة ينبغي ان نقلص اعتمادنا على النفط كمصدر أساسي للطاقة، والعمل علي استخدام الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة؛ مثل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والكتلة الحيوية، والطاقة المائية، والنووية.

مثال (1) الطاقة الشمسية:
تتلقى الكرة الأرضية ما يكفي من الإشعاع الشمسي لتلبية الطلب المتزايد على أنظمة الطاقة الشمسية. إنّ نسبة أشعة الشمس التي تصل إلى سطح الأرض تكفي لتأمين حاجة العالم من الطاقة ب 3000 مرة.

ويتعرّض كل متر مربع من الأرض للشمس، كمعدل، بما يكفي لتوليد 1700 كيلو وات/الساعة من الطاقة كل سنة. يتمّ تحويل اشعة الشمس إلى كهرباء والتيار المباشر الذي تم توليده يتم تخزينه في بطاريات أو تحويله إلى تيار متواتر على الشبكة من خلال محوّل كهربائي.

مثال (2) طاقة الرياح:
بلغ استغلال طاقة الرياح مراحل متقدمة. والطاقة الهوائية هي ظاهرة شاملة وأكثر مصادر الطاقة المتجددة تطورا بالاعتماد على تقنية حديثة نظيفة، فعالة، مستدامة، ولا تلوث. تشكّل توربينات الرياح الحالية تكنولوجيا متطورة جدا- فهي قابلة للتعديل، سهلة التركيب والتشغيل وقادرة على توليد طاقة تفوق 200 مرة حاجة العالم اليوم.

مثال(3) انتاج الهيدروجين الأخضر:
أصبح إنتاج الهيدروجين الأخضر ضروريا لوقف التغييرات المناخية ووضع حد لتدهور حالة البيئة ما يمكن اعتباره قبلة الحياة لإنقاذ كوكب الأرض من الآثار السلبية للتغيرات المناخية وما يصاحبها من ارتفاع درجة حرارة الأرض، وذوبان الجليد، واختلال الطقس المعتاد، وزيادة التقلبات والأعاصير بسبب كثرة الانبعاثات الكربونية. أفاد تقرير مراجعة الهيدروجين عالميا 2022 الصادر عن وكالة الطاقة الدولية «IEA» العام الحالى، أن تكنولوجيا إنتاج الهيدروجين النظيف، قد توفر نحو 25% من احتياجات الطاقة فى العالم بحلول عام 2030 فى حال التزام الدول بتعهداتها الخاصة بتقليل الانبعاثات وصولا إلى الحياد الكربونى عام 2050.والهيدروجين الأخضر، يتم إنتاجه من خلال التحليل الكهربائى للماء (H2O) لفصل ذرات الأكسجين عن الهيدروجين ومن ثم استخدامه كوقود بشكل مباشر أو فى هيئة الأمونيا أو كمدخل لصناعات أخرى.

التعريف بالكاتب:
أ.د. عبد العليم سعد سليمان دسوقي
عضو مركز التنمية المستدامة بجامعة سوهاج
رئيس الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بمحافظة سوهاج

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى